قرب بني وليد: يستعد الثوار الليبيون الاحد لشن هجمات جديدة قد تكون حاسمة ضد المعاقل المتبقية لمعمر القذافي، في وقت يزور رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل طرابلس للمرة الاولى منذ انطلاق الثورة.

وقتل 12 من الثوار الليبيين وأصيب 16 في مواجهات وقعت السبت في جبل نفوسة غرب ليبيا بين مقاتلين من غريان وككلة، وثوار الاصابعة، بحسب ما افاد مسؤولون محليون لوكالة الأنباء الفرنسية الأحد.

وبعد يوم من انتهاء المهلة التي حددت للمدينة للاستسلام، احتشدت الآليات العسكرية التي تحمل على متنها عشرات المقاتلين المدججين بالاسلحة خارج بني وليد، استعدادا لهجمات شديدة في اطار quot;الهجوم الموسعquot; الذي اعلن عن اطلاقه صباح السبت.

وحضر اليوم مقاتلون من مناطق ليبية جديدة لمساعدة الثوار في عملياتهم العسكرية في بني وليد جنوب شرق طرابلس، بينما كان يسمع اصوات محركات طائرات حلف شمال الاطلسي التي تحلق في سماء المنطقة المحيطة بالمدينة.

وتجمع كذلك عند الساعات الاولى من الصباح مقاتلون في منطقة صحراوية تبعد حوالى 90 كلم عن مصراتة، بانتظار بدء الهجوم على بني وليد، او حتى ضد سرت، مسقط راس القذافي، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس في المكان.

وينتمي هؤلاء المقاتلون الى كتيبة مصراتة، ويشمل عتادهم العسكري رشاشات وصواريخ من نوع quot;غرادquot; ومضادات للطائرات، وحوالى 200 سيارة يحمل بعضها مدافع خفيفة. وامضى المقاتلون قرب مصراتة معظم مساء السبت في تجرية المعدات التي يحملونها، وتنظيف اسلحتهم وتوضيب اغراضهم بانتظار اوامر الهجوم.

واكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل خلال توقفه في مصراتة قبل ان يقوم بزيارة طرابلس، ان الكلمة باتت للسلاح بعد ان فشلت المفاوضات لتسليم المناطق التي لا تزال خاضعة لكتائب القذافي من دون اراقة دماء.

وقال quot;الليلة الفائتة انتهت المهلة. لقد مددناها اكثر من مرة وحاولنا فتح الطريق امام حل سلميquot;، مضيفا quot;الوضع بات الان في ايدي المقاتلين الثوارquot;. وتابع quot;لقد تحدثنا اليهم عبر قادتهم ونترك لهم خيار اتخاذ القرار (بالهجوم) حين يشاؤونquot;، في اشارة منه الى اخر معاقل القذافي اي بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) وسرت (360 كلم شرق طرابلس) وسبها في الوسط.

وكان المسؤول عن المفاوضات من جانب الثوار مع قبائل بني وليد عبدالله كنشيل اكد لفرانس برس في وقت سابق quot;بدأنا صباح السبت الهجوم الواسع الذي تحدثنا عنه لدخول مدينة بني وليد والسيطرة عليها بعد وصول تعزيزات عسكرية من مناطق اخرىquot;.

واضاف ان quot;الثوار باتوا يسيطرون حاليا على مواقع في شمال المدينة ويعملون على تمشيط المناطق المحيطة بهذه المواقع بمواجهة قناصة يتمركزون في بعض المنازل وقد استشهد احد مقاتلينا برصاص هؤلاء القناصةquot;.

الا ان كنشيل اوضح quot;ان الثوار تراجعوا بعد ذلك لاسباب تكتيكية قررها القادة العسكريون على الارض ربما تكون مرتبطة بعمليات عسكرية ينوي الحلف الاطلسي القيام بهاquot;. وتاتي هذه التطورات العسكرية بالتزامن مع وصول عبد الجليل السبت الى طرابلس التي يزورها للمرة الاولى منذ بدء الثورة ضد القذافي في شباط/فبراير.

