التفجيرات في نيجيريا

تراقب الولايات المتحدة عن كثب الأحداث الأخيرة في نيجيريا التي تعرضت لعدد من التفجيرات والتي تعد واحدة من ابرز موردي النفط إلى أميركا.


القاهرة:يراقب المسؤولون الأميركيون تطورات الأحداث الحاصلة في نيجيريا، حيث اندلعت احتجاجات واسعة النطاق وضربت سلسلة من التفجيرات من جانب جماعة إسلامية غامضة تلك الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، وتعد واحدة من أبرز موردي النفط للولايات المتحدة.

وقد بدأت تتزايد المخاوف بشأن الأوضاع الأمنية التي يواجهها الرئيس غودلاك جوناثان بعد وقوع سلسلة من التفجيرات التي نُفِّذت عن طريق سيارات مفخخة واستهدفت عدد من أقسام الشرطة في مدينة كانو الواقعة شمال البلاد خلال الشهر الجاري.

وفي هذا الصدد، أوردت اليوم صحيفة واشنطن تايمز الأميركية عن مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية ومحللين إقليميين تقليلهم من احتمالية أن تتسبب أعمال العنف في إعاقة عمليات تصدير النفط الخام، موضحين في السياق ذاته أن الفوضى تتمركز في منطقة بعيدة عن المنشآت النفطية الممتدة بطول الساحل الجنوبي لنيجيريا.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن مسؤولين أميركيين وآخرين نيجيريين أجروا محادثات رفيعة المستوى الأسبوع الماضي في العاصمة النيجيرية، أبوجا، وركزوا على الطريقة التي يمكن أن تعمل من خلالها حكومة جوناثان على تحسين استجابتها الأمنية على التهديد الذي تشكله منظمة بوكو حرام الإسلامية.

واستبعد مسؤولو المنظمة يوم أمس إمكانية دخولهم في محادثات مع المسؤولين الحكوميين، وهددوا بشن مزيد من الهجمات في نيجيريا. وجاءت الهجمات الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل 185 شخصاً، بعد أيام قليلة من اندلاع تظاهرات واسعة النطاق والتهديد بإضراب اتحاد العمال على الصعيد الوطني الذي أثّر كثيراً على البلاد.

والتزم المحللون الحذر في محاولتهم إبعاد العنف الإسلامي عن التظاهرات، التي احتضنها كثيرون من النيجيريين. ومع هذا، بدأت تداهم أزمة ذات شقين نيجيريا في الوقت الذي تناضل فيه من أجل القضاء على الفقر والانقسام الحاد بين الجنوب الذي تقطنه أغلبية مسيحية وبين الشمال الذي يقيم به عدد كبير من المسلمين. فضلاً عن الاحباطات الاجتماعية التي كانت قائمة قبل وصول جوناثان إلى السلطة العام الماضي.

ثم نوهت الصحيفة في سياق حديثها إلى أن حوالي 70 % من النيجيريين يعيشون على مبلغ لا يزيد عن 1.25 دولار يومياً. ورغم أن البلاد هي أكبر منتج للنفط في إفريقيا، إلا أنه يتعين عليها استيراد البنزين نتيجة لانهيار مصافيها بسبب تفشي الفساد.

وقد تزايدت حدة الغضب الشعبي هذا الشهر حين ألغى جوناثان، تحت ضغط الميزانية، الدعم الحكومي للوقود، ما تسبب في ارتفاع أسعار الغاز من 1.70 دولار إلى 3.50 دولار للغالون. وقد أُجبِر الرئيس على إعادة الدعم بعد التهديد بالقيام بإضراب عمالي في كافة أنحاء البلاد كان من شأنه التأثير سلباً على صناعة تصدير النفط.

وكانت الأمور بدأت تعرف طريقها مرة أخرى صوب حالة من الهدوء، مع انخفاض أسعار الغاز مرة أخرى وهدوء الاحتجاجات. لكن موجة جديدة من حالة عدم الاستقرار قد بدأت تعصف بالبلاد في أعقاب التفجيرات التي وقعت في الـ 20 من كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وجاءت تلك التفجيرات لتعيد الضوء مرة أخرى على منظمة بوكو حرام، المتأصلة في المنطقة الشمالية بالبلاد التي تقطنها أغلبية مسلمة.