يبحث نوري المالكي مع فلاديمير بوتين توسيع التعاون في مجالات عدة، ومنها تسليح الجيش العراقي بأسلحة ومعدات روسية، وذلك خلال زيارته إلى موسكو التي تبدأ اليوم الاثنين وتستمر ثلاثة أيام ويرافقه خلالها خمسة من وزرائه.


وصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى موسكو في زيارة تستمر ثلاثة أيام. وقبيل مغادرته كشف المالكي أنه سيبحث مع مدعوه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توسيع التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والتسليح، حيث سيضع أسسًا لتوقيع عقد قيمته 5 مليارات دولار لشراء نظام دفاع جوي ومروحيات لمكافحة الإرهاب وحماية حدود بلاده.. فيما نفى العراق مشاركة قوة اميركية في تفتيش الطائرات الايرانية المتجهة عبر اجوائه الى سوريا للتأكد من عدم نقلها أسلحة الى نظام الرئيس بشار الأسد.

المالكي مع بوتين خلال زيارة سابقة إلى موسكو

وسيبحث المالكي خلال زيارته إلى روسيا التي تستغرق ثلاثة أيام برفقة خمسة وزراء مع بوتين تسليح الجيش العراقي بمعدات وأسلحة ونظام دفاع جوي ومروحيات بما قيمته خمسة مليارات دولار، إضافة إلى قيام شركات روسية بعمليات استثمار للنفط العراقي، كما ستكون الازمة السورية وتداعياتها على المنطقة ضمن مباحثات المالكي مع القادة الروس.

وبشأن زيارته اليوم الى موسكو قال المالكي إن العلاقات بين روسيا والعراق منذ زمن الاتحاد السوفيتي هي علاقات طويلة وقديمة وواسعة في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية والنفطية والكهربائية، لذلك هي ليست زيارة عمل تأسيسي للعلاقة مع روسيا إنما هي إحياء للعلاقة التي كانت موجودة بين البلدين.

وأوضح أن العراق يحث الخطى باتجاه البناء والإعمار، ويريد أن يستفيد من كل الطاقات والإمكانات لاسيما الشركات الروسية التي لها خبرة في العراق من خلال ما قامت به من عمليات في البنية التحتية للقطاعات المختلفة، وما نطمح له ينسجم مع توجهنا السياسي في العلاقات الخارجية.

واضاف الماكي في مقابلة مع قناة quot;روسيا اليومquot; وارسل مكتبه مقتطفات منها الى quot;ايلافquot;: quot;نحن نريد أن نعمل بسياسة الأبواب المفتوحة مع كل دولة يمكن أن تكون مفيدة وقريبة من المصالح العراقية.

وحول صفقة الاسلحة الروسية قال إن quot;الدعوة وجهت لي من بوتين قبل أن يذهب فريق من وزارة الدفاع العراقية لشراء أسلحة، ولكن هدف الزيارة أوسع من قضية الاتفاق على بعض الأسلحةquot;. واشار إلى أنه بما أن العراق يسعى الى ايجاد قوة دفاع تحمي سيادته وأجواءه ومياهه وأراضيه لذلك فإنه استناداً إلى الخبرة الموجودة لدى الجيش العراقي، لأنه كان يتسلح بالسلاح الروسي quot;كانت لدينا حاجة لبعض الأسلحة التي تدخل ضمن عملية الدفاع وليس ضمن عملية الهجوم مثلاً صواريخ مضادة للطائرات وبعض الهليكوبترات التي تتعلق بمكافحة الإرهاب quot;.

واوضح المالكي قائلاً: quot;إن حجم السلاح الذي نريد أن نتفق عليه يدخل ضمن إطار العملية الدفاعية أو التسليح الدفاعي للجيش العراقي ثم ليست فيها أسلحة ثقيلة ولا طائرات سوخوي ولا ميغ، ولكن هي أسلحة دفاع جوي وأسلحة مكافحة إرهابquot;.

وسيزور المالكي ايضًا جمهورية التشيك يومي الخميس والجمعة المقبلين عقب انتهاء زيارته الى موسكو حيث سيكون ملفا التسليح والعلاقات الاقتصادية في مقدمة المواضيع التي ستبحث خلال الزيارة.

والوزراء الذين سيرافقون المالكي في زيارته هم وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ووزير المالية رافع العيساوي ووزير النفط المهندس عبد الكريم العيبي ووزير الكهرباء المهندس عبد الكريم عفتان، اضافة الى وزير الصناعة احمد دلي الكربولي، الى جانب عدد من المسؤولين واعضاء من مجلس النوابquot;.

ويرى خبراء أن زيارة المالكي الى روسيا لن تهمل ملف الازمة السورية وأن المشروع العراقي لحلها سيكون حاضرًا وبقوة.

يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي والعراق كانت قد اعلنت في التاسع من ايلول (سبتمبر) عام 1944، ثم انقطعت في كانون الثاني (يناير) عام 1955 بمبادرة من الحكومة العراقية، واستؤنفت العلاقات الدبلوماسية في 19 تموز (يوليو) عام 1958 بعد قيام الجمهورية في العراق. وقد تقلص النشاط الروسي في العراق الذي كان يرتبط مع موسكو بعلاقات عسكرية وسياسية متينة بدرجة كبيرة بعد سقوط النظام السابق عام 2003 نتيجة الأوضاع الأمنية المتدهورة بما فيه إزاء المواطنين الروس.