ولدى وصوله الى قاعدة معيتيقة العسكرية في شرق العاصمة، قال مسؤول الداخلية لدى السلطات الجديدة احمد ضراط quot;انه رمز كبير لان هذا الامر يعني ان عصر القذافي انتهىquot;. وترتدي هذه الزيارة اهمية كبرى رغم ان المجلس الوطني الانتقالي الذي مقره في بنغازي لا ينوي الانتقال فورا الى طرابلس التي سقطت بايدي الثوار الليبيين في 23 اب/اغسطس.

وكان عبد الجليل اوضح لدى مغادرته بنغازي ان انتقاله الى طرابلس quot;موقتquot; وان الانتقال النهائي للمجلس الوطني سيحصل quot;بعد تحريرquot; كل البلاد. وتاتي زيارة عبد الجليل بعد زيارة مماثلة قام بها الخميس المسؤول الثاني في المجلس الانتقالي محمود جبريل الذي نبه الى ان quot;الانتصار في المعركة ضد انصار القذافي لم يتم بعدquot; محذرا من الانقسامات.

واعتبر جلال القلال احد المتحدثين باسم المجلس الانتقالي ان quot;طرابلس ستكون مقر المجلس الوطني الانتقالي ويجب ان يكون (عبد الجليل) هنا لاتمام هذا الامرquot;. من جهة اخرى وفيما لا يزال القذافي متواريا منذ سقوط طرابلس في ايدي الثوار، وصل موكب من quot;12 سيارةquot; تقل مقربين منه الجمعة الى اغاديز في شمال النيجر، وفق مصادر متطابقة.

والخميس، وصل الى اغاديز ثلاثة ضباط ليبيين مقربين من القذافي بينهم القائد السابق للقوات الجوية. واكدت النيجر انها ستفي بالتزاماتها امام القضاء الدولي في ما يتعلق بالمقربين من القذافي الملاحقين والموجودين داخل اراضيها. من جانبه، اعلن رئيس وزراء غينيا بيساو كارلوس غوميس جونيور ان معمر القذافي سيكون quot;موضع ترحيب حارquot; اذا رغب في المجيء الى هذا البلد، كما ذكرت اذاعة في بيساو السبت.

وقال رئيس المجلس المحلي لغريان وحيد برشان quot;قتل 12 شخصا من الثوار واصيب 16 بجروح خلال مواجهات بين مقاتلين من غريان وككلة من جهة وثوار الاصابعة من جهة اخرى نتيجة تعرض كتيبة من ثوار غريان اثناء مرورها في منطقة الاصابعة للقنصquot;، وهو ما اكده رئيس المجلس العسكري للاصابعة سعد الشرتاع.

واوضح برشان ان quot;ثوار غريان وككلة ويفرن تعرضوا لخديعة من قبل ثوار الاصابعة اثناء طلبهم تسليم الاسلحة الثقيلة في منطقة الاصابعةquot; التي كانت موالية لمعمر القذافي، الا ان انهم تعرضوا لاطلاق نار عندما وصلوا لاستلام الاسلحة.

واضاف quot;سنسعى الى تحرير المنطقة بالكامل من اي بقايا لنظام القذافي من اجل سلامة الوطن ونحاول ان يتم هذا الامر باقل الدماءquot;. من جهته اوضح الشرتاع ان quot;هناك مفاوضات الآن لاحتواء الموقف لكن لا نتوقع ان يمر هذا الوضع بسلام، وهناك تحقيقات جارية من قبل المجلس الوطني الانتقالي حول هذه الأحداثquot;.

وتابع quot;حدثت المواجهات بسبب حساسيات قديمة نتيجة موالاة منطقة الاصابعة لنظام القذافيquot;. وينتمي احمد رمضان السكرتير الشخصي لمعمر القذافي الى هذه المنطقة حيث انه قام بتسليحها وتمويلها.