أفادت مصادر دبلوماسية في الخليج أن عددا من أطراف المعارضة السورية تتجه إلى الإعلان عن إنشاء مجلس وطني سوري في الخارج، تكون من بين مهامه الرئيسية تنسيق جهود المعارضة بكافة أطيافها والاتفاق على خطوات عملية يتم تنفيذها على ارض الواقع من شانها قيادة سوريا نحو التعددية والديمقراطية.


ملف خاص: سوريا... الثورة

الرياض: قالت مصادر دبلوماسية في الخليج طلبت عدم الكشف عن هويتها في تصريحات خاصة لـquot;إيلافquot; أنها تلقت مؤخرا quot;مسودة اتفاق بين قوى سورية معارضة يقضي بإنشاء مجلس وطني سوري في الخارج الأحد المقبل تكون من بين مهامه تنسيق جهود المعارضة السورية بكافة أطيافها والاتفاق على خطوات عملية يتم تنفيذها على ارض الواقع من شانها قيادة سوريا نحو مجتمع مدني وفقا لنظام ديمقراطي يكفل حرية الشعب وضمان أمنه واستقلاله ووحدته الوطنية ونبذ الطائفيةquot;.

وأوضحت المصادر أن عددا من العواصم الغربية والإقليمية أبدت تأييدها ودعمها لكل خطوة تصب في اتجاه وقف أعمال العنف وإراقة دماء الشعب السوري.

وأضافت المصادر quot;أن المجلس سيباشر فور الإعلان عنه إلى الاتصال بالدول ذات التأثير على الساحة الدولية والإقليمية للحصول على الدعم والمساندةquot;.

ويلاحظ هنا أن الإعلان عن هذه الخطوة جاء بعد اقل من 48 ساعة من طلب واشنطن والعديد من العواصم الأوروبية من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن السلطة.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد أبدت قلقها مؤخرا من عدم وحدة صف المعارضة السورية تجاه الأهداف الرئيسية في المرحلة الحالية من جهة وعدم وجود ممثل واضح لها للتواصل معه حول الأزمة التي تجتاح سوريا منذ نحو خمسة أشهر.

وعلم من مصدر دبلوماسي أن لجان التنسيق المحلية انضمت للمرة الأولى إلى كتلة سياسية بعد أن اكتفت خلال الفترة الماضية بالمشاركة في مؤتمرات المعارضة كمراقب أو تحديد دورها في تنظيم المظاهرات كل جمعة التي تحولت خلال شهر رمضان الحالي إلى مظاهرات يومية.

وقال quot;إن فكرة إعلان المجلس ولدت في إسطنبول بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين الذين اجتمعوا من أجل وضع شروط ومعايير اختيار أعضاء المجلس، مضيفا أن المجلس مكون من أعضاء اختيروا على أساس الكفاءة والتوزيع الجغرافي داخل وخارج سورياquot;.

وعلى صعيد متصل أعلن ناشطون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في بيان تأسيس quot;الهيئة العامة للثورة السوريةquot; لضم كل تجمعات المحتجين داخل سوريا والمعارضين في الخارج.

وقال البيان الذي تناقلته عدد من وكالات الأنباء اليوم quot;إن هذه الهيئة أسست بعد اندماج كافة تجمعات الثورة داخل سوريا وخارجها لتكون ممثلا للثوار في كل أنحاء سوريا الحبيبةquot;.

وأوضح quot;أن هذه الهيئة أسست التزاما بضرورة العمل المشترك والحاجة الملحة لتوحيد الجهود الميدانية والإعلامية والسياسية ولضرورة الانصهار ببوتقة عمل واحدة توحد الرؤى لدى الثوار بمختلف الائتلافيات والتنسيقيات التي تتمثل بداية بإسقاط نظام بشار الأسد ومؤسساته القمعية والنفعيةquot;.

وأكد الناشطون quot;أن الخطوة التالية في عمل هذه الهيئة ستكون بناء سوريا كدولة ديمقراطية مدنية ودولة مؤسسات تضمن الحرية والمساواة والكرامة واحترام حقوق الإنسان لكافة مواطنيهاquot;.

ودعت الهيئة التي وقع على بيان تأسيسها عدد كبير من تنسيقيات الثورة السورية في مدن عدة، بقية التنسيقيات والتكتلات والتجمعات إلى التوحد ضمن هذه الهيئة لما في ذلك من مصلحة تخدم أهداف الثورة وتوصل صوتها لكل أصقاع الدنيا ولتقدم رؤيتها بشكل موحد يرقى إلى جهود الفاعلين على الأرض في كل مدينة وقرية سورية.

ومن موقعي البيان quot;اتحاد تنسيقيات الثورة السوريةquot;وquot;صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسدquot; وquot;شبكة شامquot;وعدد من لجان التنسيق المحلية في اللاذقية (غرب) والسلمية (شرق)والزبداني ومضايا (ريف دمشق) وحمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) وغيرها.كما وقعت على البيان رابطة الشباب السوري للتغيير الديمقراطي وائتلاف شباب الثورة السورية الحرة.

وأكد موقعو البيان quot;التزامهم بدماء آلاف الشهداء وتضحيات عشرات آلاف المعتقلين ممن عذبوا وشردوا واضطهدوا لينيروا طريق الحرية ويوقدوا جذوة العزة والكرامةquot;.

وأضافوا quot;نجدد القسم لهم جميعا بأننا لن نخون العهد الذي قطعناه سويا أو نحيد عن الدرب الذي ساروا عليه وضحوا من اجله ولن نتهاون مع آي خيانة لهذه التضحيات أو تسلق عليها لمصالح شخصيةquot;.

وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/ مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي يواصل قمعها بشدة ما أسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص بحسب الأمم المتحدة، في حين يؤكد النظام السوري انه يتصدى quot;لعصابات إرهابية مسلحةquot;.