لقطة عن فيديو نشر على يوتيوب تظهر القوات السورية تعتدي على متظاهرين قرب حمص

يصف ناشط من مدينة بانياس، التي كانت معقلاً للاحتجاجات قبل أن يهاجمها الأمن السوري،ممارسات النظام ضد التظاهرات الشعبية.


بيروت: يُبدي الطالب جامعي المؤيد للديموقراطية في سوريا، أحمد، تفاؤلاً حول سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي لا يمكن لحملته الوحشية أن تصمد في وجه المحتجين لفترة طويلة. أحمد، الذي رفض الإفصاح عن اسمه الكامل، هو ناشط من مدينة بانياس الساحلية التي كانت مركزا للإحتجاجات قبل أن تحاصر من قبل الجيش وقوات الأمن السورية في ايار/ مايو الماضي.

ويقول لصحيفة quot;لوس أنجلوس تايمزquot; أحمد انه شارك في الاحتجاجات منذ البداية وانضم إلى مجموعة معارضة تقوم بتوثيق التظاهرات الشعبية ضد الأسد وكذلك ممارسات النظام ضد الشعب. واستضيف أحمد في العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية، بما في ذلك لوس انجلوس تايمز، حول الوضع على أرض الواقع خلال الاضطرابات.

واشارت الصحيفة إلى ان نشاط أحمد جعله واحداً من المطلوبين على اللائحة السوداء التي يضعها النظام للقبض على الناشطين. ونقلت الصحيفة عن أحمد قوله: quot;سرعان ما صرت مطلوباً، وبدأوا بالتنصت على هاتفي. اضطرت عائلتي إلى الفرار من المدينة ولم أتمكن من رؤيتهم منذ ستة أشهر، ولا يمكنني ان أتصل بهم وأتحدث إلى اي منهمquot;، مضيفاً: quot;تحدثت مرة مع صديقي في دمشق، فعثروا عليه واعتقلوه لمدة شهرينquot;.

وتحدث أحمد عن بداية الثورة في سوريا قائلاً: quot;قبل أن يبدأ الجيش وقوات الأمن باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين منذ أشهر، لم يكن المتظاهرون يدعون لإسقاط النظام. ففي الأسبوع الأول، احتج السوريون على انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع الفواتير وفساد المسؤولين، ودعوا إلى إقالة الحكومة والإفراج عن المعتقلينquot;.

وأضاف: quot;لكن قوات الامن بدأت بفرض حصار ومنعت دخول مختلف السلع والضروريات إلى المدينة. ثم انقطعت الهواتف والكهرباء في وقت متأخر من إحدى الليالي، فعرف السكان أن شيئا سيئاً سيحدثquot;. في فجر اليوم التالي، شاهد أحمد ست سيارات دفع رباعي تقل رجالاً مسلحين، يعرفون بـ quot;الشبيحةquot; وبدأوا بإطلاق النار عشوائيا على المحلات التجارية والمباني.

وأضاف أحمد: quot;منذ أن بدأت أعمال القتل والقنص، تفاقم غضب الناس، وبدأ المتظاهرون يهتفون لسقوط نظام الأسدquot;. ردت قوات الأمن على المتظاهرين باستخدام العنف، مما أسفر عن مقتل عدة اشخاص. وكان أحمد على اتصال مع وسائل الإعلام من وسط المظاهرات عندما بدأت قوات الأمن بإطلاق النار على الحشود.

ويقول أحمد أن عمله كان محفوفاً بالمخاطر لكنه تمكن من الهرب من الأمن السوري عبر النوم في منزل مختلف كل ليلة. لكن عندما اقتحم الجيش المدينة، اضطر في النهاية إلى مغادرة البلاد. ونقلت الصحيفة عن أحمد قوله: quot;ذهبت أنا واثنين من الناشطين الآخرين من بانياس إلى الجبال وكنا ننام في الغابات وبقينا من دون طعام لمدة ثلاثة ايامquot;.

انسحبت الدبابات من مدينة بانياس، لكن أحمد يشير إلى أن الجنود لا يزالون في المدينة إلى جانب عدد كبير من قوات الأمن، مضيفاً أن الاحتجاجات لا تزال بأعداد صغيرة وقوات الأمن تتحرك فوراً لقمع التظاهرات عندما تندلع.

وختم أحمد: quot;في كل يوم يصبح النظام أضعف وأكثر انقساما فيما المعارضة تصبح أكثر قوة وتصميماً. الأغلبية الصامتة بدأت ببطء، ولكل بلد سيناريو خاص به. سيتعين علينا أن ننتظر لنرى كيف ستنتهي الأمور في سورياquot;.