رأى معارضون سوريون تحدثوا لـquot;ايلافquot; أن سوريا تحولت الى سجن كبير، وأنّ الحل يكون باستمرار الثورة، في حين أوفد النظام مندوبين الى عدد من البلدان في محاولة منه لإطالة فترة بقائه.


المعارضة السورية تعتبر انالنظام أصبح معزولا عن العالم الخارجي

قال الكاتب والمعارض السوري ابراهيم اليوسف لـquot;ايلافquot; إنّquot; ثمة مؤشرات واضحة كثيرة، على انهيار قوى النظام وتفككه، من الداخل، وهو يتبدى من خلال لجوئه إلى رفع وتيرة القتل، والاعتقالات، وممارسة الانتهاكات بلا خجل، أياً كانت، بلا وازع من ضمير أو قانون أو أخلاقquot;. وأضاف quot;الشبيحة طليقو اليد، يعيثون قتلاً ولصوصية وفساداً وانتهاكاً للحرمات، ليكونوا اليد الطولى للجهات الاستخباراتية، ولا أقول الأمنية، لأن ليس هناك ما يمكن وسمه بـquot; الأمنquot; كما درج هذا الخطأ على الألسنquot;.

وأوضح أن quot; رجال الأمن يواصلون اعتقالاتهم الرهيبة، إذ تحول البلد في ظلهم إلى سجن كبيرquot;، متسائلا quot;وهل أفظع من أن يكون عدد الملاحقين بمئات الآلاف في كل محافظة، منهم من هو معجل الاعتقال، ومنهم من هو مؤجل الانتقال، إلى حين سفر، أو غير ذلك الضحايا بلغوا ثلاثة آلاف، أو يزيد، بينهم الطفل الرضيع، أو حتى الجنين، وكذلك الشيخ والنساء، ومن بينهن الشابة التي ترفض الاستسلام، فيمزق الشبيحة جسدها شلواً تلو شلو، ولا ضير إن كان اسمها زينب أو فاطمة أو ماري أو نوروز، ويكاد لايعادل أم الجرائم والفظائع هذه، إلا جريمة الاعتداء على زوجين طاعنين في البراءة والسنين، وجريمتهما أنهما أنجبا فنانا هو مالك الجندلي، شبيه كاتب الأغاني، ابن حماة، إبراهيم قاشوش،أو شقيق البطل في الأخلاق والوطنية والشرف والنبل والغيرية والشهامة: غياث مطر؟!quot;.

وقال اليوسف quot;اللانظام -أو العصابة- وليس النظام، في ذروة هستيرياه، يتخبط في جريمته شمالاً ويمينا وفي كل الجهات، وهو يمسك بما أوتي من صلابة ووقاحة بكرسي الحكم على أمل حقنة تطيل عمره، ريثما يعيد quot; المياه الآسنة- إلى مجاريها، ويستعيد ماضيه الدموي ويسكت ال24 مليون سوري، ممن لا يهمه شأنهم، ولا ضير أن يكونوا وقوده وخلوده وأبديته الموهومين على كرسي الحكم . والعالم من حول السوريين، غارق في صفقاته التي يكتسبها الواحدة منها تلو الأخرى، وهو يتفنن ويتلاعب بـquot;عبارات التعميةquot; ومناصرة الشعب الذي تمارس بحقه أفظع جريمة حتى الآن، من دون أن يتحرك أحد لحمايته على نحو جاد، في تواطؤ قل نظيرهquot;.

وأفاد quot;لقد اكتشف السوري - وهو المحق في ما ذهب إليه- أنه لابد من أن يمضي في ثورته التي تتسع رقعتها يوما وراء يوم، كي يزداد ثقة بقواه، ليكون أول بطل استثنائي في التاريخ المعاصر، يواجه الرصاصة بخزين البراءة والطهر في عينيهquot;.

وحول الاغتيالات في سوريا والتي حدثت أخيرا، قال المعارض السوري الكردي هيبت أبو حلبجة لـquot;ايلافquot; انها على ستة أنواع ،quot; ولكل منها سبب مباشر أو خطة مدروسة، والسلطة السورية تمارس هذه الأنواع الستة من دون هوادة ، وهي لا ترحم بل تبطش وتقتل كيفما اتفق ، لأن ذلك يدخل في صميم عملها الإجرامي وفي صميم خطتها لبقائها في السلطةquot;.

