لندن: انتشرت الشرطة بشكل مكثف في العاصمة البريطانية لندن الاحد حيث تشهد كرنفال نوتينغ هيل وذلك للحيلولة دون وقوع اعمال شغب خلال اكبر مهرجان في شوارع اوروبا على شاكلة ما جرى في لندن في وقت سابق هذا الشهر.
ويتوقع ان يشارك في الكرنفال الذي يحتفي بالثقافة الكاريبية في شوارع منطقة نوتينغ هيل غربي لندن نحو مليون شخص حيث يشهد عروضا صاخبة وفرقا راقصة بازياء مثيرة على منصات متحركة على وقع دوي موسيقى عالية.
غير ان المهرجان هذا العام سيختبر قدرة الشرطة على التعامل مع الاحداث في اعقاب اعمال الشغب السابقة، وقد نشرت الشرطة 5500 من عناصرها الاحد وستنشر 6500 الاثنين في زيادة نحو الف شرطي وشرطية عن العام الماضي.
وكاد ان يقرر الا يجري الاحتفال عقب اسوأ اضطرابات تشهدها انكلترا منذ عقود. فقد بدأت اعمال الشغب في منطقة نوتنهام بشمال لندن في السادس من اب/اغسطس قبل ان تمتد لمناطق اخرى من العاصمة فضلا عن مدن اخرى ما تسبب في اضرار هائلة وخلف خمسة قتلى.
يضاف الى هذا ان كرنفال نوتينغ هيل معروف باجتذابه عناصر مثيرة للشغب وكان الكثيرون من المعلقين قد توقعوا الغاء الحدث هذا العام. غير ان منظمي الحدث رفضوا ذلك وقالوا ان الغاءه سيكون بمثابة اعلان هزيمة امام اعمال الشغب، مشيرين الى ان المهرجان نفسه بدأ كتعبير عن التحدي بالاحتفال في اعقاب اعمال شغب عرقية خلال الخمسينات.
وكانت اول مرة يجري فيها الكرنفال عام 1964 في اعقاب اضرابات شهدتها منطقة نوتينغ هيل قبل ست سنوات حيث جرت اشتباكات بين البيض ومهاجرين سود وصلوا حديثا من جزر الهند الغربية والكاريبي.
وقال انسيل باركلي المشارك في ادارة الحفل لفرانس برس quot;لن ندع اقلية تمنعنا من فعل ما نريدquot;. واضاف quot;الغاء الحدث سيحمل دلالة سلبية ويبعث برسالة خاطئة قبل الاولمبياد التي تشهدها لندن العام المقبلquot;. كما حث رئيس بلدية لندن بوريس جونسون المواطنين على quot;السماح لروح لندن الحقيقة بأن تظهرquot; قائلا ان الكرنفال قد يسهم في مداواة الجروح التي خلفتها اعمال الشغب.
غير ان الكرنفال سينتهي قبل موعده بثلاث ساعات للسماح لحشود الحاضرين بالتفرق قبل حلول الظلام. واغلقت عدة محال في المنطقة واجهاتها بالالواح الخشبية تحسبا لاي اضطرابات، في الوقت الذي تتأهب السلطات لهذا الاحتمال.
فبالاضافة الى تشديد الامن في محيط المهرجان يجري نشر اكثر من اربعة الاف من رجال الشرطة في مناطق اخرى من العاصمة اضافة الى الاف اخرين ينتشرون انتشارا اعتياديا. وتبدأ الشرطة كل عام عملية خاصة تزامنا مع المهرجان لتفويت الفرصة على العناصر المثيرة للشغب في انحاء لندن ومكافحة الجرائم التي تنشط خلال المناسبة.
وصرحت شرطة سكتلنديارد لفرانس برس انها اعتقلت 40 شخصا قبل المهرجان هذا العام. وقال رئيس الشرطة ستيف رودهاوس quot;لدينا معلومات ان بعض العصابات تريد الاندساس بين الحاضرين واثارة الاضطراباتquot;.
واقر رودهاوس ان الحدث هذا العام يجري quot;في ظل ظروف استثنائيةquot;، قائلا ان مثيري الشغب يجهزون لاضطرابات عبر التواصل الاجتماعي على الانترنت وان لم تزد وتيرة التخاطب على الانترنت هذا العام عن الاعوام السابقة.
التعليقات