وقد زار العراق في كانون الثاني (يناير) عام 2009 للمرة الاولى بعد عام 2003 وفد روسي رفيع المستوى برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الفيدرالية الروسي الكسندر تورشين. وقد أجرى الوفد مباحثات مع القيادة العراقية العليا في شتى مجالات التعاون الثنائي، ابتداءً من المشاريع في مجال الطاقة والامن، بما في ذلك استئناف التعاون العسكري التقني وانتهاءً بمسائل التعاون في مجال التعليم.

العراق ينفي مشاركة الأميركيين بتفتيش الطائرات الإيرانية إلى سوريا

مطار بغداد الدولي

نفى العراق بشدة مشاركة قوة اميركية في تفتيش الطائرات الايرانية المتجهة عبر اجوائه الى سوريا للتأكد من عدم نقلها أسلحة الى نظام الرئيس بشار الاسد الذي يواجه ثورة مسلحة منذ 19 شهرًا.

وقال المستشار الإعلامي لوزير النقل كريم النوري إن التقارير التي تداولتها وسائل اعلام خلال الساعات الاخيرة عن المشاركة الاميركية في تفتيش الطائرات الايرانية على الاراضي العراقية quot;عارية عن الصحة، وأن إثارتها في هذا الوقت هي للتشويش على الدور الكبير الذي تلعبه سلطة الطيران المدني العراقيةquot;. واضاف في بيان صحافي وزع على الصحافة quot;أن مهمة تفتيش أي طائرة تمر بالأجواء العراقية هي من صلاحيات سلطة الطيران العراقية حصراًquot;.

وجاء هذا النفي اثر نشر اجهزة اعلام عراقية امس الاحد تقارير أشارت الى مشاركة قوة اميركية في عمليات تفتيش الطائرات الاميركية المتوجهة الى سوريا ونقلت عن مصدر عراقي مسؤول لم تذكر اسمه قوله إن قوة عسكرية أميركية دخلت مطار بغداد الدولي وأصبحت هي المسؤولة عن تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا عبر الاجواء العراقية خوفاً من حملها أسلحة لدعم النظام السوري الذي يواجه احتجاجات شعبية وانتفاضة مسلحة يقودها الجيش السوري الحر.

وأشار ايضا إلى وجود خبراء مبعوثين من قبل الحكومة الأميركية يراقبون البنك المركزي العراقي ايضًا من أجل التأكد من عدم تهريب الأموال الى ايران وسوريا المفروض عليهما عقوبات اقتصادية دولية، والتأكد من عدم وجود عمليات غسيل أموال داخل البنك ومراقبة الجمارك عن طريق هيئة الجمارك العامة للتأكد من عدم دخول المواد والبضائع الممنوعة إلى العراق.

وامس كشف السفير الايراني في العراق حسن دانائي عن ادانة واحتجاج بلاده لدى العراق ضد تفتيشه لطائراتها المتجهة الى ايران عير اجوائه، مؤكداً أن هذا العمل يتنافى والاتفاقات المعقودة بين منظمتي الطيران في البلدين. واضاف السفير دانائي بشأن تفتيش الطائرات الايرانية في العراق quot;أنه لحد لم تكن هناك سوى حالة واحدة فقط من التفتيشquot;.. وقال: quot;على اي حال اننا ندين هذا العمل كالسابق ونعتقد أنه مخالف للاتفاق الدولي بين منظمتي الطيران في البلدينquot;.

واشار الى أن وزارة خارجية بلده قد احتجت لدى وزارة الخارجية العراقية.. وعبر عن الامل quot;بأن لا يتكرر هذا الموضوع لأن هذا الامر يتعارض مع المستوى الرفيع للعلاقات بين البلدينquot;، كما قال في تصريحات بثتها وكالة quot;مهرquot; الإيرانية.

يذكر أن السلطات العراقية بدأت الثلاثاء الماضي بتفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا عبر الاجواء العراقية بالهبوط في مطار بغداد الدولي لتفتيشها بعدما وعدت واشنطن بإجراء عمليات تفتيش عشوائية لمنع وصول اسلحة إلى دمشق. وقالت السلطات إنها أجرت أولى عمليات تفتيش طائرة إيرانيةالثلاثاء لكنها سمحت له بالتوجه إلى سوريا بعد التأكد من عدم حملها لأي أسلحة.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد وعد مؤخرًا بعمليات التفتيش هذه استجابة لبواعث قلق واشنطن من قيام إيران بشحن أسلحة إلى حليفها الرئيس السوري بشار الأسد لمساعدته في قمع الانتفاضة الشعبية المستمرة ضده منذ 18 شهراً.

وتؤكد الحكومة العراقية باستمرار أنها لن تسمح أبدًا باستخدام مجالها الجوي لنقل أسلحة لأي من طرفي الصراع السوري ورفضت الشهر الماضي السماح لطائرة كورية شمالية متجهة إلى سوريا بالمرور عبر مجالها الجوي للاشتباه في حملها أسلحة. واتهم مسؤولون أميركيون بارزون الشهر الماضي إيران بشحن اسلحة وتجهيزات عسكرية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية.

ومطلع ايلول (سبتمبر) الماضي طلبت الولايات المتحدة من العراق ارغام الطائرات الايرانية المتجهة الى سوريا والعابرة في المجال الجوي العراقي على الهبوط واخضاعها للتفتيش خشية أن تكون محملة بالاسلحة المتجهة الى النظام السوري.

وجددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون هذا الطلب الاسبوع الماضي خلال لقائها نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: quot;نأمل أن تخضع طائرات الشحن هذه للتفتيش دوريًا وأن يؤدي ذلك الى ردع اولئك الذين يستغلون المجال الجوي العراقي لايصال اسلحة الى سورياquot;.