المالكي مجتمعا مع بن حلي

أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومساعد الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي استعداد جميع الدول العربية للمشاركة في قمة بغداد العربية، ودعا المالكي الجامعة إلى العمل على تحسين الأوضاع في سوريا لتفادي مزيد من أعمال العنف ووقف القتل.


لندن: اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومساعد الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي، خلال اجتماعهما في بغداد اليوم استعداد جميع الدول العربية للمشاركة في قمة بغداد العربية أواخر آذار المقبل، فيما دعا المالكي الجامعة الى العمل بوتيرة أسرع لضمان تحقيق التغيير المنشود في سوريا دون الإنزلاق إلى العنف ووقوع المزيد من الضحايا.

وخلال الاجتماع أعرب المالكي عن ارتياحه لاستعداد الدول العربية كافة لحضور مؤتمر القمة الذي سيعقد في بغداد وعن أمله في أن تكون قمة ناجحة نظرا لطبيعة الظروف ومستوى الحضور المتوقع. ودعا إلى ضرورة العمل على تطوير جدول أعمال القمة العربية ومناقشة التعاون في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية ومكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد رئيس الوزراء العراقي quot;دعم العراق للمبادرة العربية الخاصة بالأزمة السورية مشددا على ضرورة العمل بوتيرة أسرع لضمان تحقيق التغيير المنشود دون الإنزلاق إلى العنف ووقوع المزيد من الضحاياquot; كما نقل عنه بيان صحافي تلقته quot;إيلافquot;.

من جهته قال بن حلي quot;إن جميع الدول العربية قد أكدت استعدادها لحضور مؤتمر قمة بغداد وإن التمثيل العربي سيكون على أعلى المستويات للكثير من الدول العربية، بما يفوق المعدل الإعتيادي للقمم السابقة. وأشار إلى انه سيبحث مع وزير الخارجية السيد هوشيار زيباري وضع اللمسات الأخيرة لمؤتمر القمة والدعوات الرسمية التي سيحملها الموفدون العراقيون لمختلف الدول العربية.

وكان بن حلي قال لدى وصوله الى بغداد صباح اليوم في زيارة تستغرق أربعة ايام ان وفد الجامعة الذي يترأسه، يضم ممثلي مختلف الإدارات فيها، للإعداد للقمة وضع اللمسات النهائية للتحضيرات اللوجستية والفنية والادارية لعقدها. وأضاف ان الوفد سيبحث الإجراءات والترتيبات النهائية لاستضافة بغداد للقمة العربية المؤجلة منذ العام الماضي والمقرر عقدها نهاية آذار المقبل.

وشدد بن حلي على ان هذه الزيارة تؤكد إصرار الجامعة العربية والجانب العراقي على عقد القمة العربية في موعدها في بغداد نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة العربية خاصة بعد ثورات الربيع العربي التى تقتضي انعقاد القمة العربية في موعدها من دون تأجيل.

وتعقد القمة العربية سنويا في آذار (مارس)، إلا انها لم تنعقد العام الماضي في بغداد بسبب اندلاع الثورات العربية. وتأتي زيارة بن حلي هذه استكمالا لزيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إلى العراق في وقت سابق حيث أجرى مباحثات مع المسؤولين العراقيين تعلقت بالترتيبات الخاصة بالقمة العربية وإصرار الجامعة على عقدها في بغداد بموعدها المحدد.

وقبيل ساعات من وصول بن حلي الى بغداد، اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ردا على ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن اعتراض بعض الدول العربية على عقد القمة العربية في بغداد، ونسبت ذلك الى مصدر في مكتبه quot;اننا في الوقت الذي ننفي مثل هذا النبأ جملة وتفصيلا نؤكد العكس حيث رحّبت جميع الدول العربية بما يشبه الاجماع على عقد القمة في بغداد وأكدت استعدادها للحضور على اعلى المستوياتquot;. ودعا المالكي في تصريح صحافي تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه أمس، وسائل الإعلام الى التدقيق في مصادرها كي لا تفقد مصداقيتها نتيجة اعتمادها على مصادر وهمية تنتحل الانتساب لهذه الجهة او تلك.

تحضيرات العراق للقمة

ومن جهتها، قالت السلطات العراقية ان اللجان المشرفة على تحضيرات القمة العربية قطعت أشواطا متقدمة في الإعداد لها موضحة ان اللجان التي جرى تشكيلها لانجاز مستلزمات انعقاد القمة حققت نتائج متقدمة. واضافت أن quot;اللجان الثلاث المنبثقة من اللجنة العليا وهي لجنة الإعمار واللجنة الأمنية ولجنة الخدمات قد أنجزت الكثير من الأعمال المنوطة بها وان العمل يسير بموجب الخطط التي تم تحديدها مسبقاquot;.

كما اعلنت قيادة عمليات بغداد عن مباشرة اللجنة الأمنية العليا، المكلفة بوضع ومتابعة التدابير الأمنية التي سيجري تنفيذها خلال انعقاد القمة العربية في بغداد، اعمالها.

وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي، إن الحكومة العراقية شكلت لجنة أمنية عليا تضم وزارة الداخلية والدفاع وجهاز المخابرات وقيادة عمليات بغداد وأمانة بغداد ومحافظة بغداد للتنسيق امنيا بهدف توفير الحماية اللازمة للقمة العربية.

يذكر أن العراق الذي خصص مبلغ 300 مليون دولار لاستضافة القمة المقبلة، كان قد استضاف القمة لمرتين الأولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل، وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، والثانية بدورتها الـثانية عشرة عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991 .

وكانت القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في ليبيا في آذار عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة التالية في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدةالا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا لكن قمة بغداد التي كان مقررا لها العام الماضي تأجلت الى العام الحالي بسسب الاضطرابات التي شهدتها دول عربية في ما اطلق عليه الربيع العربي.