متظاهرون مصريون يحرقون العلم الإسرائيلي

تسعى إسرائيل إلى نزع فتيل التوتر مع مصر إثر مقتل جنودها الخمسة الخميس الماضي، فيما أكدت الحكومة المصرية الأحد أن بيان الإعتذار والأسف الإسرائيلي لا يتناسب مع جسامة الحادث، فيما رحّبت بتحقيق مشترك مع إسرائيل بشأن الحادثة.


القدس: تدرس إسرائيل ردها على الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، والتي أوقعت قتيلاً السبت، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تجنب أزمة دبلوماسية كبيرة من مصر. ورداً على احتمال شنّ هجوم برّي على القطاع قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم، محذرًا quot;يجب أن لا ينعم الزعماء الإرهابيون بنوم هادىء. ولا ينبغي استبعاد أي خيارquot;.

واستنادًا الى الجيش الإسرائيلي، اطلق نحو 20 صاروخًا وقذيفة هاون من قطاع غزة منذ منتصف ليل السبت على جنوب إسرائيل، وخاصة على منطقتي بئر سبع وعسقلان، من دون ان تسفر عن ضحايا او اضرار جسيمة.

وسقط اكثر من مائة قذيفة صاروخية على الاراضي الإسرائيلية منذ بدء موجة العنف الجديدة هذه الخميس الماضي. وتعرض شمال مدينة غزة لقصف جوي إسرائيلي صباح اليوم، ادى الى اصابة طفل في الثانية عشرة بجروح خطرة حسب مصادر طبية فسلطينية.

كما اصيب سبعة فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية جديدة ظهر الاحد على موقع عسكري تابع للحكومة المقالة شمال غرب غزة، بحسب مصادر طبية وشهود عيان. كذلك سقطت صواريخ اطلقت من غزة في الاراضي المصرية غرب معبر رفح في ساعة مبكرة من صباح اليوم من دون وقوع ضحايا أو أضرار كما اكد التلفزيون المصري.

ويبدو أن هذه الصواريخ سقطت خطأ في الاراضي المصرية، وانها كانت موجّهة الى معبر كارم شالوم الإسرائيلي القريب. وقد احتدمت المواجهة المسلحة بين الفصائل الفلسطينية المتشددة وإسرائيل مساء السبت مع دفعات الصواريخ التي اصابت مدنًا عدةفي جنوب إسرائيل، والتي اوقعت قتيلاً و18 جريحًا أحدهم في حالة حرجة.

وفي الجانب الفلسطيني، بلغت حصيلة قتلى الهجوم الإسرائيلي منذ الخميس quot;15 شهيدًا و48 جريحًا بينهم 12 اطفال و12 نساء وثلاثة مسنين ومسعف واحد في اكثر من عشرين غارة جويةquot;، كما اكد ادهم ابو سلمية الناطق باسم اللجنة العليا للاسعاف والطوارئ في قطاع غزة. من جهة اخرى شنّ الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات شملت عشرات من كوادر حماس في الضفة الغربية.

وقالت مصادر امنية فلسطينية ان القوات الإسرائيلية اعتقلت 120 من ناشطي حماس في جنوب الضفة الغربية بعد ساعات من اطلاق كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، صواريخ من غزة على إسرائيل. وقالت سميرة حلايقة نائبة حماس في الخليل لوكالة الأنباء الفرنسية إن الجيش الإسرائيلي اعتقل ما بين مائة الى 120 من كوادر حماس في اكبر حملة اعتقلات تشهدها المنطقة منذ وقت طويل.

واعلنت لجان المقاومة الشعبية مسؤوليتها عن اطلاق صاروخ غراد على مدينة عسقلان (المجدل) جنوب إسرائيل صباح اليوم. كما اعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن قصف مواقع عسكرية إسرائيلية عدةشمال وجنوب قطاع غزة صباح اليوم.

وقالت السرايا في بيان لها quot;نعلن مسؤوليتنا عن استهداف مواقع عسكرية صهيونية بسبعة صواريخ شمال وجنوب قطاع غزةquot;، وquot;نؤكد انها تاتي في اطار الرد الاولي على العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزةquot;.

وكانت كتائب القسام اعلنت مساء السبت انها اطلقت صواريخ غراد على إسرائيل في اشارة الى انتهاء التهدئة الميدانية بين الطرفين. وقالت القسام في بيان مقتضب انها quot;اطلقت اربعة صواريخ من طراز غراد على مغتصبة (مستوطنة) اوفيكيم الصهيونيةquot;.

