تعيش البحرية الأميركية في حرج كبير، بعد انتشار شريط فيديو، يُظهر ثلاثة من جنودها وهم ينكلون بجثث غطّتها الدماء في أفغانستان، وأعلنت قيادة القوات الأميركية في كابول عن فتح تحقيق في الحادث.


تواجه القوات الأميركية في أفغانستان اتهامات جديدة بارتكاب جرائم حرب، بعدما نُشر شريط فيديو جديد، يظهر فيه جنود أميركيون وهم يتبوّلون ضاحكين على جثث قتلى أفغان.

وأعلنت قيادة القوات الأميركية في كابول عن فتح تحقيق في شريط الفيديو، الذي لا يحمل تاريخًا. وإذا ثبتت صحته، فإن تدنيس الموتى سيُعدّ جريمة خطرة.وكانت القيادة العسكرية الأميركية في أفغانستان أُحرِجت في العام الماضي بالكشف عن مجموعة من الجنود الأميركيين الذين كانوا يقتلون المدنيين الأفغان بدم بارد.

وتمنع اتفاقيات جنيف، وكذلك القانون العسكري الأميركي، تدنيس الميت. ويظهر في شريط الفيديو القصير أربعة جنود، بكامل عدّتهم وأسلحتهم، يتبوّلون في وقت واحد على ثلاث جثث، غطّتها الدماء. ويتنفس أحد الجنود الصعداء، بعد الانتهاء من التبوّل، فيما يقول آخر quot;إي نعم، ويضحك ثالث. ويقول آخر quot;يوم سعيد يا صاحبيquot;، موجّهًا كلامه إلى القتلىquot;. وكان جندي خامس يصوّر الحادث.

نُشر الفيديو على الانترنت يوم الأربعاء من دون أن تُعرف هوية من بادر إلى نشره، مع نص يقول إن جنودًا قناصة من الفوج الثالث لمشاة البحرية يتبوّلون على قتلى من عناصر طالبان.

وأكد مسؤولون عسكريون أن الجنود يحملون أسلحة من النوع الذي يوزّع على فرق القناصة في أفغانستان.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الكابتن جون كيربي لشبكة quot;سي ان انquot; التلفزيونية إن سلوك الجنود مقزز ومشين، ويثير القرف، بصرف النظر عن الملابسات.

وأصدر سلاح مشاة البحرية بيانًا، قال فيه إنه لم يتحقق حتى الآن من أصل الفيديو أو صحته، وإن الأفعال التي يصوّرها quot;لا تتماشى مع قيمنا الأساسية، وهي ليست مؤشرًا إلى شخصية مشاة البحرية في فيلقناquot;، بحسب تعبير البيان. وأضاف البيان أن تحقيقًا شاملاً سيُفتح في الحادث.

واستبعد مراقبون أن يخفف التعهد بالتحقيق من مشاعر القلق والسخط إزاء الكشف عن واقعة أخرى من انتهاكات القوات الأميركية.وكان 11 جنديًا أُدينوا خلالالعام الماضي بتصفية مدنيين أفغان على أيدي quot;فرقة قتلquot;، والتستر على الجريمة.واتضح أن بعضهم كان يجمع أعضاء بشرية من جثث قتلاهم، بما في ذلك أصابع وقطع من الجمجمة، للذكرى، ويقفون فوق جثث ضحاياهم لتصويرهم في هذا الوضع.

وأعلن ناطق باسم حركة طالبان لفرانس برس الخميس أن الحركة quot;تدينquot; شريط الفيديو، الذي يظهر فيه أربعة عسكريين بزيّ المارينز يبوّلون على جثث عناصر من طالبان، وتعتبره عملاً quot;همجيًاquot;.

وصرح ذبيح الله مجاهد الناطق باسم المتمردين، الذين يقاتلون منذ عشر سنوات حكومة كابول وحلفاءها في قوات الحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، أنه quot;خلال السنوات العشر الأخيرة حصلت مئات العمليات المشابهة التي لم تكشفquot;.

اعلن الناطق ان شريط الفيديو الذي يظهر فيه اربعة عسكريين بزي المارينز يبولون على جثث عناصر من طالبان لن يعيق مفاوضات السلام.

وقال ذبيح الله مجاهد quot;المسألة تتعلق في الوقت الراهن بتبادل اسرى ولا اعتقد ان هذه المشكلة الجديدة ستؤثر في المفاوضاتquot; مع الولايات المتحدة التي تقاتلها الحركة منذ عشر سنوات.

وابدت حركة طالبان مؤخرا استعدادها في ظل شروط معينة لفتح مكتب سياسي لها خارج افغانستان قد يكون في الدوحة لإجراء مفاوضات سلام.

ومن جانبه، أدان الرئيس الافغاني حميد كرزاي الخميس بشدة فيديو يظهر فيه جنود اميركيون quot;ينتهكون حرمةquot; جثث عناصر من طالبان بالتبول عليها.

وقال في بيان اصدره مكتبه ان quot;حكومة افغانستان تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو الذي يظهر جنودا اميركيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة افغانquot;.

واضاف ان quot;هذا العمل الذي قام به جنود اميركيون غير انساني ومدان بأقسى العبارات الممكنةquot;.

وتابع quot;ونحن نطلب من الحكومة الاميركية صراحة إجراء تحقيق عاجل في الفيديو وإنزال اقسى العقوبات باي شخص يدان في هذه الجريمةquot;.

تأتي الفضيحة الجديدة في وقت ما زال الجيش الأميركي يعاني آثار فضيحة سجن أبو غريب في العراق، واعتداءات جنود أميركيين على نزلاء السجن، واستخدام طريقة الإيهام بالغرق، وأساليب تعذيب أخرى مع معتقلي غوانتانامو.

كما بدأت هذا الأسبوع محاكمة جندي من مشاة البحرية، هو العريف فرانك وتريك، بتهمة قتل 24 عراقيًا في مدينة حديثة خلال هجوم في عام 2005. وكان وتريك يقود مجموعة من الجنود، اقتحموا منازل الضحايا في المدينة، وقتلوا النساء والأطفال والرجال في ملابس النوم.

ونقلت صحيفة الغارديان عن عضو في الكونغرس الأميركي مقارنته أعمال القتل في مدينة حديثة مع مجزرة ماي لأي في فيتنام. وأسهمت أعمال القتل هذه في رفض الحكومة العراقية منح حصانة قانونية للمدربين الأميركيين بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في نهاية العام الماضي.