وأوضح quot;النوع الأول : هي تغتال الناشطين مباشرة أو ذويهم للقضاء على زخم الإعتصامات والتظاهرات ..النوع الثاني : هي أن تغتال مدنيين أبرياء كليا لإلصاق التهمة بما تسميه - بالعصابات المندسة - لتبرر أعمالها الإجرامية ضد الشعب الأعزل. فيما النوع الثالث : فهي تغتال جنودها الذين يتمرّدون على اوامر القيادة السورية في قتل المدنيين العزل وضرب المتظاهرين وترويع المواطنين ..النوع الرابع : هي تغتال أفرادا معينين من الطائفة العلوية كي تحول مسار الثورة إلى حرب طائفية أو حرب أهلية ، كما أنها تقتل شخصيات معروفة من الطوائف الأخرى لكي يزداد الحنق ضد الطائفة العلوية الكريمة ، وللسبب السابق نفسه. النوع الخامس : هي تقتل الضباط الكبار الذين تحولوا إلى موضع شك لدى السلطة التي تتخوف من انشقاقات في الجيش ، وربما حالة إنقلابquot;.

وأشار الى quot; أنها في المدة الأخيرة غيرت الكثيرين من الضباط الكبار أو وضعتهم تحت الإقامة الجبرية ..كما أنها تقتل وتدعي بأنهم ماتوا نتيجة ذبحة صدرية كما حدث مع الضابط الأخيرquot;.

وأما النوع السادس، بحسب حلبجة ، فإنها quot;تقوم باغتيال هذه الشخصيات الأخيرة، لأن هذه الشخصيات ضجرت من وعود السلطة ومن القتل والاعتقالات، ولأن هذه الشخصيات مهمة جدا ولها تأثير مباشر على المجتمع السوريquot;.

واختصر القول بالاشارة الى أن السلطة السورية quot;هي التي تغتال الكل ، وتمارس تلك الأنواع الاجرامية لهدف بقائها في السلطةquot;.

أما حول ما يجري في سوريا، فاعتبر quot;أنه بشكل عام إنها حرب إبادة ضد الشعب السوري، حرب شاملة، لا معيار لها، لاضابط لها. كل شخص في سوريا مستهدف للقتل أو الاغتيال أو الاعتقال ، بسبب أو من دون سبب، حتى من دون شبهة. لأن ليس لديهم الوقت إلا للقتل أو تحويل مسار الثورة إلى حرب أهلية أو طائفية ، وهم لن ينجحوا في ذلك بالمطلق لأن الشعب السوري مدرك تماماُ لما يجري حواليه. كما أن السلطات تتصرف بلا عقلانية مطلقة، وبصورة همجية مطلقة ، وهي مستعدة أن تحرق اليابس قبل الحي ، وأن تقتل الطائفة العلوية والطوائف جميعها ، فقط لتبقى في الحكم ، لاسيما أنها قد أدركت أن أيّامها أصبحت معدودة في سوريا ، وأن إيران قد فكت الإرتباط معها جزئيا لأن روسيا قد بدأت بفك الإرتباط معها جزئياquot;.

وأكّدquot; أن السلطة السورية أصبحت معزولة عن العالم الخارجي، وقد أقدمت على خطوة جنونية في الأيام الأخيرةquot;، وقال quot;لقد أوفدت سرا شخصيات بارزة لديها - وزير خارجيتها، المدعو محمد حبش وشخصية ثالثة - للقاء جهات مهمة في أوروبا ، ومنها شخصيات إسرائيلية ، تستعطفهم وتستغيث بهم لتخفيف الضغط الدولي على النظام ، طبعاُ كل ذلك لأن الأزمة الإقتصادية على الأبواب quot;.

