قدمت حكومة ضاحية اليكساندرا بجنوب أفريقيا عرضا مغريا للسكان، باستبدال كل 60 فأرا quot;حيا أو ميتاquot; بجهاز هاتف نقال مجاني، كحل لمشكلة تفشي الفئران وسط القمامة المتكدسة، عوض منع المكبات الغير القانونية للنفايات.

وانتشرت الفئران وتكاثرت في ضواحي مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا لتكدس أكوام القمامة ووجود العديد من مكبات النفاية غير القانونية في الضواحي تلك، وحيرت الجهات المسؤولة عن إيجاد طريقة للتخلص منها لتدارك مخاطر الأمراض التي قد تنقلها.

وبات الوضع غير قابل للتأجيل والتسويف بعد أن وصل خطر الفئران للمنازل والأطفال، اذ كانت هذه الفئران تداهم السكان غير أبهة بمصيرها كما هاجمت بعض الأطفال يقرض أصابعهم أثناء نومهم، نقلا عن صحيفة quot;the guardianquot;.

فوجد الحل في ضاحية اليكساندرا، التي اشتهرت لقضاء مانديلا أيام صباه فيها، والذي يتلخص باستبدال كل 60 فأر يتم صيده quot;حيا أو ميتاquot; بهاتف نقال مجاني من السلطات الحكومية التي وزعت أقفاصا على سكان الضاحية.

وبين جوزيف موثابو أحد سكان ضاحية اليكساندرا للصحيفة ذاتها أنه حصل على جهازين نقالين حتى الآن ويأمل تأمين جهاز لكل فرد من أفراد أسرته كاشفا سر نجاحه باصطياد الفئران: quot;كل ما عليك فعله هو وضع بقايا طعامك في القفص فيصعد الفأر وعندها يغلق باب القفص خلفه.quot;

إلا أن بعض الجماعات المدافعة عن حقوق الحيوان بدأت بإدانة هذه المبادرة ووجدت في هذه الحملة ما يشبه الترويج التجاري لنوع من الأجهزة رغم أن السلطات لم تحدد نوع المكافئة المنتظرة سوى أنها لن تكون من الصنف الثمين.

وفي سياق متصل ظهرت الفئران على الكرة الأرض منذ 48 مليون عام تقريبا، ويفوق عددها الكلي التعداد البشري بنسبة الضعف، وتقرض الفئران كل ما تجده أمامها بما فيه الاسمنت وبعض المعادن لأسباب فيزيولوجية، إذ أن أسنانها دائمة النمو وهذا يحد من طولها. ويصعب القضاء على الفئران لأنها تشعر بوجود السم في طعامها ولو كانت نسبته طفيفة جدا، كما أن قدرتها على احتمال العطش تفوق حتى الإبل.

إلا أن للفئران أهمية طبية عدا عن كونها أول المجربين لجميع العقارات المستحدثة بشريا، إذ أن الوبر الدقيق الكاسي لذنب الفأرة يستخدم في بعض العمليات الجراحية للعيون. كما أن استهدى البشر بالفئران في الحرب العالمية الثانية، وذلك بالاختباء من القصف حيث هي تختبئ.