نيويورك: قتل 400 شخص في سوريا منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في 26 كانون الأول/ديسمبر الفائت، وفق ما نقلت الثلاثاء السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس عن مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون الإنسانية بي لين باسكو.

أدلى باسكو بهذه المعلومات خلال اجتماع لأعضاء مجلس الأمن الدولي خصص لبحث الوضع في سوريا. وتحدثت الأمم المتحدة حتى الآن عن مقتل خمسة آلاف شخص على الأقل في سوريا منذ بدء التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد في آذار/مارس الفائت.

وقالت رايس إن وتيرة الوفيات quot;أكبر بكثير من المرحلة التي سبقت انتشارquot; المراقبين العرب، مضيفة quot;إنه مؤشر إلى أن الحكومة السورية تقوم بتصعيد العنف رغم وجود المراقبينquot;. وإثر اجتماع مجلس الأمن، جدد السفراء دعوتهم روسيا إلى البدء في مفاوضات جدية حول تبني قرار في شأن القمع الدامي للتظاهرات من جانب النظام السوري.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو quot;نأسف لكون المفاوضات بطيئة جدًا. لقد طلبنا نصًا جديدًا منذ بعض الوقت، وعبّرنا عن إحباطناquot;. وقالت رايس quot;حان الوقت ليتبنى هذا المجلس قرارًا قويًا يدعم الجامعة العربيةquot;.

وأضاف أرو أن مراقبي الجامعة العربية quot;يقومون بعمل صعب في وضع بالغ الصعوبة. السلطات السورية تبذل ما في وسعها لإفقاد مهمتهم الفاعلية. إنهم لا يسمحون لهم بدخول السجون. إنهم لا يسحبون القوات المسلحة من المدنquot;.

وتابع quot;تعلمون أن هناك قناصة منعزلين يشكلون تهديدًا لأمن هؤلاء المراقبين. نحن نثق بالجامعة العربية، التي أعلنت بعد تقرير أولي أنه سيتم إرسال عدد اضافي من المراقبين (إلى سوريا). من هنا، وكما كررنا، فإن وجود المراقبين في ذاته لا يكفي، هناك طلبات أخرى قدمتها الجامعة العربية، انسحاب القوات السورية من المدن، ووقف أعمال العنف، وتسهيل الوصول إلى السجناء خصوصًا، هذه الشروط غير متوافرة بوضوحquot;.

وكان السفير الألماني بيتر فيتيغ اعتبر قبل الاجتماع أن موقف روسيا المناهض لاستصدار قرار من مجلس الأمن يندد بقمع النظام quot;غير مرضquot;.
وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض في تشرين الأول/أكتوبر الماضي لمنع صدور قرار من مجلس الأمن يدين سوريا. ثم عادت روسيا وقدمت مشروع قرار يندد بأعمال العنف من قبل النظام والمعارضة على حد سواء، الأمر الذي رفضته الدول الغربية، وطالبت بتعديله.

وأضاف السفير الالماني quot;نريد البدء في مفاوضات جدية حول إصدار قرار. ونحن مستعدون لجسر الهوة الموجودة، إلا أنه من الضروري إطلاق مفاوضات جديةquot;. ومنذ كانون الاول/ديسمبر، يمارس سفراء الدول الغربية ضغوطًا على روسيا للتعجيل في هذه المفاوضات، ولكن من دون جدوى.