واشنطن:أعرب أحد كبار الضباط في البحرية الأميركية عن قلقه من احتمال تطور عمليات القرصنة بحيث تتحول إلى أزمة خطيرة ومكلفة، مبدياً خشيته من أن تتقاطع هذه الظاهرة مع النشاطات الإرهابية، في إشارة إلى تركز الهجمات بمنطقة القرن الأفريقي، على مقربة من أماكن تتواجد فيها جماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة باليمن والصومال.
وقال نائب الأميرال جيمس هوك، أحد أبرز الضباط الكبار في البحرية الأميركية: quot;هناك من يهمه انتشار الفوضى في قطاع النقل البحري، ليس بهدف الحصول على المزيد من الربح المادي، بل بهدف توفير الفرصة للقيام بنشاطات أكثر خطورة.quot;

وتابع هوك، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر بجامعة quot;بن ستيتquot; أن المواجهة مع القراصنة ليست سهلة لأنه يصعب العثور عليهم وتوقيفهم، كما يصعب الاحتفاظ بهم قيد التوقيف.
ولفت هوك إلى الخطر المتزايد الناتج عن قيام القراصنة بتوسيع مناطق عملهم وقيامهم باختطاف المزيد من الرهائن، مشيراً إلى أن القبض على بعض القراصنة يدفع شركاء لهم إلى شن المزيد من الهجمات للحصول على رهائن بهدف إجراء عمليات تبادل.

ودعا هوك في كلمته إلى ضرورة عدم التغافل عن دلالات الهجوم الذي تعرضت له المدمرة الأميركية quot;كولquot; في اليمن عام 2000، عندما قامت مجموعة تعتقد واشنطن بأنها تابعة لتنظيم القاعدة بمهاجمتها، ما أدى إلى مقتل 17 بحاراً أميركيا.
وتابع قائلاً: quot;في اللحظة التي سيحصل فيها التقاطع بين عمليات القرصنة التي نشهدها حالياً وما جرى للمدمرة كول فإننا سنكون عندها أمام أمور مقلقة أكثر مما لدينا اليوم... نحن نراقب ذلك عن كثب، ونشعر بالامتنان، بل بالدهشة، لأن هذا التقاطع لم يحصل حتى الآن، ونتمنى ألا يحصل أبداً.quot;

وبحسب الأرقام التي تقدمها القوات الأوروبية، فإن السفن التجارية تعرضت في المياه المحيطة بالصومال إلى 163 هجوماً خلال الأشهر الستة الأولى من 2011، بزيادة 63 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ويقول مكتب مراقبة القرصنة في المياه الدولية إن القراصنة نجحوا في 21 هجوماً من إجمالي الهجمات التي شنوها، وفي حوزتهم الآن 20 سفينة تقل 420 بحاراً باتوا رهائن لديهم.