طرابلس: كان الطفل محمود أحمد، البالغ من العمر تسعة أعوام، يلعب قرب منزله في الزنتان، غربي ليبيا، حين عثر على جسم أخضر اللون لم ير مثيلا له في السابق، فحمله إلى المنطقة الواقعة خلف المنزل، وبدأ بضربه بحجر.
هذا الجسم لم يكن سوى قذيفة انفجرت في وجه الطفل الصغير وأدت إلى قطع ذراعه، وهو اليوم يعتاد على الحياة مستخدما يدا بلاستيكية.

ومحمود هو واحد من عشرات الأطفال من ضحايا الحرب التي أسقطت نظام العقيد معمر القذافي، فالمجموعة الدولية الخيرية لاستشارات الألغام تقدر عدد الضحايا بنحو 90 معظمهم من الأطفال، تعرضوا لانفجار عبوات وقنابل في المنطقة الواقعة بين الزنتان ومصراتة.
وتقدر المجموعة عدد القتلى الليبيين في منطقة الجبال الغربية بنحو 45 قتيلا، غير أنها لا تزال في المراحل الأولى من جمع المعلومات حول هذه القضية.

وإضافة إلى محاولتها جمع المعلومات من تلك المناطق لتي تحتوي على الكثير من الألغام، تسعى المجموعة الخيرية إلى تثقيف المجتمع الليبي بشأن مخاطر مثل هذه الأجسام.
تقول لويس سكيلينغ، مديرة مكتب المنظمة الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: quot;الأطفال هم من يتعرضون بشكل أساسي لمثل هذه الحوادث، لأنهم لا يدركون المخاطر الحقيقية وراء تلك الأجسام. ونحن نسعى من ناحيتنا إلى تغيير سلوك الأولاد الصغار بشكل خاص من خلال التحدث إلى أمهاتهم.quot;

وهناك منظمات إنسانية أخرى تحاول زيادة الوعي بين الليبيين بهذه المشكلة، فمحمد خليفة، المتطوع في الهلال الأحمر الليبي، يقوم بزيارة المدارس في البلدات التي تكثر فيها مثل هذه الحوادث، لتعليم الأطفال حول مثل هذه الحوادث.
ويقول خليفة: quot;يحضر الأطفال هذه الأجسام إلى المدارس، لذا أقوم بزيارتهم وأتحدث إليهم حول الألغام والمواد المتفجرة، وحول ضرورة الابتعاد عن تلك المناطق التي يشتبه وجود المتفجرات فيها.

أما منظمة ميرلين البريطانية الخيرية فهي تعمل على بناء مستشفى في منطقة نالوت، التي يعيش فيها نحو 25 ألف شخص، وتهدف إلى علاج الأطفال الذين تعرضوا للانفجارات.
وتؤكد المنظمة أنه منذ نهاية الصراع في ليبيا، قتل طفل واحد في نالوت، وأصيب خمسة أطفال على الأقل بجراح خطيرة.