اتهم رئيس الوزراء التركي اسرائيل بانها تفتقر الى quot;مبادئ الاخلاق التجاريةquot; في الصفقات العسكرية، مشيرا الى اتفاق لشراء تركيا طائرات اسرائيلية.


انقرة: اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل الاربعاء بانها تفتقر الى quot;مبادئ الاخلاق التجاريةquot; في الصفقات العسكرية بين البلدين.

وصرح اردوغان للصحافيين quot;ان اسرائيل لم تظهر اي احترام لاتفاقاتنا الثنائية في مجال الدفاعquot;، في اشارة الى اتفاق لشراء تركيا طائرات اسرائيلية بدون طيار.

واوضح اردوغان quot;على سبيل المثال، فقد تم شراء طائرات بدون طيار، ثم اعيدت لاجراء مزيد من الصيانة لها. ولا زال (الاسرائيليون) يؤخرون تسليمها. هل هذا اخلاقي؟quot;

وتدهورت العلاقات، التي كانت متينة بين تركيا واسرائيل، الاسبوع الماضي بعد رفض اسرائيل الاعتذار عن الهجوم على سفينة تركية كانت متوجهة الى غزة في ايار/مايو 2010 وقتل ثمانية اتراك واميركي من اصل تركي.

والجمعة الماضية اعلنت انقرة عن طرد السفير الاسرائيلي غابي ليفي وقطع جميع العلاقات العسكرية بما فيها العقود التجارية المتعلقة بالدفاع.

وفي سياق آخر، سيقوم رئيس الوزراء التركي الاسبوع المقبل بزيارة الى كل من مصر وتونس وليبيا التي شهدت انتفاضات شعبية، للبحث في احياء التعاون بعد الثورات التي اندلعت فيها، كما اعلن مكتبه الاعلامي.

واضاف البيان ان المحطة الاولى من هذه الجولة ستكون مصر التي يصلها اردوغان يوم الاثنين في 12 ايلول/سبتمبر في زيارة تستمر يومين.

وفي القاهرة، سيلتقي اردوغان الذي يرافقه عدد من الوزراء وكبار المسؤولين ورؤساء المؤسسات، المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى عمليا ادارة البلاد منذ تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك في الحادي عشر من شباط/فبراير الماضي.

وسيتم توقيع مجموعة من اتفاقات التعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة والتعليم وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.

وسيلقي رئيس الوزراء التركي من جهة ثانية خطابا خلال اجتماع وزاري للجامعة العربية في العاصمة المصرية ويلتقي الامين العام للجامعة نبيل العربي.

وسيزور اردوغان والوفد الذي يرافقه في 14 ايلول/سبتمبر تونس للقاء المسؤولين في هذا البلد ومنهم رئيس الوزراء الباجي قائد السبسي.

كما يزور في 15 ايلول/سبتمبر ليبيا، المحطة الاخيرة من جولته، لمناقشة quot;المساهمة التي تستطيع ان تقدمها ليبيا لاعادة اعمار هذا البلدquot;، كما جاء في البيان.

وسيلتقي مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي والسلطات الانتقالية في ليبيا في بنغازي (شرق).

ولم يتطرق البيان الى زيارة لاردوغان الى غزة.

وقد اعلن اردوغان الثلاثاء انه قد يزور غزة على هامش زيارته الى مصر، لكن لم يتخذ بعد قرار في هذا الشأن.

ويخشى ان تؤدي هذه الزيارة الى قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس، الى زيادة التوتر بين تركيا واسرائيل، الحليفين الاستراتيجيين السابقين في المنطقة اللذين تأزمت علاقاتهما منذ اكثر من سنتين.

واتخذت تركيا الاسبوع الماضي اجراءات عقابية ضد اسرائيل التي ترفض الاعتذار عن مقتل تسعة اتراك في ايار/مايو 2010 خلال هجوم شنته قوات اسرائيلية على سفينة تركية كانت في عداد قافلة تنقل مساعدات انسانية الى غزة.