ولفت الى أنه quot;ما جرى في فيينا مع وليد المعلم خير شاهد على ذلك ، وهروبه من فندق الكونتيننتال إلى جهة مجهولة ، والمضحك في الأمر ، أنه مع نظيره الأرجنتيني في نيويورك ، أكدا أن سوريا بألف خير وأن سوريا تساعد الأرجنتين ضد المملكة المتحدة حول جزر فوكلاند ، كما أن الأرجنتين تساعد سوريا ضد المؤامرة الدولية quot;!!!! وتساءل حلبجة quot;لماذا لم يقل لنا وليد المعلم إن بعض تلك الجهات قالت له : لقد فات الزمن . وكان وراء ذلك سببان : الأول : إن الإدارة الأميركية قد قررت في الأسبوع الماضي وبصورة قطعية تغيير سياستها الخارجية تجاه الشرق الأوسط، وسوف تقف إلى جانب شعوب المنطقة ضد الأنظمة الدكتاتورية التوتاليتارية، وسوف تنظر إلى مسألة الأمن القومي الإسرائيلي ضمن السياق نفسه .والسبب الثاني : إن جهات ما وراء الكواليس مقتنعة أن السلطة السورية هوت فلا داعي لإنقاذها وهذا السبب الأخير هو الذي يوضح لنا الموقف الغريب لحركة حماس للوقوف ضد طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين ، لأن هناك من همس في أذنيها quot;لانريد إزعاج إسرائيل الآنquot;.

ورأى quot;إن زيارة إردوغان إلى الولايات المتحدة ولقاءه أوباما جعل الوضع يتغير تماما لصالح الثورة السورية، ومن نتائجها المباشرة توقيف العشرة مليارات من الدولار من بنك الرافدين - العراقي - إلى السلطة السورية وهي كانت على وشك أن ترسلquot;.

وحول ما هو الحل؟ فأجاب quot;إزاء هكذا وضع، ماذا يكون الحل؟ إنها بالتأكيد حرب شاملة ضد الشعب الأعزل، وهذا الشعب أمامه خياران ، أحدهما كارثي وهو الإلتجاء إلى السلاح، وهو عين ما تتمناه السلطة السورية تحديداُ لكي يتسنى لها من جديد التشدق بأسطوانتها الخبيثة بوجود عصابات مسلحة وحرب كونية، وبالتالي كي يتسنى لروسيا وإيران أن تراجعا موقفيهما وتعودا إلى نقطة البداية. وهذا الحل قد يحدث أو قد تسعى أطراف هنا وهناك إلى تأجيج المسألة باتجاه ما quot;.

اما الخيار الثاني: فهوquot; الأمثل والأقوى والأنسبquot;، برأي حلبجة، وquot;يتكون من بقاء الثورة سلمية بكل معنى هذه الكلمة مع الطلب الضروري الحماية الدولية بصورة مستعجلة دون تلكؤ أو تأخير ، وربما - ولما لا - المطالبة صراحة بالتدخل الدولي خاصة من بعد موافقة الجامعة العربية والدول العربية، لاسيما المملكة العربية السعودية ، وهذا ، فلا بد من توفير جملة أمور أخرى مكملة مثل منطقة الملاذ الآمن، الحظر الجوي الضروري، تشديد العقوبات على كل من له علاقة بالسلطة السوريةquot;.

ولكي تكتمل هذه الخطوات، رأى quot;أنه لامناص من الدخول مباشرة اليوم قبل الغد في مرحلة العصيان المدني ، لكن على أسس مبرمجة ومدروسة ، ولاسيما أن الشعب السوري وفي ظرف 63 يوما من العصيان المدني قد طرد الإستعمار الفرنسي آنذاك .وخارج هذا التصور الأخير ، عبّر عن اعتقادهquot; أننا نجانب الصوابquot; وقال quot;تحولت جماعات تابعة للنظام - جماعة محمد حبش والحوار تحت سقف الوطن كمحاولة احياء روح السلطة من جديد quot;.

وقالquot; في النهاية، نحن من جانبنا وبتواضع مع شخصيات رائعة عربية وليبية وأجنبية، ربما وراء تغيير السياسة الخارجية الأميركية، وضمن السياق نفسه، ربما يكون هناك تطور جديد على الساحة التركية مع بعض الحكومات العربية، يخطط له في هذه الأيام - الأمر مهم جداُ - لكن لم يكشف النقاب عنه بعد .لذلك وجه بنداء حار وتاريخي إلى الثوار : الثبات والإستمرارية ثم السلمية فالحل قادم على الأغلبquot;.