القاهرة: يستعد الاخوان المسلمون الذين وضعتهم صناديق الاقتراع في المرتبة الاولى في مصر للمشاركة في الحكم ولكن سيكون عليهم مواجهة المزايدات من جانب منافسيهم السلفيين المتشددين، بحسب الخبراء.

وحتى الان تشير النتائج الاولية غير الرسمية للانتخابات النيابية، الى فوز الاخوان المسلمين بقرابة 45% من عدد نواب البرلمان المنتخبين البالغ 498 نائبا سيضاف اليهم عشرة يعينهم رئيس الجمهورية الذي يقوم مقامه في الوقت الراهن رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي.

وبحسب النتائج نفسها، من المستبعد ان يتمكن حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الاخوان المسلمين من ان يحصل على الاغلبية البسيطة في مجلس الشعب (اكثر من 50%) رغم ان الانتخابات ستعاد الاسبوع المقبل في بضع دوائر بعد ان الغي القضاء عمليات الاقتراع فيها بسبب مخالفات ادارية.

وبعد عقود من العمل بشكل شبه سري من خلال برنامج يتلخص في جملة واحدة quot;الاسلام هو الحلquot;، يريد الاخوان المسلمون اليوم ارتداء ثوب الحزب التقليدي القادر على المشاركة في الحكم وتحمل مسؤولياته.

ويؤكد استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مصطفي كامل السيد لوكالة فرانس برس ان quot;حزب الحرية والعدالة يحاول ان يعطي الانطباع بانه معتدل ويتبنى لهجة هادئة ويسعى لعقد تحالفات مع احزاب اخرىquot;.

ويضيف quot;سيحتاج حزب الحرية والعدالة الى التحالف مع احزاب اخرى لتمرير القوانينquot;.

ويقول ان الحزب المنبثق عن الاخوان، الذي ضاعف من التصريحات التطمينية تجاه الاقباط اخيرا، quot;لا يصر على التطبيق الكامل للشريعة الاسلامية على الفورquot;.

وفي حال شارك الاخوان في الحكومة، فانهم سيتركون الوزارات quot;السياديةquot; مثل الخارجية والداخلية لغيرهم وسيحرصون في المقابل على ادارة الوزارات الخدمية مثل الصحة والشؤون الاجتماعية.

ويعتقد السيد ان الاخوان quot;يفضلون الحقائب التي تمكنهم من تقديم الخدماتquot; للناس وهو ما يضمن لهم استمرار تواجدهم في الشارع وقربهم من الناخبين الذي حققوه بفضل شبكة خدمات اجتماعية واسعة.

وحظي حزب الاخوان باعتراف دولي ذي مغزي الاربعاء عندما التقاهم الرجل الثاني في الخارجية الاميركية وليام بيرنز.

وازاء انفتاح واشنطن على الجماعة، اتخذت الاخيرة موقفا quot;براغماتيا اذ نقلت (لبيرنز) رسالة اعتدال وتطمينات بشأن سياسة مصر في المنطقةquot;، بحسب رئيس تحرير صحيفة الاهرام ابدو الناطقة بالفرنسية هشام مراد.

وبعد ان طالبوا باقامة نظام سياسي برلماني في مصر، يسعى الاخوان المسلمون الان الى التهدئة مع الجيش الممسك بالسلطة حاليا ومع الاحزاب الليبرالية المؤيدة لوجود سلطة تنفيذية قوية من خلال تبني اقتراح اقامة نظام سياسي برلماني-رئاسي مختلط.

ولكن المفاجأة التي حققها حزب النور السلفي بفوزه بقرابة 25% من اعضاء مجلس الشعب جاءت لتنفي الفكرة الشائعة عن تفرد جماعة الاخوان بتمثيل الاسلام السياسي في مصر.

وتعتقد استاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة نيفين مسعد ان quot;الاخوان المسلمون يغيرون خطابهم بين يوم واخر، فهم يقولون اليوم انهم معتدلون لتمييز انفسهم عن السلفيين لكن هل سيستمرون كذلك؟ ليس مؤكداquot;.

ويقول مصطفى كامل السيد انه سيتعين على حزب الاخوان ان quot;يثبت انه اسلامي بحقquot; ويرجح ان يكون ذلك من خلال تدابير في مجالات التعليم والتلفزيون والمصارف.

وفي ما يتعلق بالعلاقات مع اسرائيل، التي تربطها بمصر معاهدة سلام منذ العام 1979، اكدت الولايات المتحدة اخيرا ان الاخوان المسلمين قدموا ضمانات بأنهم سيحترمون هذه المعاهدة.