ازمة العلاقات التركية الاسرائيلية المستمرة تهدد العلاقات التجارية

راى بعض المحللين الاربعاء ان التدهور في العلاقات بين اسرائيل وتركيا لن يؤثر بشكل كبير على العلاقات العسكرية، الا ان اثره على التجارة الخاصة سيكون اكثر خطورة.

وتازمت العلاقة بين الدولتين في الايام الماضية بسبب تقرير حول الاعتداء الاسرائيلي على اسطول سفن في ايار/مايو 2010 مما ادى الى مقتل تسعة اتراك.

واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء ان انقرة ستقطع كافة علاقاتها العسكرية ومن بينها العسكرية-التجارية، وزاد من حدة الازمة بقوله انه يفكر في التوجه الى قطاع غزة.

وعلى الرغم من الازمة، فان الون لايل وهو دبلوماسي اسرائيلي سابق في انقرة، يرى ان هذه الازمة ليست الاولى في العلاقات الثنائية بين البلدين.

واشار الى ان العلاقات العسكرية تراجعت في السنوات الاخيرة.

وقال لايل لوكالة فرانس برس quot;اولا وقبل كل شيء هذه ازمة دبلوماسيةquot;، مشيرا الى ان طرد السفير الاسرائيلي سيؤثر بالفعل quot;على نوعية العلاقات الثنائية وموقف اسرائيل في الشرق الاوسطquot;.

واوضح لايل ان العلاقات الثنائية التي تخللتها ازمات مماثلة لم تستانف بشكل كامل الا بعد مؤتمر مدريد للسلام العام 1992.

واضاف ان العلاقات العسكرية والتجارية تضاعفت بين البلدين منذ ذلك الحين الى ان تم الغاء تعاون عسكري عقب عملية quot;الرصاص المصبوبquot; على قطاع غزة التي استمرت 22 يوما وانتهت في 11 كانون ثاني/يناير 2009.

ويقول لايل quot;بالمقارنة مع الوضع قبل ثلاث او خمس سنوات، فانها ضربة سيئة، وبالمقارنة مع البارحة فانها ليست درامية لان الجيش الاسرائيلي لم يكن على علاقة جيدة بالجيش التركي منذ سنتين ونصف السنة.

واضاف quot;وجد الجيش بدائل للتدرب كرومانيا واليونان ولم يكن هناك اي اتفاقات عسكرية كبيرة متعلقة بالدبابات او الطائرات المقاتلة. هذه بالفعل ضربة الا انها كانت تدريجيةquot;.

ويتوقع لايل استمرار انواع اخرى من التعاون العسكري لان تركيا تعتبرها مفيدة للطرفين.

ويشير الى ان تركيا ستستمر في الغالب بمنع شحنات الاسلحة الايرانية من الوصول الى سوريا كما حدث من قبل وانه من المحتمل استمرار التعاون ومشاركة المعلومات الاستخباراتية بين اجهزة استخبارات البلدين.

وسيكون للازمة الدبلوماسية تاثير اكبر على التجارة الخاصة بين البلدين والتي ازدهرت خلال السنوات الماضية على الرغم من العلاقات المتوترة.

وقال لايل quot;سيكون هناك اثر سلبي وسيشعر الاسرائيليون بالقليل من الامان تجاه الاعمال مع تركياquot;.

ويقول دانيال زيمت نائب رئيس مجلس العمل الاسرائيلي-التركي لوكالة فرانس برس ان اثر الازمة يبدو انه يطال التجارة الخاصة.

واضاف quot;انه من الطبيعي ان يكون هناك المزيد من الحذر بعد الاحداث الاخيرةquot;.

وقال ايضا quot;جاءنا الكثير من الشركات الاسرائيلية التي اقتربت من الاستثمار في تركيا او تريد اطلاق معارض هناك لتعرف ما الذي يحصل وان كانوا يستطيعون الاستمرار بخططهمquot;.

واضاف زيمت quot;نقول لهم انه لا يوجد اي سبب للقلق ولكن في الوقت ذاته ننصحهم بالتواري عن الانظار و مراقبة التطوراتquot;.

