المرشح الجمهوري ميت رومني

لا يوفر المرشح الجمهوري ميت رومني فرصة إلا ويوجه فيها انتقادات لاذعة لمنافسه الديموقراطي باراك أوباما مؤكدًا أن سياسات الأخير quot;لا ترقى إلى خير ما لدينا من أمثلة في قيادة العالمquot;.


وجّه المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية ميت رومني انتقادات لاذاعة إلى السياسة الخارجية لادارة الرئيس باراك أوباما في كلمة القاها الاثنين في معهد فرجينيا العسكري.

واستأثر الشرق الأوسط بشطر كبير من كلمة رومني الذي اتهم ادارة أوباما بالتستر طيلة ايام على حقيقة أن إرهابيين كانوا وراء الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي ومقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة اميركيين آخرين. كما يتحمل أوباما مسؤولية حدوث تباعد بين الولايات المتحدة واسرائيل، بحسب رومني الذي تابع أن أوباما فشل في وقف برنامج إيران النووي.

قيادة من الخلف

وقال رومني إن الولايات المتحدة في عهد أوباما quot;تقود من الخلفquot; وتعهد بأن يستخدم قوة الولايات المتحدة في حال انتخابه لتحديد شكل أحداث العالم بدلاً من الاكتفاء برد الفعل عليها. وقال رومني إن سياسات أوباما quot;لا ترقى إلى خير ما لدينا من أمثلة في قيادة العالمquot;.

واعتبر مؤيدو رومني أن كلمته استمرار لنجاح أدائه في المناظرة الرئاسية الأولى التي جرت الاسبوع الماضي. وكتبت المعلقة المحافظة جينفر روبن في صحيفة واشنطن بوست أن رومني quot;بدا مؤهلاً لتولي منصب القائد العامquot;.

ويرى محللون أن التحدي المتمثل بالسياسة الخارجية يشكل احدى العقبات التي يتعين على المرشح أن يذللها لاسقاط الرئيس العامل، مشيرين إلى أن الناخبين الذين لا يقتنعون بقدرة المرشح على التعامل مع اتصالات هاتفية في وقت متأخر من الليل بشأن ازمات خارجية قد يترددون في استبدال ادارة مجربة في هذا المجال.

وحاول رومني أن يتخطى هذه العقبة بحذاقة. فإن كلمته لم تتضمن اتهامات بتعاطف أوباما مع مثيري الشغب في الشرق الأوسط، وهي تهمة وجهها المرشح الجمهوري سابقًا إلى الرئيس الحالي. وقال المعلق بيتر غرير في صحيفة كريستيان ساينس مونتر إن نبرة رومني كانت تعكس بدلاً من ذلك عنصرًا اساسيًا في استراتيجيته الانتخابية هو quot;اقناع الناخبين الذين ما زالوا يحبون أوباما بأن لا ضير من التصويت ضدهquot;.

وقال الكاتب السياسي ماكاي كوبنز إن رومني quot;استعاض عن الغضب الصوابي بخيبة واعية وسعى إلى أن يمنح الناخبين الذين يمكن اقناعهم الأذن بأن يشعروا شعوره إزاء اخفاقات الرئيس في مجال السياسة الخارجيةquot;.

لكنّ منتقدين قالوا إن موضوعات السياسة الخارجية التي تناولها رومني اعتمدت اعتمادًا كبيرًا على دعاوى مكررة لكنها مبهمة بأنه زعيم افضل من أوباما. كما أن سياساته الحقيقية تقترب بدرجة ملحوظة من مواقف الولايات المتحدة الحالية، بحسب هؤلاء المنتقدين.

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع اسرائيل يبدو واضحًا أن ادارة برئاسة رومني ستتخذ موقفًا مغايرًا، حيث تعهد رومني بأن يكون موقف الولايات المتحدة اكثر انسجامًا مع مصالح اسرائيل. وقال رومني إن العالم يجب ألا يرى أي مسافة تفصل بين الولايات المتحدة واسرائيل.

أزمة سوريا

ولكن رومني اعلن بشأن الأزمة السورية انه سيعمل مع الحلفاء للتوثق من أن المقاتلين quot;الذين يشاركوننا قيمناquot; يحصلون على السلاح الذي يحتاجونه. وهذا ما يحصل الآن إلى حد بعيد رغم أن رومني قد يدعو إلى ارسال اسلحة أشد فتكًا، بحسب المعلق بيتر غرير في صحيفة كريستيان ساينس مونتر.

وفي افغانستان لمَّح رومني إلى أن أوباما تسرع في سحب القوات الاميركية ولكنه اضاف أنه سيعمل من اجل نقل مسؤولية الأمن إلى القوات الافغانية بحلول نهاية 2014. وهذا هو الجدول الزمني المحدد حاليًا للخروج من افغانستان.

الملف الإيراني

وقال رومني حين تطرق إلى الملف الإيراني إن إيران يجب ألا تمتلك قدرة على انتاج سلاح نووي. وكان موقف ادارة أوباما مبهمًا بشأن الخط الذي على إيران ألا تتخطاه ولكن رومني لم يلجأ إلى قعقعة السلاح في هذا الشأن، بل اكتفى بالقول إنه سيفرض عقوبات جديدة على إيران ويشدد العقوبات المفروضة اصلاً. وهذه هي الأدوات التي تقول الادارة الحالية إنها ستعتمد عليها في الوقت الحاضر للجم إيران.

وكتب دانيل درزنر في مجلة فورين بولسي إن لدى أوباما ورومني اهدافًا واحدة في السياسة الخارجية . فهما يريدان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط على سبيل المثال. وما هذا بمستغرب. والمفترض بهما أن يختلفا على الوسائل. وقال درزنر quot;إن رومني في مقال تلو الآخر في وكلمة تلو الأخرى إما يغفل التطرق إلى الوسائل أو يذكر وسائل تستخدمها ادارة أوباما اصلاً أو أنه يكثر من ترديد مفردة quot;حلquot;، وهذا ليس كافيًاquot;.

وفي الحقيقة أن رومني عمد إلى تغيير مواقفه بشأن عدد من القضايا الخارجية، كما قالت مادلين اولبرايت وزيرة خارجية بيل كلنتون في مؤتمر صحفي عبر دائرة الفيديو. فهو ظل يتذبذب ذات اليمين وذات اليسار حول ما إذا كان التدخل في ليبيا موقفًا صائبًا، على سبيل المثال.

وقالت اولبرايت: quot;حين يتعلق الأمر بالملموسيات لا يحس المرء بأنه يعرف على وجه التحديد ما هي الأدوات التي يتعين استخدامها وكيف يتصرف في بيئة دولية وما هو دور الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرينquot;.