من المنتظر أن تجري جولة جديدة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو، في مطلع شباط (فبراير) المقبل، في منهاست في الولايات المتحدة الأميركية، وتحديدًا في منتجع غرينتري في ضاحية نيويوركquot;، ولم يحدد بعد تاريخ إجراء هذا اللقاء، الذي يتعلق بالجولة التاسعة من المفاوضات غير الرسمية.


مخيمات تيندوف

أيمن بن التهامي من الرباط:أوضحت نائبة الناطق باسم الأمم المتحدة، فانينا مايستراتشي، لوكالة للأنباء الرسمية المغربية، أمس الثلاثاء، أن quot;الجولة المقبلة من المفاوضات غير الرسمية ستجري في بداية شباط (فبراير) المقبل في منتجع غرينتري في ضاحية نيويوركquot;، من دون تحديد تاريخ إجراء هذا اللقاء. ويتعلق الأمر بالجولة التاسعة من المفاوضات غير الرسمية.

تأتي هذه الجولة الجديدة في ظل مجموعة من المتغيرات الإقليمية، التي يمكن أن تساعد في الإسراع في إيجاد حل لهذا الملف، خاصة مع هبوب رياح التغيير على منطقة المغرب العربي، والتي وصلت حتى إلى مخيمات تيندوف، حيث ارتفعت أصوات تطالب برحيل، عبد العزيز المراكشي، زعيم الجبهة.

وأكد البشير الدخيل، أحد المؤسسين السابقين للبوليساريو، الذي يستقر حاليًا في المغرب، أن quot;ملف الصحراء كسائر الملفات العربية، حان الوقت لكي يتماشى مع الواقع المطلوب اليوم في العالمquot;، مشيرًا إلى أن quot;الحركية التي تعرفها كل الدول العربية تتطلب ذلكquot;.

وأضاف البشير الدخيل، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;من البديهي أن يكون هناك تغيير، فمثلاً في المؤتمر الأخير للبوليساريو، تبين أنه ما زال هناك تشدد من قبل القيادة الأبدية للجبهة، التي أصبحت تعيش في الماضي، إذ إنها لم تتوقع بعد أن هذه الشعوب أصبحت تريد العيش في أجواء الديمقراطية، وحرية التعبير والتنقل، وهو الشيء الذي ما زال شبه منعدم في مخيمات تيندوفquot;.

حول مستقبل هذا الملف، قال quot;لننتظر ما سيقع في الجزائر، حيث يرتقب أن تجري انتخابات، ونرى ما هي سياسة الحكومة الجديدةquot;، مبرزًا أنه quot;لا بد من خلال هذه النتائج أن تكون لنا فكرة واضحة... هل فعلاً سيكون هناك تقدم أم لا؟quot;.

من جهته، أوضح محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الثاني المحمدية، أن quot;هناك مجموعة من العوامل، التي قد تساعد في حل هذا الملف، ومنها سقوط نظام القذافي، الذي كان يدعم الجبهة، وهبوب رياح التغيير على المنطقة، إلى جانب ما ستسفر عنه الانتخابات في الجزائرquot;.

وذكّر محمد زين الدين، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، بـquot;مشكل الصحراء بين المغرب والجزائرquot;، مشيرًا إلى أنه quot;لا يمكن أن نتوقع الكثير من النظام السياسي الحالي في الجزائر، الذي لم يقم بأي تغييرquot;.

وأشار المحلل المغربي إلى أن quot;ما يحدث في المغرب العربي من تغيير وصل حتى إلى مخيمات تيندوف، إذ إن شرعية عبد العزيز المراكشي لم تعد قائمة، وتآكلت، وهذا ليس بالأمر الجديدquot;، مؤكدًا أن quot;الحكومة الحالية يمكن أن تستثمر علاقتها بشكل جيد في إيجاد حل لهذا الملفquot;.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أكدت أن إدارتها تشجّع الجزائر على تعاون أكبر مع المغرب في أفق الاضطلاع بدور نشط للمضي قدمًا نحو تسوية لقضية الصحراء، في إطار المفاوضات التي تجري تحت إشراف الأمم المتحدة.

وجددت هيلاري كلينتون، في حضور وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، عقب محادثاث جمعتهما بواشنطن، التأكيد على أن موقف البيت الأبيض لم يتغير في ما يخصّ النزاع المفتعل حول الصحراء، مبرزة أن بلادها ما زالت تدعم حلاً سياسيًا وسلميًا من أطراف الملف في إطار مخطط التسوية الأممي.

وتبنى مجلس الأمن، في نهاية نيسان (أبريل) قرارًا، مدد بموجبه لعام واحد مهمة قوة الأمم المتحدة في الصحراء، أي حتى 30 نيسان (أبريل) 2012، داعيًا المغرب وجبهة quot;بوليساريوquot; إلى تكثيف المفاوضات في ما بينهما.

وضمّ المغرب المستعمرة الإسبانية سابقًا سنة 1975، لكن جبهة quot;بوليساريوquot;، المدعومة من الجزائر، تدعو إلى استفتاء حول تقرير المصير، بينما يريد المغرب منح الصحراء حكمًا ذاتيًا، رافضًا فكرة الاستقلال.