باريس: حذر قادة مسلمون ويهود من تصاعد معاداة السامية بين المسلمين الشباب بعد يومين على اعتقال الشرطة الفرنسية 11 رجلا وقتل آخر رميا بالرصاص في عمليات دهم استهدفت مسلمين فرنسيين شباب متطرفين في عدة مدن فرنسية.
واجتمع الرئيس فرانسوا اولاند مع الزعماء المسلمين واليهود يوم الأحد واعدا بتشديد الاجراءات الأمنية في اماكن العبادة اليهودية. وقال اولاند ان قانونا جديدا سيصدر قريبا بتجريم السفر الى معسكرات تدريب تديرها جماعات متطرفة. وقال اولاند ان اي عمل واي تصريح معاد للسامية quot;سيُلاحق بأقصى درجات الحزمquot;.
وأسهم نبأ المداهمات في زيادة مشاعر القلق بين اوساط اليهود والمسلمين الفرنسيين بعد التوتر الذي ساد هذه الأوساط إثر مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة وحاخام وثلاثة اطفال يهود في منطقة طولوز وقربها في آذار/مارس الماضي على يد مسلم فرنسي تدرب مع متطرفين اسلاميين في باكستان. واعرب ناشطون مسلمون ويهود عن القلق من توسع التطرف الاسلامي في فرنسا.
وقال ريشار براسكيه رئيس منظمة المجلس التمثيلي لليهود الفرنسيين quot;كريفquot; لاذاعة quot;انترquot; الفرنسية يوم الاثنين quot;أنا اقول ان الاسلاموية المتطرفة ايديولوجيا نازيةquot;. وحذر دليل بو بكر عميد المسجد الكبير في باريس ايضا من التطرف لكنه قال ان الأشخاص الذين أُلقي القبض عليهم لا يمثلون المسلمين عموما.
ونُفذت المداهمات قرب باريس وفي نيس وكان وستراسبورغ حيث قتل افراد الشرطة جريمي لوي سدني (33 عاما) بعد ان اطلق النار عليهم حين دخلوا شقته. وعُثر على حمضه النووي على بقايا قنبلة يدوية صغيرة أُلقيت على سوق لبيع اللحوم المذبوحة على الطريقة اليهودية في احدى ضواحي باريس الشهر الماضي.
وقالت الشرطة انه كان تاجر مخدرات من مواليد فرنسا ثم اصبح متطرفا في السجن واعتنق الاسلام وراء القبضان. وكان سدني تحت المراقبة منذ اشهر.
وعلى الغرار نفسه وصفت صحف فرنسية يوم الاثنين المعتقلين الأحد عشر بأنهم شبان مولودون في فرنسا ثم اصبحوا اسلاميين متطرفين بعد تعرضهم للملاحقة القانونية ودخولهم السجن. وقالت افتتاحية في صحيفة ليبراسيون انهم quot;الأطفال الضالون لمناطق الجمهورية الضائعة، عدوهم اليهوديquot;.
وكتب القاضي السابق لمكافحة الارهاب جان لوي بروغير في صحيفة لوفيغارو ان الدلائل الأولى في هذه القضية تبين ان هناك quot;ظاهرة تطرف ذاتي توسعت بطريقة مقلقةquot;. واضاف ان العديد من هؤلاء سافروا الى معسكرات تدريب في افغانستان وانه دُهش لتغير الشبكات بهذه السرعة.
وقال براسكيه رئيس منظمة quot;كريفquot; وناشطون يهود آخرون ان التهديدات المعادية للسامية تصاعدت منذ هجمات محمد مراح (23 عاما) في طولوز وقربها في آذار/مارس. وكان مراح سافر الى باكستان للتدريب وقال قبل مقتله في مواجهة مع الشرطة انه يعمل باسم تنظيم القاعدة.
ونُقل عن الن جاكوبوفيتز رئيس الرابطة الدولية ضد العنصرية ومعادة السامية قوله في صحيفة ليبراسيون quot;ان عنف مراح، على الضد مما كنا نعتقد ونقول، اوجد امثولة تُقتدى بين البعض وان هذا القاتل اثار تعاطفا عند بعض الشبابquot;.
ووصف الأشخاص الأحد عشر الذي أُلقي القبض عليهم يوم السبت الماضي في تقارير صحفية مختلفة بأنهم من المعجبين بمحمد مراح واعتبر بعضهم ما فعله quot;معركة طولوزquot;.
وبعد ساعات على مقتل لوي سدني أُطلقت اعيرة خُلب على معبد يهودي في ضاحية ارغنتويل العمالية في باريس. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الناشط اليهودي المحلي موشي كوهين صبان قوله quot;انه عمل آخر ضد الطائفة اليهودية وهو يقلقنا قلقا شديداquot;.
التعليقات