عزّز الجيش السوري الذي يقود حملة منذ أشهر لقمع احتجاجات مطالبة بالديمقراطية، تواجده على الحدود الشمالية الشرقية للبنان في محاولة لمنع سوريين من الهروب إلى لبنان. يأتي ذلك غداة مقتل 13 محتجّا السبت برصاص قوات الأمن.


ملف خاص: سوريا... الثورة

بعلبك: افاد شهود السبت ان الجيش السوري قام بتعزيز انتشاره على الحدود الشمالية الشرقية للبنان، وذلك بعد محاولات عدة قام بها مواطنون سوريون في المنطقة للهروب في اتجاه الاراضي اللبنانية.

وقال المصدر نفسه ان التعزيزات تركزت في محيط مدينة القصير السورية وكذلك في المنطقة الواقعة قبالة المعبر الحدودي في بلدة القاع اللبنانية في سهل البقاع (شرق).

والسبت، افاد مسؤول امني انه تم نقل جريحين سوريين في القصير الى شمال لبنان عبر معابر غير شرعية في القاع، حيث توقف تدفق النازحين السوريين في شكل شبه كامل بسبب تعزيز اجراءات المراقبة في الجانب السوري.

والجمعة، تم نقل جريح اخر عبر الطريق نفسها في ظل محاولة النازحين الالتفاف على التدابير الامنية.

ورصدت الامم المتحدة نزوح اكثر من 3700 سوري الى شمال لبنان منذ اذار/مارس الفائت، علما ان النظام السوري يواصل قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له ما ادى الى مقتل 2700 شخص على الاقل وفق تقارير الامم المتحدة.

إلى ذلك، قتل 13 مدنيا السبت بيد قوات الامن السورية في حمص وحماة، اثنين من معاقل الحركة الاحتجاجية التي بدأت في منتصف اذار/مارس ضد الرئيس بشار الاسد، وفق منظمة حقوقية.

في هذا الوقت، بدأ الاتحاد الاوروبي السبت تطبيق العقوبات المشددة التي فرضها على النظام السوري والتي تحظر خصوصا اي استثمار جديد في القطاع النفطي وتزويد هذا البلد اوراقا نقدية وقطعا مالية، وذلك عبر نشر هذه العقوبات في الجريدة الرسمية الاوروبية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس quot;قتل 12 مواطنا في منطقة حمص (160 كلم شمال دمشق) خلال عمليات امنية وعسكرية لملاحقة مطلوبين للسلطات الامنية تمكن المرصد من الحصول على اسماء 8 منهمquot;.

كذلك، quot;قتل السبت مواطن يبلغ من العمر 28 عاما اثناء عودته من عمله اثر اطلاق رصاص عشوائي قرب جسر المزرابquot; في حماة (وسط)، وفق المرصد.

واضاف المصدر نفسه ان quot;السلطات السورية سلمت في مدينة القصير بمحافظة حمص وفي مدينة حرستا بريف دمشق جثماني شهيدين فقدا قبل ايام الى اسرتيهما، كما استشهد مواطن في مدينة دوما متاثرا بجراح اصيب بها مساء امس الجمعةquot;.

وكان قتل تسعة مدنيين الجمعة في منطقة حمص التي تشهد منذ اسابيع عمليات للجيش وقوات الامن السورية.

الى ذلك، تعرض سفير فرنسا في سوريا اريك شوفالييه لاعتداء صباح السبت لدى خروجه من لقاء مع البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس في الحي المسيحي من البلدة القديمة في دمشق، على ما افاد شهود.

من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية السبت ان نائب رئيس هيئة الاركان العامة للجيش السوري العماد بسام نجم الدين انطاكيه لي توفي على quot;اثر نوبة قلبية حادةquot;.

وفي بروكسل، بدأ تنفيذ العقوبات المشددة بحق دمشق بعد نشرها في الجريدة الرسمية الاوروبية.

وقد اتخذت دول الاتحاد ال27 الجمعة هذه القرارات بسبب quot;استمرار الحملة الوحشية للنظام السوري ضد شعبهquot;، كما قالت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون.

وسيضاف شخصان وست شركات الى لائحة العقوبات الاوروبية التي تتضمن تجميد ارصدة ومنع تأشيرات الدخول. وباتت العقوبات تستهدف بالاجمال 56 شخصا و18 شركة.

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة، ان الشخصين المستهدفين هما وزيرا العدل والاعلام السوريان.

وقد شملت العقوبات، وزير العدل تيسير قلا عواد، quot;لانه ايد سياسات وممارسات التوقيف والسجن التعسفيquot;، اما وزير الاعلام عدنان حسن محمود فقد استهدف لانه ساهم في quot;السياسة الاعلاميةquot; للنظام السوري.

ومن الشركات الست المعاقبة، ثلاث يملكها رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد، الذي يعاقب بصورة فردية منذ تموز/يوليو.

وهي شام هولدينغ quot;اول شركة قابضة في سوريا تستفيد من سياسات النظام وتؤيدهاquot;، وشركة صروح التي تمول استثمارات في الصناعة العسكرية السورية وشركة سيرياتل للاتصالات التي quot;تدفع 50% من ارباحها الى الحكومة عبر عقد الاجازةquot;، كما يقول الاتحاد الاوروبي.

والشركات الثلاث الاخرى هي قناة دنيا التلفزيونية التي quot;شجعت على العنف ضد السكانquot; وشركة ال تل كو التي تزود الجيش اجهزة اتصال وشركة راماك للبناء التي تشيد ثكنات خصوصا.

وهذه الرزمة من العقوبات هي السابعة التي يفرضها الاتحاد الاوروبي على النظام السوري الذي تتهمه الدول الغربية بقمع الاحتجاجات في شكل دام.

واسفرت اعمال القمع هذه عن اكثر من 2700 قتيل منذ منتصف اذار/مارس وفق الامم المتحدة.