انهمك سكان نيويورك الاربعاء في العمل على إعادة الكهرباء وإزالة الركام الناجم عن الإعصار ساندي الذي خلّف دمارًا في مناطق بأكملها على مساره انطلاقًا من جزر الكاريبي إلى كندا، وأوقع 110 قتلى على الاقل.
نيويورك: ما زال الإعصار ساندي الذي ضرب منطقة شاسعة من الساحل الشرقي الاميركي يثير العواصف الثلجية في جبال الابالاش فيما بقي الملايين من دون كهرباء وسط اضطرابات النقل العام.
وقبل اقل من اسبوع على اختيار الاميركيين رئيسهم قرر الرئيس باراك أوباما القيام بجولة في المناطق الغارقة تحت المياه الى جانب حاكم نيوجرزي كريس كريستي المناصر لخصمه الجمهوري ميت رومني.
اما رومني فينوي استئناف الحملة في فلوريدا بعد الغاء لقاءات انتخابية الاثنين والثلاثاء للتركيز على عمل الاغاثة فيما ما زال السباق متقاربًا الى حد لا يمكن توقع نتيجته بعد تعليق حملة المعسكرين خلال العاصفة.
وارتفع عدد القتلى بسبب حوادث مرتبطة بالعاصفة الى 43 في اميركا الشمالية منذ وصول ساندي الى اليابسة الاثنين، كما قتل 67 شخصاً في اثناء وجوده في منطقة الكاريبي. في هذه الاثناء جاهدت السلطات والسكان في كبرى المدن الاميركية من اجل اعادة الخدمات الحيوية وازالة الركام بعد تدفق كميات هائلة من مياه البحر الى الطرقات وانفاق القطارات والحرائق الهائلة.
وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ للصحافيين إن quot;اعادة الكهرباء والنقل العام الى حركته المعهودة تطرح التحدي الاكبر في الايام المقبلةquot;، فيما بدأت فرق الانقاذ والاشغال العامة تعمل وسط مشهد دمار هائل.
وتابع بلومبرغ quot;التدمير انتهى، نأمل أن يبدأ التحسن من الآن وصاعدًاquot;. في منطقة بريزي بوينت الساحلية في حي كوينز دمر اكثر من 80 منزلاً بحريق نجم عن الامطار الغزيرة فيما غرقت منطقة مانهاتن السفلى التي تشمل ناطحات سحاب الحي المالي الشهيرة في ظلام دامس.
وما زال نظام الانفاق النيويوركي الذي غمرته مياه الفيضانات يعاني مما اعتبرته ادارته اسوأ كارثة في تاريخه منذ انشائه قبل 108 اعوام. واعرب أوباما الذي يواجه معركة قاسية لاعادة انتخابه في 6 تشرين الثاني/نوفمبر عن دعمه.
وقال quot;اميركا معكم. نحن الى جانبكم وسنفعل كل ما يسعنا لمساعدتكم في الوقوف على اقدامكم مجدداquot;. واكد الرئيس أنه سيقوم بجولة في نيوجرزي الاربعاء بعد أن تحدث حاكم الولاية الجمهوري كريستي عن دمار quot;يفوق التصورquot; في الاحياء الساحلية الغارقة تحت المياه.
ومع الصباح تكشفت مشاهد مروعة للدمار الذي الحقته العاصفة، حيث حط قارب على سكة للحديد في ولاية نيويورك وعامت السيارات وكأنها سدادات فلين في مرائب مدينة نيويورك فيما احترق احد احياء كوينز بالكامل.
وانقطعت الكهرباء عن اكثر من ثمانية ملايين منزل ومكان عمل من ولايتي كارولاينا الشمالية والجنوبية الى ماين الثلاثاء بحسب وزارة الطاقة حيث تزايدت الانقطاعات مع مواصلة العاصفة المروعة تقدمها غربًا نحو البحيرات الكبرى.
وبقيت ثلاثة من المفاعلات النووية الاميركية مغلقة فيما اعلنت حالة الانذار القصوى في مفاعل رابع بعد اتلاف الفيضانات والامطار شبكات النقل وانظمة التبريد. فعلى الرغم من المخاوف من احتمال اجتياح المياه للمفاعلات على غرار كارثة فوكوشيما النووية في العام الفائت شددت السلطات على أنها لا تشكل خطراً على الناس.
واشارت التقديرات الاولية لقطاع التأمين الى أن الخسائر الخاضعة للضمان الناجمة عن ساندي قد تتراوح ما بين 7 و15 مليار دولار. في الداخل تسبب ساندي بهطول ثلاثة امتار من الثلوج على المرتفعات في الولايات التي تتشارك جبال الابالاش مع تقدمه غرباً وشمالاً.
في اماكن اخرى من نيويورك بدأ سكان الواجهة البحرية لمنطقة بريزي بوينت في التنقيب بين الحطام بعد أن دمر حريق هائل اكثر من 80 منزلاً في منطقة غمرتها المياه. واغلقت بورصة نيويورك ومؤشر ناسداك للمرة الاولى بسبب احوال جوية منذ اعصار غلوريا عام 1985، على أن يعودا للعمل صباح الاربعاء.
ولم يقتصر الدمار على نيويورك. فالكثير من المدن على طول الساحل الشرقي الاميركي من بوسطن الى فيلادلفيا وواشنطن طالتها رياح عاتية فيما عانى سكان الواجهات البحرية من السيول والفيضانات.
وحذرت الارصاد الجوية من استمرار الفيضانات على طول الساحل الاطلسي حيث الكثافة السكانية مرتفعة وبقي حوالي 7400 عنصر من الحرس الوطني متأهبين في 11 ولاية للقيام باعمال الاغاثة. وسعى أوباما الى التصرف من موقع القائد في مواجهة العاصفة لتجنب تكرار خطأ سلفه جورج بوش الذي انطبعت ولايته بضعف رده على اعصار كاترينا عام 2005.
وقال لمسؤولين حكوميين في زيارة مفاجئة الثلاثاء الى مقر الصليب الاحمر الاميركي في واشنطن quot;لا تفكروا في اسباب عدم القدرة على فعل امر ما. اريدكم أن تفكروا في كيفية القيام بأمر ماquot;. وتابع quot;اريدكم أن تتجاوزوا الحدود. اريدكم أن تتخلوا عن البيروقراطية، فلا عذر على الاطلاق لعدم التحرك في هذه المرحلةquot;.
التعليقات