تاريخ النشر: الثلاثاء 23 أكتوبر الساعة 2:00 غرينتش
لا بد أن موقع فيد (Pheed) الجديد سيستقطب أضعاف ما استقطب موقعا فايسبوك وتويتر من منتسبين.. هل هو النسخة المطورة من تويتر؟ نعم... نسخة من فايسبوك مطعمة بسمات تويتر؟ نعم... إنه كل ما سبق، وأكثر. بصورة كاريكاتورية، إنه بقرة تويتر الحلوب، التي تدر مالًا.
لا بد لهذا الفضاء التواصلي المتسع لحظة بعد أخرى أن يتوقف قليلًا، في انتظار الانسان الذي بدأ يشعر بالتعب من الركض السريع واللهاث خلف تغريدة من هنا، أو quot;لايكquot; من هناك، أو quot;كومنتquot; من هنالك.
وكيف له ألا يتعب إن لم يكن يستيقظ كل صباح ليجد وراء جديد فلا يجد إلا جديدًا آخر ينتظره... أو موقعًا آخر يفتتح ابوابه لتواصل عج بالكلمات ونفدت منه المشاعر، إلا الافتراضية منها.
أمنية تتحقق
لطالما تمنى من لعب ألعاب فايسبوك لو كان الربح الافتراضي الذي يجمعه حقيقيًا، لكان أغنى الأغنياء. ولطالما سمعنا عن شبكة التواصل الاجتماعي التي تجمع كل خواص الشبكات الاجتماعية المعروفة على الساحة، لتسمح بنشر تحديثات لا يتجاوز طولها 420 حرفًا، إضافة إلى إتاحتها نشر الصور، الفيديوهات والملفات الصوتية، وأكثر!
في البحث عن الأكثر... هنا يدخل quot;فيدquot;. فإن كان التواصل أن تتشارك مع أصدقائك أو متابعيك أو مريديك أي نوع من المعلومات، صورًا أو محتوى أو فيلمًا، فعلى عكس كل شبكات التواصل الموجودة حاليًا، فيد يتيح لك خيارًا من اثنين: أن تشارك صورك وأفكارك مع الآخرين مجانًا، أو أن تتقاضى جراء ذلك رسمًا مقطوعًا أو بالبدل الفوري لكل مشاهدة (Pay ndash;Per-View)، تتراوح بين دولارين و35 دولارًا لكل مشاهدة أو رسمًا شهريًا.
وفي الحالتين، يتقاضى الموقع نصف الدخل، لتغطية رسوم الشبكة والتخزين وطرق السداد.
تراجع المحتوى
يرى القائمون على موقع فيد الجديد أن مواقع التواصل الأخرى تعاني مشكلات تتراكم يومًا بعد يوم. فعدد المستخدمين محدود على تويتر، والملل يجتاح المنتسبين إلى قبيلة الفايسبوك لتراجع مستوى اللهو، لصالح الجدية التي تجتاحه مع القضايا السياسية والانسانية المطروحة من كل حدب وصوب.
فما يكتب كثير، لكن المحتوى الحقيقي فقير. لهذا، انشغل مستخدمو هذين الموقعين في جمع أكبر عدد من الأصدقاء والمريدين، من دون التنبه إلى جودة المحتوى المتشارك بين الجميع.
بوابة المشاهير
لكن من الصعوبة بمكان إقناع المستخدم العادي أصدقاءه ومتابعيه أن يدفعوا مالًا مقابل قراءة ما ينشره على صفحته التواصلية. هذه الصعوبة لا يواجهها مشاهير يتبعهم غاوون بالملايين، إذ يمكنهم إقناع نسبة عالية من متتبعيهم دفع ما بين دولارين و25 دولارًا كاشتراك شهري أو كثمن لقراءة واحدة للتحديث. وهذا ما سيدفعهم إلى عرض أغانيهم أو مسلسلاتهم أو عروضهم المختلفة مقابل رسم يحددونه، على غرار ما فعل الممثل Louis CK، الذي جرب فكرة توفير أحد عروضه على موقعه الخاصة مقابل ثمن بسيط يدفعه المشاهد عبر خدمة Paypal، فاستطاع جمع مليون دولار خلال 12 يومًا فقط.
وهكذا، بدلًا من التغريد والثرثرة من دون طائل، يغردون ويثرثرون مقابل ثمن، ويروجون لأنفسهم ويبيعون منتجاتهم لمعجبيهم بشكل مباشر.
عصفوران بحجر
يظن أو دي كوبو، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع فيد، أن الأوان قد آن quot;لضرب عصفورين بحجر واحد، تعزيز جودة المحتوى والاستفادة من هذه الجودة ماديًاquot;. فبرأيه، إن خيار تسعير المحتوى وتقاضي المال عنه سيدفع المستخدمين لإنتاج أجود المحتوى ليستحق عليه المال الذي يتقاضاه من الأصدقاء والمتابعين، خصوصًا إذا كان من المشاهير.
فعلى سبيل المثال، أطلقت الفنانة الشابة مايلي سايرس quot;فيدهاquot; الغنائي الخاص، فجذبت أكثر من عشرة آلاف زائر في أقل من ثانية واحدة. ويتساءل: quot;يتبع باريس هيلتون نحو تسعة ملايين مريد على تويتر، فما عدد الذين سيدفعون مالًا ليقرأوا ما تكتب؟quot;. إنه سؤال برسم الزمن.
الخشية أم الرفض
هل أخاف quot;فيدquot; تويتر؟ بالتأكيد. فمن يرضى بما هو مجاني إن لاحت أمامه فرصة تقاضي الأجر؟
الدليل على خشية تويتر منعه موقع فيد من توفير إمكانية تسجيل دخول المنتسبين الجدد إلى الموقع من خلال حساباتهم في تويتر، بعد أن أتاحت ذلك لبعض الوقت. أما الذريعة فكان احتمال خرق قوانين تويتر، لأن موقع فيد فعّل نشر روابط تحديث التغريدات على تويتر، مع إمكانية تعطيله.
غير أن إيقاف تويتر لإمكانية تسجيل الدخول أو البحث في البيانات مباشرة، من خلال تطبيقات أخرى كتطبيق Instagram يدفع إلى الاعتقاد بأن ذريعة خرق قوانين تويتر حجة واهية ليس إلا، هدفها قطع الطريق أمام منافس خطير جدًا.
التعليقات