واشنطن: بلغ استعمال الالغام او العبوات اليدوية الصنع في افغانستان درجة غير مسبوقة حيث تستهدف المدنيين وقوات التحالف التي لم تتمكن من احتواء تدفق الاسمدة المستخدمة في اعدادها من باكستان.
ويتكيف المقاتلون في ردهم على عمليات الحلف الاطلسي ويغيرون تكتيكهم ويلجأون الى المزيد من تلك القنابل التي تزرع على الطرق وتفجر عن بعد او لدى مرور شخص او آلية قربها.
وبين نيسان/ابريل وحزيران/يونيو انفجرت او فككت 3845 عبوة يدوية الصنع اي بزيادة 14% مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2010 حسب وكالة جيدو التابعة للبنتاغون والمتخصصة في مكافحة تلك العبوات. وفي حزيران/يونيو ازداد استعمال تلك العبوات بمعدل 25% مقارنة بالاشهر الاخرى.
وتعتبر ولاية هلمند (جنوب غرب) التي ينشط فيها المتمردون، الاكثر تضررا من هذه الظاهرة وكذلك شرق البلاد ومنطقة قندهار (جنوب).
وتعاني قوات المشاة التي تعتبر ضرورية في اطار استراتيجية مكافحة التمرد التي تقتضي التواصل مع السكان، بشكل خاص من هذه العبوات وتعتبر الاكثر عرضة حيث ان استخدامها ارتفع بنسبة 59% خلال الربيع.
ولا يقف التحالف مكتوف الايدي وقد كشف نحو 1900 مخبأ متفجرات في الربيع اي ثلاث مرات اكثر من السنة الماضية.
وقال الجنرال الاميركي جيمس تيري قائد القوات الدولية في المنطقة لبعض الصحافيين ان الحلف الاطلسي ضبط نحو 110 اطنان من المتفجرات في جنوب البلاد منذ تشرين الثاني/نوفمبر.
وتسببت تلك العبوات التي تعتبر افضل اسلحة في النزاعات غير المتكافئة، في سقوط 60% من الضحايا خلال 2010 وذلك رغم ان عبوة واحدة من اصل عشر تتسبب في سقوط ضحايا.
وفي الاول من اب/اغسطس تسببت تلك القنابل في سقوط 738 عسكريا اميركيا واصابة 7857 اخرين منذ بداية النزاع حسب معطيات البنتاغون.
ومن حينها قتل جنديان اخران (19 و21 سنة) الاربعاء في ولاية وردك (شرق) عندما مرت آليتهما على احدى تلك الالغام.
وفي حين تعتبر القنابل اليدوية الصنغ او الالغام وباء على التحالف تشكل خطرا اكبر على المدنيين حيث ان ثلث القتلى المدنيين قضوا بانفجار احدى هذه القنابل خلال الاشهر الستة الاولى من 2011.
وافاد تقرير للامم المتحدة ان quot;القتلى المدنيين (444) بالالغام اليدوية الصنع ازدادوا بنسبة 17% مقارنة بالسنة الماضية ما جعل منها اكبر قاتل مدنيينquot; في افغانستان.
وفي 29 تموز/يوليو قتل 18 افغانيا في انفجار لغم لدى مرور حافلة صغيرة في هلمند.
ومعظم تلك العبوات اليدوية الصنع الغام تنفجر بضغط شخص او آلية.
واعتبرت الامم المتحدة انها quot;تحتوي في معظم الاحيان على نحو عشرين كلغ من المتفجرات، اي ضعف الشحنة العادية في لغم مضاد للدبابات لكن آلية تفجيرها هي آلية لغم مضاد للاشخاصquot;.
ويستخدم المقاتلون في تصنيعها الاسمدة التي تتكون من نيترات الامونيوم في 84% من الحالات.
وافادت وكالة جيدو ان المتمردين يحصلون على الاسمدة بصورة حصرية تقريبا من باكستان وهي تستخدم في اعداد الالغام اليدوية الصنع في افغانستان رغم حظر استيرادهاquot;.
وتفاديا لاستعمال غير قانوني يضيف صانعو الاسمدة 25% من كربونات الكلسيوم وهي مادة هامدة تمنع استخدام نيترات الامونيوم كمتفجر لكن المقاتلين يعالجونه لاستخدامه كمادة متفجرة.
ويبدو التعاون مع باكستان التي تدهورت علاقاتها بالولايات المتحدة في الاونة الاخيرة، ضروريا لاجتثاث مصادر الامداد بالاسمدة.
وترى وكالة البنتاغون انه quot;اذا لم نتمكن من احتواء هذه الشبكة (الامدادات) فاننا لن نتوصل ابدا الى وضع حد لخطر الالغام اليدوية الصنع في افغانستانquot;.
التعليقات