انتشر على موقع يوتيوب شريط قصير يهدد فيه أنصار وسام الحسن حزب الله وقياداته بالويل والثبور، إذ يتهمه بقتل وسام الحسن، متوعدًا بالثأر له، quot;لأن الاغتيالات لن تتوقف حتى يتذوقوا طعمهquot;.


بيروت:في حلقة جديدة من مسلسل التفرقة المذهبية وبذر الفتنة بين اللبنانيين، انتشر اليوم على موقع quot;يوتيوبquot; شريط قصير، يحمل رسالة عنيفة موجهة إلى قيادة حزب الله، وجّهتها مجموعة تطلق على نفسها اسم quot;أنصار وسام الحسنquot;، تتهمها فيها صراحة بقتل الحسن وتتوعد بالثأر له.

ليس الأول

على خلفية صور انفجار الأشرفية، وانفجار السان جورج الذي استشهد جراءه الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، يكتب أنصار وسام الحسن أن quot;الكيل قد طفحquot; وإن quot;الاغتيالات لن تتوقف حتى يتذوقوا طعمهاquot;. ثم في استهداف مباشر بالتهديد لقيادات حزب الله، تمر صور النائب محمد رعد، ونائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم وأمين عام حزب الله حسن نصرالله، وعليها تواليًا quot;العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلمquot;، ليختموا الشريط متوعدين بأن quot;دماء الحسن لن تذهب هدرًاquot;.

وهذا التهديد ليس الأول، إذ تلقى أحد المواقع الإخبارية اللبنانية في الرابع والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) الحالي رسالة عبر بريده الإلكتروني، ممهور باسم quot;أنصار وسام الحسنquot; أنفسهم، جاء فيها أن quot;أنصار وسام الحسن بعثوا اليوم برسالة إلى قيادة حزب الله قالوا فيها: بتقتلوا القتيل وبتمشوا بجنازتو؟ عنا لائحة بأكثر من عشرة اشخاص، ما رح نكتفي ببعت رسائل، الآتي اعظم، نعلمكم بأننا لن نسكت بعد الآن، لأن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلمquot;.

مرحلة ثانية

من هم أنصار وسام الحسن؟ هذا السؤال لا يلقى إجابة واضحة. فعلى الرغم من مسارعة فريق 14 آذار إلى اتهام قوى 8 آذار، وعلى رأسهم حزب الله بالجريمة، مباشرةً أو بالواسطة، أكدت جميع الأصوات داخل المعارضة أن اتهامها سياسي، والاتهام متروك للقضاء بعد انتهاء التحقيقات. لهذا، يقول فارس سعيد، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار، لـ quot;إيلافquot; إن هذا الشريط quot;يوضع في سلة الفتنة لا أكثر، فمن قتل اللواء وسام الحسن أراد العبث بأمن لبنان وكشفه أمنيًا ليكون أكثر عرضة لهبّات المذهبية البغيضة، وهذا الشريط هو المرحلة الثانية من المخطط لنقع في حفرة حفرها لنا النظام السوريquot;.

لذا، لا يرى سعيد وجودًا لمثل هذه الجماعة التي تهدد بالثأر. يقول: quot;القاتل يقتلنا مرتين، مرة بالتفجير ومرة بإظهار من حماهم وسام الحسن قتلة يبحثون عن ثأر يشعل البلد، خصوصًا بعد توجيه الاتهام لجمهور 14 آذار الغاضب بأنه كان يخطط لتخريب البلد من خلال ما بدر من رد فعل عاطفي تمثل بالمشي نحو السرايا الحكوميquot;.

ليس الثأر من شيم 14 آذار، يقول سعيد، quot;بل نحتكم دائمًا إلى القضاء في كل مرة يصيبنا قدر الاغتيالات بغالٍ، ووسام الحسن شهيد الوطن، والثأر له بتقديم قتلته للمحكمةquot;.

جرح ملتهب

فهل هي فعلًا المرحلة التالية من الفتنة؟ يقول الكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم لـ quot;إيلافquot; إن تلقي جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن quot;كان بأهمية ما سيظهره التحقيق عن القاتل، أو للتوضيح أكثر، تبقي الشارع السني للجريمة رفع القتيل إلى مرتبة الشهيد الطائفي الفئوي، أي الشهيد السني، وأنا أثق بتلقي الناس للأمر أكثر من ثقتي بالتحقيقquot;.

يعبّر هذا الشريط القصير والمعبّر في آن، بحسب سليم، عن quot;جرح عميق في الوجدان السني اللبناني، حفر يوم مقتل الرئيس رفيق الحريري، وتعمق بفعل أحداث 7 أيار، وتعمق أكثر فأكثر مع مقتل الحسن، ويمكن أن يلتهب وأن يلهب البلد بأسره، إن لم يبادر ولاة الأمور إلى الامساك بالساحة جيدًاquot;.

لا يعرف سليم من هم أنصار وسام الحسن الذين بثوا هذا الشريط التهديدي، فقد لا يكونون جماعة بعنوان معروف، لكنهم quot;أناس يكتنزون غضبًا عارمًا في قلوبهم، لم يجدوا قيادة سنية مكينة من بلسمة جروحهم السياسية الأولى في العام 2005، ولا الثانية في العام 2008، ولا الثالثة في العام 2012quot;.

وعلى الرغم من رأيه هذا، يقول سليم لـ quot;إيلافquot; إن البحث عن هوية المرسل ليس مهمًا، حتى لو كانوا جماعة وهمية من صنيعة المخابرات السورية أو مخابرات حزب الله، quot;خصوصًا أن حزب الله علمنا حرفة اختراع الأسماء الحركية، المهم هنا التعبير الصارخ عن هذا الجرح الذي يصبح اندماله أكثر صعوبة يومًا بعد يومquot;.