بيروت: تقوم القوات السورية النظامية منذ صباح الاربعاء بهجوم واسع على عدد من البلدات الواقعة في الريف الغربي للعاصمة حسبما افادت منظمة غير حكومية وناشطون، كما اشار مراسلو فرانس برس الى تحرك عسكري غير اعتيادي في هذه المنطقة.

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان عن قصف مدينة قدسيا والهامة اللتين تشكلان quot;معقلي الجيش السوري الحرquot; (المكون من منشقين ومدنيين الذين حملوا السلاح) ، quot;بالدبابات من قبل القوات النظامية التي تقوم كذلك بحملة دهم واعتقالات وتفتيش في المنطقةquot;.

وتقول احدى الناشطات من دمشق عرفت عن نفسها باسم اليكسيا، ان quot;الجيش هاجم بالفعل قدسيا والهامة ولكن لم يتم ذلك بعنفquot;. وقالت الناشطة لوكالة فرانس برس ان جميع المداخل والمخارج الى هاتين الضاحيتين قد قطعت وquot;الناس محاصرون في الداخل وقوات النظام حالت دون مغادرة كثير من الأسرquot;.

وفي ضاحية دمر المجاورة، أفاد صحافيو فرانس برس وسكان المنطقة عن وجود ما لا يقل عن ثلاث دبابات وسبع شاحنات عسكرية يقلها عشرات الجنود في الشوارع. كما حالت السلطات دون توجه سائقي السيارات، بما في ذلك الأسر التي تقل أطفالها إلى المدرسة، إلى العاصمة وارغامها على العودة عند الحواجز.

وقطعت أربعة مداخل مؤدية من دمر الى المدينة على الاقل ، وفقا لمراسلي الوكالة. وتشهد عدة بلدات في محافظة دمشق مسرحا لقتال عنيف منذ منتصف تموز (يوليو). ويسعى النظام الى السيطرة على المدينة الواقعة شرق العاصمة وعلى الغوطة التي ينتشر فيها عدد كبير من المقاتلين المعارضين، وفق المرصد.

واكدت صحيفة الثورة الحكومية ان quot;ايام تلك الميليشيات باتت معدودة رغم ما تتلقاه من امدادات مالية وعسكرية ورغم الضغط السياسي والاعلامي على سوريةquot;. وكانت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم، اعلنت الثلاثاء قرب انتهاء العمليات الامنية في quot;كاملquot; ريف دمشق.

بريطانيا ستساعد اللاجئين السوريين الى تركيا

إلى ذلك، أعلن نائب رئيس الحكومة البريطانية نيك كليغ الاربعاء اثناء زيارة الى انقرة ان بريطانيا ستساعد اللاجئين السوريين الى تركيا على قضاء فصل الشتاء وقدم هبة الى الهلال الاحمر التركي بقيمة مليون جنيه استرليني (1,25 مليون يورو) لهذه الغاية.

وفي بيان صدر عقب لقاء كليغ مع رئيس الهلال الاحمر التركي عمر تاسلي قال المسؤول البريطاني ان quot;اللاجئين السوريين سيواجهون شتاء قاسياquot;. واوضح ان المساعدة الانسانية التي ستوزع بفضل هبة بلاده قد تلبي احتياجات عشرة الاف لاجئ.

واعتبر ان تركيا تواجه quot;تحديا ضخماquot; عبر الانعكاسات الانسانية للحرب الاهلية في سوريا التي تتقاسم معها حدودا يبلغ طولها 900 كلم. وافادت اخر الارقام الرسمية ان تركيا تؤوي اكثر من 93 الف لاجئ في عدة مخيمات احدها من المنازل الجاهزة في جنوب شرق البلاد حيث الحدود مع سوريا.

ومن بين اللاجئين تم نقل 578 جريحا الى عدد من المؤسسات الصحية التركية بحسب مديرية الاحوال الطارئة التابعة لمكتب رئيس الوزراء التركي. والعدد الرسمي للاجئين البالغ 93 الفا و576 يعني الاشخاص المسجلين رسميا لدى السلطات. لكن المئات او الالاف من السوريين دخلوا تركيا حيث يقيمون مع اقارب ولم يتسجلوا لدى السلطات.

وقد حددت انقرة التي قطعت كل اتصالاتها مع الرئيس بشار الاسد، الصيف الماضي العدد الاقصى للاجئين السوريين الذين قالت انها مستعدة لاستقبالهم بنحو مئة الف لكنها اوضحت انها قد تتجاوز هذا العدد اذا كانت الاسرة الدولية مستعدة لمساعدتها. واعلنت السلطات التركية ان منظمة خيرية سعودية وعدت مؤخرا ببناء مخيم يستقبل عشرة الاف لاجئ سوري في محافظة كيليس التركية.