طرابلس: تناولت صحيفة الـ quot;تليغرافquot; الأزمة الليبية والصراع المستمر فيها، الذي فتح الباب على مصراعية للفوضى لتدخل إلى الدول المجاورة، وتحديداً النيجر، الدولة الفقيرة التي يسلط الضوء عليها لأوضاعها السياسية والأمنية الهشة.
واعتبرت الصحيفة أن الأمن في النيجر بات مهدداً وأن الفوضى قد تتحول إلى حرب، خصوصاً في ظل تسلل الشخصيات الموالية للقذافي وحراسه الشخصيين والمقاتلين الذين دافعوا عنه من الأراضي الليبية إلى النيجر.
قبل بضعة أسابيع، كان قائد الكتائب الأمنية بنظام القذافي منصور ضو، مكروهاً على نطاق واسع في ليبيا لكونه مسؤولاً عن عمليات التطهير العرقي والمجازر بحق المدنيين، ويقيم اليوم في نيامي عاصمة النيجر المجاورة، حر في أن يأتي ويذهب كما يشاء.
وفي حين لم تستطع الصحيفة التكلم مع ضو، بسبب رتل الجنود والحراس الشخصيين الذين يحيطون بمقر إقامته، أشارت الـ quot;تليغرافquot; إلى أن وجود ضو في النيجر هو واحد من التحديات التي تواجهها هذه الدولة الفقيرة.
على الرغم مما تعانيه دولة النيجر من مشاكل متفاقمة كالجفاف وشح الموارد وانعدام الاستقرار خاصة في المناطق الشمالية بسبب الحساسيات بين الحكومة وسكان المنطقة من الطوارق، الأمر الذي أدى إلى نشوب اشتباكات عديدة على مدى السنوات الماضية، إلا أنها تحولت إلى ملاذ آمن لأتباع القذافي الفارين من العدالة.
في هذا السياق، قال وزير العدل النيجيري مارو أمادو أن الضغط الذي تفرضه quot;المسألة الليبيةquot; على النيجر يبدو واضحاً، وأضاف: quot;لقد وضعت ليبيا استقرار بلدنا في موقف خطر خصوصاً في ظل الضغط الدولي الكبير علينا، ونتمنى أن تعمل النيجر وفقاً لالتزاماتها الدولية. هناك العديد من القضايا الأساسية لكن العالم لا يعترف بضرورتها نتيجة لتداعيات ما حدث في ليبياquot;.
شكل هروب نجل العقيد معمر القذافي، الساعدي إلى النيجر أزمة سياسية لهذه الدولة أمام المجتمع الدولي، ووضعها تحت الأضواء غير المرغوب بها.
ضم موكب الساعدي 12 سيارة، وسبقه للوصول إلى النيجر بعدة أيام 3 ضباط ليبيين مقربين من القذافي، بينهم القائد السابق للقوات الجوية، ووُضعوا قيد المراقبة العسكرية.
وفي ظل الضغوط الدبلوماسية التي تفرض على النيجر لإعادة الساعدي والمجموعة الهاربة من ليبيا، تعيش الدولة الإفريقية الفقيرة في رعب من تنامي عمليات تسليح الجماعات الإرهابية، فيما عاد الكثير من المقاتلين الانفصاليين الذين عملوا كمرتزقة لحساب القذافي إلى النيجر وهم في حالة سخط وعدائية.
أدى هذا التفلت الأمني إلى ضغوط دولية تطالب بإعادة الساعدي وضو وغيرهم من الشخصيات العسكرية والأمنية إلى ليبيا، وأكدت النيجر في وقت سابق أنها ستفي بالتزاماتها أمام القضاء الدولي في ما يتعلق بالمقربين من القذافي الذين دخلوا أراضيها، وأنهم سيخضعون للملاحقة القضائية الدولية.
ونقلت الصحيفة عن الوزير أمادو قوله: quot;لا يمكننا تجاهل القانون الإنساني، لا نستطيع إعادة هؤلاء الناس إلى ليبيا حيث يواجهون خطر الموتquot;، وأضاف quot;اننا نقدم لهم الحماية ولكن نحن على استعداد للسماح للمحكمة الدولية باستجوابهم ما إذا كانت هناك اتهامات ضدهمquot;.
وختمت الصحيفة بأن النيجر، الدولة الفقيرة التي لم تلق يوماً اهتماماً من العالم، باتت تحت الأضواء بعد أن أصبحت ضحية لهذا الصراع الذي فتح الباب على مصراعيه للفوضى للدخول إلى جميع أنحاء جنوب أفريقيا الصحراوية.
التعليقات