وهذه المرة الاولى التي تعلن فيها كتائب القسام اطلاق صواريخ على إسرائيل منذ بدء الغارات الجوية الإسرائيلية الخميس الماضي بعد سلسلة هجمات في ايلات، وهي المرة الاولى ايضًا منذ اعلان استئناف هدنة ميدانية غير مباشرة في نيسان/ابريل الماضي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

وقد ادانت جامعة الدول العربية الاحد عقب اجتماع طارئ في مقرها في القاهرة quot;العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزةquot;، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على الدولة العبرية لوقف قصفها للقطاع.

على الصعيد الدبلوماسي، سعى المسؤولون الإسرائيليون الاحد الى نزع فتيل التوتر مع مصر اثر مقتل جنودها الخمسة الخميس الماضي. فقد اعرب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بدوره عن quot;الأسفquot; لموت الجنود المصريين، مشددًا على ان اتفاق السلام المبرم بين الدولتين عام 1979 quot;يشكل مكسبًا استراتيجيًا للعالم أجمعquot;.

كما اعرب المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمور عن الأمل في أن تكون quot;الازمة قد اصبحت خلفناquot;. مشيرًا الى ان ذلك quot;في مصلحة الطرفين بالتأكيدquot;. الا ان الحكومة المصرية، التي تطالب بـquot;اعتذار رسميquot;، اعتبرت الاحد ان quot;بيان الاعتذار والأسف الإسرائيلي لا يتناسب مع جسامة الحادثquot;، من دون التطرق الى استدعاء سفيرها في تل ابيب. من جانبها، أكدت الحكومة المصرية الأحد أن بيان الإعتذار والأسف الإسرائيلي لا يتناسب مع جسامة الحادث، فيما رحّبت بتحقيق مشترك مع إسرائيل بشأن الحادثة.

وجاء في بيان لمجلس الوزراء صدر بعد جولة ثانية من اجتماع أزمة وزاري برئاسة رئيس الوزراء عصام شرف في ساعة متأخرة من مساء السبت أن القرار الإسرائيلي بالعمل مع مصر للتحقيق في الحادث quot;وإن كان إيجابيًا في ظاهره، إلا أنه لا يتناسب مع جسامة الحادث وحالة الغضب المصري من التصرفات الإسرائيليةquot;.

وشددت الحكومة المصرية على ضرورة القيام بتحديد دقيق للسقف الزمني اللازم للانتهاء من التحقيقات المشتركة مع إسرائيل في أسرع وقت ممكن.

وقالت الحكومة إنها quot;تعتبر الموافقة على إجراء تحقيق مشترك لكشف ملابسات الحادث خطوة أساسية لمنع تكرار مثل هذه الحوادثquot;، مضيفا أن quot;الدماء المصرية ليست رخيصة، ولن تقبل الحكومة أن تضيع هذه الدماء هدرًاquot;. وأضاف بيان الحكومة أن quot;مصر إذ تؤكد حرصها على السلام مع إسرائيل، إلا أن تل أبيب ينبغي عليها أن تتحمل مسؤولياتها أيضًا في حماية هذا السلامquot;.

الجهاد الإسلامي: الإتصالات مستمرة من أجل العودة الى التهدئة

من جانبه، اعلن ناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي الاحد ان الاتصالات مع الجانب المصري مستمرة من اجل العودة الى التهدئة مع إسرائيل، مؤكدًا ان الفصائل الفلسطينية موافقة على اعادة تثبيت هذه التهدئة quot;في حال اوقفت إسرائيل العدوانquot;.

وقال داود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي لوكالة الأنباء الفرنسية من القاهرة quot;هناك اتصالات جارية بين الفصائل الفلسطينية والقيادة المصرية من اجل تثبيت التهدئة وعودة الهدوءquot; كما كان قبل التدهور الاخير في قطاع غزة ابتداء من الخميس الماضي. وتابع المسؤول في حركة الجهاد quot;ان موقف الفصائل الفلسطينية واضح من هذه المسالة، وعلى إسرائيل ان توقف تصعيدها وتوقف عدوانها، لانه لا يمكن ان تكون هناك تهدئة من جانب واحدquot;.

واضاف شهاب ان الفصائل الفلسطينية quot;موافقة على التهدئة في حال اوقفت إسرائيل العدوانquot;، معتبرًا ان quot;الكرة الآن هي في الملعب الإسرائيلي، وفي حال استمر العدوان الإسرائيلي فسوف تستمر المقاومة في الرد على هذا العدوانquot;. وكان التصعيد الأخير في قطاع غزة أطاح بالتهدئة التي كان اعلن عن استئنافها في نيسان/ابريل الماضي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.