حرم اربعة اوروبيين من العودة الى بلادهم بسبب شبهات بالارهاب، وهم يقبعون الآن بين الاستغلال الايراني لهم وبين خوف أوطانهم منهم.


العاصمة الإيرانية طهران

بيروت: فاتح تاميللي هو أحد المواطنين الأوروبيين الأربعة، الذين قضوا وقتاً في منطقة وزيرستان الباكستانية وينتظرون الآن في إيران من أجل العودة إلى أوروبا.

في أوائل شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قرأ تاميللي خبر وفاته على الانترنت، والذي اشار إلى أنه قتل بواسطة طائرة استطلاع اميركية في المناطق القبلية في باكستان.

ورأى ان هذا النبأ جعله يدرك ان اجهزة الاستخبارات الغربية والأجهزة الأمنية ليس لديها اهتمام كبير في بقائه على قيد الحياة.

في حديث مع صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية، قال تاميللي، مواطن ألماني من أصول عربية (27 عاما) والذي اتُهم من قبل المسؤولين الالمان بالانتماء الى منظمة ارهابية، إن كل ما يريده هو quot;حياة طبيعية في ألمانيا مع زوجتي وابنيquot;.

من جهتهم مسؤولو الاستخبارات الغربية يشككون ليس فقط في نوايا الاوروبيين الاربعة، بل أيضاً في النوايا الايرانية التي يبدو انها تستضيفهم على اراضيها، لتتأكد من أنهم عندما يعودون إلى بيوتهم سوف يسببون متاعب في الغرب.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الاستخبارات الفرنسية طلب عدم الكشف عن اسمه، ان السلطات الايرانية quot;تحاول أن تبعث برسالة للغرب، مفادها أننا يمكننا أن نسمح لهم بالسفر الى اوروبا حيث يرتكبون اعتداءات، أوالى افغانستان حيث يقاتلون ضد حلف شمال الاطلسيquot;.

والأن يحاول مسؤولو الاستخبارات الأوروبية ملاحقة المسألة، خوفاً من أن يتسلل الرجال إلى بلادهم ويقوموا بالتخطيط لهجمات جديدة.

ويقول المسؤول الفرنسي: quot;في بعض الحالات، عرفنا أن الرجال كانوا في طريقهم للعودة وسمحنا لهم بالعودة، لكن في الآونة الأخيرة ومع كل المهارات التي حصلوا عليها من القتال هناك، فنحن لا نريدهم أن يعودوا مرة أخرىquot;.

وأضاف: quot;ايران هي نقطة عبور للمجاهدين باتجاه باكستان. وهم يحاولون العودة إلى أوروبا لكننا نحاول تتبعهم قدر الإمكانquot;.

من جهته، يصر تاميللي على أنه لم يذهب إلى وزيرستان لتلقي مهارات القتال، ويبرر: quot;أردت ان أعيش في بلد إسلامي بموجب الشريعة الإسلامية، ولهذا قررت أن أذهب إلى وزيرستانquot;.

لكن بدوره يشير أحد المسؤولين الالمان إلى أن quot;بعض الشبان خدعوا بشرائط الفيديو التي تصور حياة سعيدة في إطار الشريعة الإسلامية في وزيرستان، وفي بعض الحالات سافروا مع زوجاتهم وأطفالهم إلى هناكquot;.

ووفقاً لمسؤولين في ألمانيا، سافر تاميللي وصديقه يوسف أوكاك، الذي اتهم مؤخراً من قبل النيابة العامة الألمانية بانتمائه لمنظمة ارهابية، الى اسطنبول في صيف عام . ومن هناك، سافر الرجلان الى طهران بعد أن عبروا الحدود الباكستانية من دون تأشيرة.

ويوضح تاميللي ان رجلين يتحدثان اللغة التركية، اقتادوهما في سيارة اجرة الى ميران شاه في وزيرستان الشمالية، حيث تعرفا على زعماء مجموعة تسمى quot;مجاهدي طالبان الألمانيةquot;.

وتابع: quot;اضطررت للانضمام إلى المجموعة، فقالوا لي: عليك ان تختار بين القتال أو العمل الإعلامي، فاخترت العمل الإعلامي، لانني لو لم أفعل سيعتقدوا اني جاسوس ويقتلونيquot;.

ويحاول تاميللي التواصل بشكل منتظم مع المحامين وأفراد أسرته في المانيا، مما يثير تساؤلات لدى عن أجهزة الاستخبارات الأوروبية. ويقول مسؤول امني فرنسي: quot;ايران تحاول استخدام هؤلاء الناس لممارسة الضغط على الدول الغربيةquot;.

أما نعمان ميزيخ (41 عاما)، ألماني يختبئ في ايران ويحمل الجنسيتين الفرنسية والجزائرية. فيعتقد مسؤولون امنيون في أوروبا وأميركا انه لعب دورا رئيسيا في التجنيد لصالح الحركات الجهادية.

كما يعتبرون انه كان على مقربة من محمد عطا وغيره من المتورطين في أحداث 11 ايلول التي استهدفت اميركا، وكان يتدرب في معسكرات إرهابية في أفغانستان في التسعينات.

وقال جويدو شتاينبرغ، خبير مكافحة الارهاب في معهد الشؤون الدولية والأمنية في برلين وصاحب كتاب عن الحركات الجهادية الألمانية، quot;ان لديه شكوكاً حول نفي الرجلين لممارسة العنف.quot;

واضاف: quot;ميزيخ كان مقرباً لفترة طويلة من تنظيم القاعدة، وله اتصالات مع المتطرفين ومن المستغرب أن يكون قد سافر إلى وزيرستان من دون أن يعرف ما ينتظره هناكquot;.