الرباط: يبدأ رئيس الحكومة الاسبانية الجديد ماريانو راخوي غدا زيارة رسمية للمغرب في أول زيارة رسمية للخارج يلتقي خلالها نظيره المغربي عبد الاله بنكيران ووزير خارجيته سعد الدين العثماني.

وتهدف زيارة راخوي للرباط الى تعزيز علاقات حسن الجوار مع المملكة المغربية وتوطيد علاقات التعاون الثنائي في شتى المجالات لاسيما في الشق الاقتصادي والأمني.

وتعتبر هذه الزيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها راخوي خارج اسبانيا منذ تقلده رئاسة الحكومة في أعقاب الفوز الكاسح للحزب الشعبي الذي يرأسه في الانتخابات التشريعية في ال20 نوفمبر الماضي.

وتأتي زيارة رئيس الحكومة الاسبانية الى المغرب والتي تندرج في اطار تقليد سار عليه رؤساء الحكومات السابقة في سياق اقليمي متغير شهد لأول مرة في المغرب صعود الاسلاميين الى الحكم واحتفال تونس بالذكرى الأولى لنجاح الثورة وقيام مؤسسات ديمقراطية يقودها اسلاميون وبداية انتقال ديمقراطي في ليبيا بعد سقوط نظام القدافي.

كما تؤطر هذه الزيارة المطالب المتنامية للنخب السياسية الجديدة في المغرب باسترجاع المدينتين المغربيتين (سبتة ومليلة) المحتلتين من قبل السلطات الاسبانية والدعوات المتكررة للحكام الجدد في ليبيا وتونس لتحريك قاطرة اتحاد المغرب العربي ودعم الحلول السياسية المتفق عليها لانهاء الصراع بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء التي استعادها المغرب سنة 1975 من اسبانيا المستعمرة وقتئذ اضافة الى ركود تجمع الاتحاد من أجل المتوسط الذي يتخد من (برشلونة) الاسبانية مقرا له.

وسيكون ضمن أجندة زيارة راخوي للمغرب بحث سبل تعزيز التنسيق الأمني مع المغرب لتطويق خطر الارهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل وجنوب الصحراء التي تنشط فيها الجماعات الموالية لتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي) والتي تتهم جبهة (بوليساريو) الانفصالية بدعمها لوجستيا وبالأسلحة والعتاد لاسيما في أعقاب اختطاف اسبانيين كانوا ينشطون في مخيمات (تندوف) ينشطون في العمل الخيري الانساني في اطار منظمات دولية لاغاثة المحتجزين الصحراويين المغاربة في هذه المنطقة.

كما سيبحث رئيس الحكومة الاسبانية مع المسؤولين المغاربة في الرباط فرص البدء في مفاوضات سريعة من أجل التوصل الى اتفاق جديد للصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لصالح الطرفين.

وسيتيح هذا الاتفاق اذا ما تم توقيعه لحوالي 600 صياد اسباني حرمهم قرار الاتحاد الأوروبي القاضي بعدم تمديد اتفاقية الصيد البحري من استئناف نشاطهم في المياه الاقليمية المغربية وضمان لقمة العيش فضلا عن تزويد الاسبان بالمنتجات البحرية التي يقبلون على استهلاكها بشكل كبير.

يشار الى أن اسبانيا تعتبر المستثمر الأول في المغرب حيث تشكل استثماراتها 37 في المئة من حجم الاستثمار الاسباني في القارة الافريقية والشريك التجاري الثاني للمغرب حيث تجاوز حجم المعاملات ستة مليارات يورو عام 2010.

ويتجاوز عدد الشركات الاسبانية المتواجدة بالمغرب 800 شركة بمختلف أحجامها تتنوع أنشطتها ما بين قطاعات المصارف والطاقة والاتصالات والسياحة والمعادن والصناعة الغذائية والملابس والنفط والغاز والعقار والبناء.