ووفقا لوزارة الصناعة والتجارة والعمل الاسرائيلية، فان التجارة المدنية بين الدولتين آخذة في التضاعف منذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة العام 1997.

ووفقا لمركز الصادرات الاسرائيلية، فان قيمة صادرات اسرائيل الى تركيا وصلت الى 858 مليون دولار (609 ملايين يورو) خلال النصف الاول من 2011، اي بزيادة قدرها 23% خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وبلغت قيمة الواردات الاسرائيلية لتركيا 1,8 مليار دولار في 2010، بزيادة 30% عن العام 2009. وخلال النصف الاول من 2011 بلغت قيمتها 1,1 مليار دولار، بزيادة قدرها 14% عن الفترة نفسها من العام الماضي.

ومن المتوقع ان تزيد عن 2,2 مليار دولار (3 مليارات يورو) لكل السنة.

ويقول زيمت الذي يشغل ايضا منصب ممثل محلي لوزارة الثقافة والسياحة التركية، انه من المتوقع تراجع السياحة بين البلدين التي كانت سجلت تراجعا ملحوظا بعد عملية quot;الرصاص المصبوبquot;.

لكنه اكد انه لا يوجد اي اشارة الى ان التجارة المدنية ستتاثر الان quot;لا شك بان التوتر مع اسرائيل والتقارير الاعلامية تعرض على الجمهور التركي ومن الممكن ان تؤثر على قرارات رجال الاعمال المحليين (...) وسيكون من الخطأ القول ان شيئا لم يتغيرquot;.

ويضيف quot;لكن من ناحية الاعمال لا يوجد اي مؤشرات تدل على ان الاتراك سيوقفون العمل معنا ونحن شريك عمل جدي وكبير ومخضرمquot;.

نتانياهو يؤيد تحسين العلاقات لكن من دون اعتذار
من جهته اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاربعاء انه يود quot;تحسينquot; العلاقات مع تركيا مشيدا في المقابل بالعسكريين الذين شاركوا في الهجوم الدامي على السفينة التركية في ايار/مايو 2010. وقال نتانياهو امام جنود البحرية الاسرائيلية في حيفا (شمال) quot;شهدنا في الايام الماضية زيادة حدة التوتر مع تركيا وهذا لم يكن خيارنا وليس خيارنا اليومquot;.

واضاف quot;نحترم الشعب التركي وتقاليده ونود فعلا تحسين علاقاتناquot; مع انقرة. كما اشاد نتانياهو بالكومندس الذي شارك في الهجوم على سفينة مافي مرمرة ضمن اسطول الناشطين الذين كانوا يحاولون كسر الحصار البحري الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وقتل في الهجوم تسعة ركاب اتراك.

وقال نتانياهو امام العسكريين quot;مفهوم العدالة هو المكسب الاستراتيجي الاهم لاسرائيل وباسمه اقول لكم ان شعب اسرائيل الذي ارسلكم في هذه المهمة يفتخر بكم ونحن نفتخر بكمquot;.

وفي وقت سابق اكد وزير المواصلات اسرائيل كاتس ان الدولة العبرية تدافع عن مصالحها وان حكومتها لن تعتذر لتركيا. واضاف كاتس انquot;اسرائيل ستواصل حصارها البحري لقطاع غزة لمنع نقل الاسلحة لارهابيي حماسquot;. واقرت تركيا في الاسبوع الماضي عقوبات ضد اسرائيل بسبب رفضها تقديم الاعتذار ورفع حصارها البحري عن غزة.

وفي حديث للاذاعة العامة قالت زعيمة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني رئيسة حزب كاديما ان quot;تدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل مستمر منذ عامين ونصف عام، ويجب على مسؤولي البلدين ان يجروا محادثاتquot;.

وترى ليفني ان quot;تركيا تشعر بان اسرائيل معزولة وضعيفة وان علاقاتها متازمة مع الولايات المتحدة، فتركيا لم تكن ستتصرف على هذا النحو لو ان عملية السلام مع الفلسطينيين لم تتعطلquot;.