يستأنف الرئيس الأميركيّ المحبط من جمود الكونغرس، نشاطه السياسيّ في مواجهة جمهوريين مصممين على عرقلة خططه لاصلاح اقتصاد البلاد.


واشنطن: يستعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي عبر عن quot;خيبة املهquot; من جمود الكونغرس، لاستئناف نشاطه السياسي في مواجهة جمهوريين مصممين على عرقلة خططه لاصلاح اقتصاد اميركي يعاني من ضائقة شديدة قبل 14 شهرا على الانتخابات الرئاسية.

ووقعت المناوشة الاولى الاربعاء حتى قبل عودة النواب من عطلتهم الاسبوع المقبل.

واوباما الذي كان طلب القاء خطاب امام الكونغرس لعرض مشاريعه لتحريك سوق العمل، استسلم لمتطلبات جدول اعمال رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر.

وكان اوباما طلب اساسا القاء هذا الخطاب في السابع من ايلول/سبتمبر عند الساعة 20,00 -- في الوقت نفسه من نقاش متلفز لمرشحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لهم لخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل. لكن باينر طلب منه ارجاء خطابه يوما واحدا، وهو ما انتهى الرئيس بالموافقة عليه.

وكتب اوباما مساء الاربعاء في رسالة الكترونية الى انصاره بعد تراجعه امام الجمهوري رئيس مجلس النواب quot;منذ وقت طويل لم يركز الكونغرس على ما يتوقعه الاميركيون منهquot;.

واضاف quot;اعرف انكم تشعرون بخيبة امل جراء هذا الامر. وانا كذلكquot;.

وباينر الذي استفاد من النجاح الذي حققه امام الرئيس، سيدلي من جهته بخطابه الخاص حول العمل في 15 ايلول/سبتمبر.

والجمعة، جاء الاعلان عن اخر ارقام البطالة البالغة نسبتها 9,1% في اقتصاد اميركي لم ينجح في تسجيل اي فرصة عمل جديدة في شهر اب/اغسطس، ليزيد من ارباك الرئيس ايضا.

وقال جون باينر ان quot;الاميركيين ما زالوا يسألون عن الوظائفquot;.

وفي هذه الاثناء، تتدهور شعبية الرئيس بقوة وتتراجع احتمالات اعادة انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.

وبحسب استطلاع نشرته الجمعة جامعة كينيبياك، سجل اوباما عتبة جديدة من تراجع شعبيته مع 52% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع ابدوا عدم موافقتهم على عمله مقابل 42% من الاراء المؤيدة له في اب/اغسطس. وفي تموز/يوليو، بلغت النسبة 47% من المؤيدين مقابل 46% من المعارضين.

وبحسب استطلاع اخر اجرته quot;سي ان ان/او آر سي انترناشيونالquot; ونشر الخميس، فان 65% من الذيم شملهم هذا الاستطلاع لا يوافقون على خطوات اوباما بشان الاقتصاد مقابل 34% فقط ابدوا رايا مؤيدا.

والجمهوريون الراغبون في استغلال هذا الوضع، يتحصنون في مواقفهم على الصعيد الاقتصادي. ويشددون على التخفيضات في الموازنة ويرفضون رفضا قاطعا فرض اي زيادة على الضرائب ويعارضون النفقات الجديدة. وتوعدوا بمهاجمة اجراءات التنظيم في الولايات التي تخنق الاقتصاد برايهم.

وسيقدم اوباما الخميس خطة عمل تتضمن -- مع تخفيضات في النفقات -- زيادات على الضرائب تشمل الفئات الاكثر ثراء، ومقترحات جديدة لنفقات في البنى التحتية، ومساعدة للعاطلين عن العمل منذ فترة طويلة، واجراءات لدعم اكثر القطاعات معاناة.

واضافة الى جبهة العمل، سيستمر النزاع بين البيت الابيض والكونغرس في الاتساع على خلفية ديون الولايات المتحدة التي خفضت وكالة ستاندارد اند بورز للتصنيف المالي درجتها، ما اثار زلزالا صيفيا في الاسواق المالية العالمية.

وبعد مواجهة حادة في تموز/يوليو بشان رفع سقف ديون الولايات المتحدة، فان لجنة رفيعة مكلفة توفير حوالى 1500 مليار دولار من التخفيضات في الموازنة -- مؤلفة من ستة نواب ديموقراطيين وستة جمهوريين -- ستكون مسرحا لمواجهات جديدة. وامام هذه اللجنة الجديدة مهلة تنتهي في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر للاتفاق.

الى ذلك يضاف خلاف اخر يتمثل في ان مشاريع اتفاقات التبادل الحر مع كوريا الجنوبية وكولومبيا وبنما تبقى عالقة منذ ادارة الرئيس السابق جورج بوش.