آخر تحديث:الإربعاء 24 أغسطس الساعة 1:50 ت غ
لم يتخيل ثوار ليبيا وهم يتقدمون باتجاه العاصمة طرابلس أنّ الجماهيريّة البوليسية التي بناها معمّر القذافي على مدى أربعين عاماً ستنهار كبرج من ورق. إلا أنّ هذه الحقبة باتت من ماضي ليبيا، حيث يسجّل ليل الأحد - الإثنين انتهاءعهد القذّافي.
الفرحة تعمّ طرابلس بعد تحريرها
طرابلس: أطلّ الزعيم الليبيّ المطارد معمر القذافي فجر الاربعاء عبر إذاعة محليّة ليؤكد أنّ انسحابه من مقره في مجمع باب العزيزية كان quot;تحركا تكتيكياquot; بعد أن تحول المجمع الى طوب وحجارة جراء 64 غارة جوية لحلف شمال الاطلسي. وتعهد القذافي في كلمته بمواصلة المقاومة حتى quot;النصر أو الشهادةquot; على حدّ تعبيره.
وسيطر الثوار الليبيون الثلاثاء على مقر اقامة معمر القذافي في طرابلس موجهين ضربة قاصمة الى النظام الليبي المتهاوي، لكن مصير الزعيم الليبي لا يزال مجهولا.
وافاد مراسل فرانس برس الذي كان موجودا داخل المقر مع المتمردين الليبيين ان هؤلاء quot;حطموا الجدران الاسمنتية للمجمع ودخلوه. لقد سيطروا على باب العزيزية (مقر القذافي) بالكامل، انتهى الامرquot;.
وقال مراسل فرانس برس quot;لقد استولوا على كميات من الذخائر والبنادق الرشاشة والمسدساتquot;.
واظهرت مشاهد بثتها قناة الجزيرة الفضائية متمردا شابا يتسلق نصبا يمثل يدا تقبض على طائرة (في اشارة الى الهجمات الاميركية على المجمع العام 1986) محاولا تدميره، فيما كان اخر يدوس رموزا اخرى للنظام.
وفي محيط المقر، كان المقاتلون يحتفلون بانتصارهم هاتفين quot;الله اكبرquot; ويسارعون لدى رؤيتهم اجانب الى شكرهم مؤكدين امتنانهم للحلف الاطلسي، وفق مراسل فرانس برس.
وتمددت جثث عديدة على الارض داخل حرم المجمع يبدو انها تعود الى عناصر من قوات القذافي، وفق المصدر نفسه الذي اشار الى سقوط العديد من الجرحى.
وحتى مساء الثلاثاء، ظل مصير الزعيم الليبي والقريبين منه مجهولا.
وقال العقيد احمد عمر باني المتحدث العسكري باسم الثوار متحدثا من بنغازي ان quot;باب العزيزية بات تحت سيطرتنا بالكامل، العقيد القذافي وابناؤه لم يكونوا في المجمعquot;.
واضاف quot;لا احد يعلم اين همquot;. ويعتقد البعض ان القذافي غادر طرابلس.
وكان سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي ظهر ليل الاثنين الثلاثاء في طرابلس مؤكدا ان والده لا يزال في طرابلس.
واكد سيف الاسلام الذي كان الخليفة المرجح لوالده ان quot;طرابلس تحت سيطرتناquot;. واضاف quot;ليطمئن العالم كله، كل شيء تمام في طرابلسquot;، مؤكدا ان quot;القذافي وكل العائلة في طرابلسquot;.
ومساء الثلاثاء في طرابلس، اكد القائد العسكري للثوار بوضوح ان رجاله quot;حسموا المعركةquot;.
وقال عبد الحكيم بلحاج عبر قناة الجزيرة الفضائية من باب العزيزية بعيد سقوط المجمع في ايدي الثوار quot;المعركة العسكرية قد حسمت، استطعنا ان نهدم الاسوار وفروا امامنا فرار الجرذانquot;، في اشارة الى القوات الموالية للقذافي.
وعصر الثلاثاء، قرر الثوار الذين دخلوا طرابلس مساء السبت بدء الهجوم على مقر القذافي بعدما تلقوا تعزيزات من مدينة مصراتة.
الى ذلك، اعلن المتحدث العسكري باسم المتمردين الليبيين الثلاثاء ان المتمردين تمكنوا من السيطرة على مدينة راس لانوف النفطية الواقعة على الطريق الى مدينة سرت مسقط راس الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال العقيد احمد عمر باني لوكالة فرانس برس quot;نحن الان في راس لانوفquot; معربا عن امله في ان يصل المتمردون قريبا الى بلدة بن جواد شرق سرت والواقعة في منتصف الطريق تقريبا بين بنغازي ومصراتة اللتين يسيطر عليهما المتمردون.
وعلى الصعيد الدولي، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اثر اتصال هاتفي بنظيره الاميركي باراك اوباما ان البلدين quot;سيواصلان جهدهما العسكريquot; حتى يستسلم quot;القذافي ومعسكرهquot;.
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية الثلاثاء ان واشنطن تعمل على صرف ما بين مليار ومليار ونصف مليار دولار خلال الايام المقبلة من الاموال الليبية المجمدة الى المجلس الوطني الانتقالي الممثل للثوار الليبيين.
وفي الوقت نفسه، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء زعيم الثوار الليبيين مصطفى عبد الجليل الى العمل من اجل quot;المصالحةquot;.
من جهتها، دعت مجموعة الازمات الدولية الى انتقال سلمي للسلطة في ليبيا بعد سقوط النظام.
وقالت المجموعة في بيان quot;في وقت يستعد الليبيون لسقوط وشيك للنظام، فان البلد يواجه لحظة حاسمة ذات اهمية تاريخية (...) ينبغي الا يقلل من اهمية التحدي المستقبليquot;.
واضافت ان على القادة الجدد في ليبيا ان يأخذوا في الاعتبار ثلاث قضايا اساسية: quot;الشرعية السياسيةquot;، quot;الامن، القانون والنظامquot; وquot;المصالحة والعدالة خلال العملية الانتقاليةquot;.
التعليقات