الرئيس الإيراني أحمدي نجاد

نيويورك: انسحب الوفد الاميركي ووفود دول الاتحاد الاوروبي الخميس من قاعة الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك خلال القاء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد كلمته التي وجه فيها هجمات لاذعة ضد الولايات المتحدة وضد الغرب.
وقد انسحب الوفد الاميركي عندما وجه الرئيس الايراني انتقادات حادة الى دور الولايات المتحدة في الحروب وفي الازمة المالية العالمية وطلب من القوى الغربية الاساسية دفع تعويضات لضحايا تجارة الرقيق.

ثم نهضت وفود دول الاتحاد الاوروبي بدورها، في اتفاق مشترك تعبيرا عن احتجاجها عندما وجه الرئيس الايراني انتقاداته الى الاوروبيين.
وقالت البعثة الفرنسية في الامم المتحدة quot;هذا موقف منسق للاتحاد الاوروبي عندما اخذ الرئيس الايراني على الاوروبيين +دعمهم الصهيونية+ واشار الى المحرقةquot;، ووصفت الخطاب بأنه quot;غير مقبولquot;.

من جهة أخرى اتهمت اسرائيل الرئيس الايراني بانه quot;هدد السلام والامن في العالمquot; في خطابه الخميس امام الجمعية العامة للامم المتحدة.
واعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان ان quot;رئيس ايران وجه مرة اخرى رسالة عداء لعائلة الامم مهددا السلام والامن في العالمquot;.
واضاف البيان ان محمود احمدي نجاد quot;جدد التاكيد الجنوني والمشين الذي مفاده ان هجوم الحادس عشر من ايلول/سبتمبر الارهابي الذي اودى بحياة اكثر من ثلاثة الاف شخص هو مؤامرة غربيةquot;.

وقالت الوزارة ان quot;عداوة طهران حيال الدولة اليهودية والشعب اليهودي امر جلي. يواصل المسؤولون في ايران الدعوة الى تدمير اسرائيل ونفي حقيقة المحرقة ودعم منظمات ارهابيةquot;.

وحمل الرئيس الايراني على الغرب ما دفع، كما في السنوات السابقة، بوفود الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى مغادرة قاعة الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال الرئيس الايراني في خطابه quot;اذا كانت بلدان اوروبية ما زالت تستخدم المحرقة بعد ستة عقود ذريعة لدفع تعويضات للصهاينة، افلا يتعين على القوى الاستعمارية التي شجعت على تجارة الرقيق دفع تعويضات للدول المتضررة؟quot;.

وشكك ايضا في ابادة اليهود على ايدي النازيين وكذلك في اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة وانتقد الاخيرة لقتلها اسامة بن لادن بدلا من احالته امام القضاء.
من جهة اخرى، لم يشر الرئيس الايراني الى خطوة الفلسطينيين بشان تقديم طلب انضمام دولتهم الى الامم المتحدة.

الدول الغربية تقاطع مؤتمرا لبحث العنصرية في الامم المتحدة
في سياق آخر صرح الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما خلال اجتماع للامم المتحدة الخميس ان العنصرية ما زالت quot;وبالاquot; على العالم، وهو اجتماع قاطعته الولايات المتحدة وبلدان غربية اخرى خشية تحوله الى ميدان للهجوم على اسرائيل.
وتحدث زوما في حضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بينما خلت كثير من المقاعد بين الحضور.

وتحدث زوما امام قمة لمناسبة مرور عشر سنوات على اول مؤتمر تعقده الامم المتحدة حول العنصرية جرى في مدينة دوربان بجنوب افريقيا، وانتهى انذاك بجدل ومشادات.

واشاد زوما بالجمعية العامة للامم المتحدة لعقدها القمة الجديدة مشيرا الى احراز تقدم ولكنه اضاف ان quot;العنصرية والتمييز العرقي ما زالا يشكلان تحديا للانسانية اليوم ونحتاج لجهد جماعي لتخليص العالم من هذا الوبالquot;.
ورغم غياب اي ممثل للوفد الاميركي، تحدثت سارا وايت من مركز عمال ميسيسيبي لحقوق الانسان عن مصانع في ولاية مسيسيبي بجنوب الولايات المتحدة قالت ان السود فيها quot;يجبرون على العمل في ظروف اشبه بالرقquot;.

ومن المقرر ان يتحدث وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي خلال طاولة مستديرة على هامش القمة.
وقاطعت البلدان الغربية القمة خشية تكرار ما شهده مؤتمر دوربان واجتماع تلاه في العام 2009، حيث سيطرت مجموعات تعادي اسرائيل على احدى الفعاليات الجانبية التي ضمت جموعات اهلية. وانسحب الوفدان الاميركي والاسرائيلي من الاجتماع.

واسقطت اشارة الى quot;ممارسات عنصرية من جانب اسرائيلquot; كانت طالبت بها بعض الجهات في البيان الختامي للمؤتمر، ما دفع وزير الخارجية الاسرائيلي انذاك شيمون بيريز الى الاشادة بالبيان الختامي.

وقاطعت الولايات المتحدة وبلدان اخرى مؤتمرا لاحقا في جنيف العام 2009 خشية ان يستغله الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لشن حملة على اسرائيل بعدما دعا مرارا للقضاء على الدولة اليهودية.
ووصفت المجموعات المؤيدة لاسرائيل قمة مناهضة العنصرية بأنها quot;كرنفال للكراهيةquot;.