في أول زيارة لمسؤول أميركي رفيع للإخوان، التقى وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بحضور السفيرة الأميركية في القاهرة، والطاقم المساعد لبيرنز، والدكتور عصام العريان نائب رئيس الحزب، والأمين العام المساعد.


وليام بيرنز أثناء زيارته مقر إخوان مصر

صبري حسنين من القاهرة: أكد وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية أن بلاده تحترم خيار الشعب المصري المتمثل في إختيار حزب الحرية والعدالة، مشيرًا إلى أن الانتخابات المصرية تمتعت بالنزاهة وحرية الاختيار.

وأعلن عن استعداد الولايات المتحدة لدعم مصر اقتصاديًا لتجاوز الأزمة الراهنة، التي تعانيها الآن، مؤكدًا على أهمية مصر ودورها الرائد في المنطقة، وما يمكن أن تلعبه من تأثير إيجابيعلى مختلف القضايا المطروحة. وأشار إلى أن زيارته تهدف في الأساس إلى الإطلاع على وجهة نظر الحزب في ما يتعلق بالناحية الاقتصادية والمشهد السياسي بشكل عام في مصر وفي المنطقة.

تعرف إلى أفكار حزب الحرية والعدالة
وقال الدكتور سعد الكتاتني أمين عام حزب الحرية والعدالة لـquot;إيلافquot; إن زيارة المسؤول الأميركي تأتي في سياق زيارات العديد من المسؤولين الغربيين، للتعرف إلى فكر وسياسية الحزب تجاه العديد من القضايا الداخلية والخارجية، لاسيما بعد انتهاء الإنتخابات البرلمانية، التي أسفرت عن حصول الحزب على الغالبية.

وأضاف أن الزيارة تناولت كل القضايا، التي تشغل الأميركيين، ومنها إتفاقية السلام مع إسرائيل، والحريات والحقوق، وخاصة حقوق المرأة والأقباط.

مساعدات اقتصادية
ووفقًا لبيان صادر من الحزب، فإن المسؤول الاميركي الرفيع وعد بأن بلاده لديها برامج اقتصادية، تعمل على تشجيع الاستثمار في مصر، وأن الرئيس الأميركي أوباما مهتم بهذا الملف، وحريص على دعم هذه البرامج، مطالبًا في الوقت نفسه السلطات المصرية بالتعاون مع مؤسسات المال الدولية، وخاصة صندوق النقد الدولي، والاستفادة من التجربة التركية في هذا الشأن.

تغيير السياسة الاميركية
من جانبه قال الدكتور محمد مرسي إن حزب الحرية والعدالة يؤمن بأهمية التوافق بين مختلف القوى السياسية والحزبية للعبور بمصر إلى مربع الأمان والتغيير، الذي بحث عنه الشارع المصري خلال ثورة 25 يناير، موضحًا أن هناك اتفاقًا بين كل القوى السياسية على الأبواب الأربعة الأولى للدستور المتعلقة بالحريات وحقوق المواطنة، في حين أن الباب الخامس المتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية والنظام السياسي ووضع القوات المسلحة، هو الذي يحتاج مراجعة، وأعلن أن الحزب يرى أن النظام الرئاسي البرلماني المختلط هو الأمثل لمصر في هذه المرحلة الانتقالية.

ودعا مرسي الولايات المتحدة الأميركية ـ عبر مساعد وزير خارجيتها ـ إلى إعادة حساباتها وتغيير سياساتها مع الشعوب، بما يتواكب مع ربيع الثورات العربية، وأن يكون موقفها من القضايا العربية والإسلامية إيجابيًا، مشيرًا إلى أن انحياز الإدارات الأميركية في الماضي ضد القضايا العربية لم يكن في مصلحتها، ولفت إلى أن الحزب مقتنع بأهمية العلاقات المصرية الأميركية، التي يجب أن تقوم على التوازن بين الطرفين.

فلسطين وسوريا
في ما يتعلق بالدعوة الأميركية إلى التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، أشار مرسي إلى أن مصر لديها موارد وإمكانيات كبيرة، وأن استقرار الأوضاع السياسية سوف يساعد على خلق مناخات جاذبة للاستثمار، باعتبار أن الاستقرار السياسي مقدمة للنمو الاقتصادي، موضحًا أن مصر لديها بنية اقتصادية، تساعد القطاع الخاص على النهضة، ولكن الأوضاع السياسية غير المستقرة لا تحفّز المستثمرين في هذه المرحلة الانتقالية.

وأكد مرسي على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الإدارة الأميركية في حل الأزمة الفلسطينية ووقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني نظرًا إلى ما تمثله هذه القضية من أهمية كبري للشعب المصري. كما دعا الإدارة الأميركية إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحًا تجاه القتل الممنهج ضد الشعب السوري.