بعد 18 عامًا على توقيع اتفاقية وادي عربة بين الاردن واسرائيل، وتعبيرًا عن رفض الشارع الاردني لكافة اشكال التطبيع، عمت المملكة الاردنية اليوم الجمعة مسيرات واعتصامات، طالبت باسقاط المعاهدة، وأحرقت العلمين الأميركي والإسرائيلي.

عمان: في العاصمة الأردنية عمان، وبعد صلاة الجمعة، اعتصم العشرات أمام مسجد الكالوتي الواقع بالقرب من السفارة الاسرائيلة، للمطالبة باسقاط معاهدة وادي عربة، التي تمر في هذه الايام ذكراها الثامنة عشرة. ونظم الاعتصام بدعوة من الائتلاف الشبابي والشعبي للتغيير، وردد المشاركون شعارات اكدت أن هذه المعاهدة لم تجر على الأردن سوى الويلات والتبعية السياسية للمحور الصهيوإمبريالي، والارتهان لصندوق النقد الدولي. كما ردد المعتصمون ايضًا شعارت طالبت بانهاء كافة اشكال التطبيع مع الدولة الاسرائيلية، رافعين العلمين الأردني والفلسطيني، ويافطة كتب عليها quot;تراجع الحريات والأزمة الاقتصادية إنتاج طبيعي لانصياع السلطة لإفرازات وادي عربةquot;.
وتواجدت قوات الامن الاردنية بشكل كثيف في محيط السفارة الاسرائيلية، تحسبًا لأي طارئ أو محاولة للاقتراب من مبنى السفارة.
وقام المشاركون في الاعتصام بإحراق العلمين الاسرائيلي والأميركي، وصدحت حناجرهم بهتافات منها quot;يا نسور يا تكتيكي.. ليش الجيش الامريكيquot; وquot;كلمة حق صريحة.. وادي عربة فضيحةquot; و quot;فليسقط غصن الزيتون.. ولتحيا البندقيةquot; وquot;فلسطين عربيّة.. من الميّة للميّةquot; وquot;من الرمثا للعقبة.. فلتسقط وادي عربةquot;.

سقف الهتاف مرتفع

وإلى الشمال من العاصمة الاردنية عمان، مسيرة غير مسبوقة ردد المشاركون فيها هتافات مرتفعة السقف، منها quot;الله أكبر ع الظالم الله أكبر ع الفاسدquot; و quot;يا شباب التموا التموا.. نحمي الأردن نحمل همهquot;. ووصفوا النظام بممارسة الردة عن الاصلاح. وكانت مدينة إربد على موعد مع مسيرة وصفت بالحاشدة، حيث خرج الآلاف من أبناء المحافظة تحت عنوان رفض5، دعت اليها تنسيقية حراك الشمال والجبهة الوطنية للاصلاح والحركة الاسلامية، للمطالبة بتحقيق إصلاحات دستورية تكفل مبدأ 'الشعب مصدر السلطات'.
ابرز التعديلات الدستورية التي طالب بها المشاركون في المسيرة المواد 34 - 35 ndash; 36، معتبرين ذلك بداية الطريق نحو الاصلاح. كما رفعوا لافتات طالبوا فيها بتعديل قانون الانتخابات الحالي، الذي ستجري الانتخابات البرلمانية المقبلة في الثالث والعشرين من كانون الثاني (يناير) القادم على أساسه، لأن القانون الحالي للانتخاب لا يمثل الإرادة الحقيقية للشعب الأردني. وأكدوا على ضرورة الافراج عن المعتقلين من الحراكات الاردنية، المضربون عن الطعام منذ بداية الاسبوع الماضي.

وادي عربة استسلام

اما في محافظات الجنوب الاردني، في مدن الكرك ومعان والطفيلة، فقد انطلق عدد من المسيرات والاعتصامات، بتنظيم من الحراك الشبابي والشعبي، للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين من نشطاء الحراك والمطالبة بالاصلاح الشامل .
وأشار تصريح صحفي صادر عن لجنة الحراك المركزية إلى أن الحراك، بالتنسيق مع حراكات شعبية اخرى، قرر تنفيذ الاعتصام تحت عنوان جمعة اسقاط وادي عربة ونهج التبعية، تعبيرًا عن رفض كل العلاقات المشبوهة مع العدو الصهيوني ومع الدول الغربية، والقائمة على أساس التبعية ومصادرة القرار الوطني الاردني المستقل.

الخصاونة مقاطع

وفي سابقة هي الاولى من نوعها، أعلن رئيس الوزراء الاردني الاسبق الدكتور عون الخصاونة انه سيقاطع الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها مطلع العام المقبل، وفقًا لقانون الصوت الواحد المجزوء.
وخلال لقاء جمع سياسيين في بيت النائب السابق خليل عطية قبل أيام، اشار الخصاونة إلى أن الشعب الأردني يستحق قانون انتخاب يمثله بشكل حقيقي وعادل، مشيرًا إلى أن الازمة في البلد ستتفاقم جراء الذهاب إلى انتخابات ستقاطعها القوى السياسية الرئيسية، ومتوقعًا نسخة مكررة من البرلمان المنصرف.