ستكون زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للسعودية، أبرز محطات جولته الشرق أوسطية التي استهلها بزيارة الإمارات، وتبرز فيها العديد من الملفات الثنائية، في وقت يسعى المسؤول البريطاني لتعزيز مبيعات بلاده من الأسلحة للمملكة وغيرها من دول الخليج.


الرياض: لا تبدو الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للسعودية ضمن جولة شرق أوسطية، لا تبدو عادية في ظل ظروف ومتغيرات عديدة تشهدها المنطقة، في تحمل أجندة وملفات عديدة سواء سياسياً أو عسكرياً، وتهدف تدعيم العلاقات بين البلدين الكبيرين. وبدأ كاميرون جولته بزيارة دولة الامارات العربية المتحدة، على أن يصل في وقت لاحق إلى السعودية، وسط ترقب واهتمام لافت في وسائل الإعلام البريطانية لتلك الزيارة، مؤكدة أن كاميرون يسعى من خلالها لتسويق طائراتquot;تايفونquot; المقاتلة.

ويرى مراقبون ان زيارة كاميرون للسعودية تأتي كمؤشر على التزام رئيس الوزراء البريطاني بتعزيز العلاقات القديمة مع اثنين من شركاء بريطانيا الاكثر استراتيجية في الخليجquot;، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء.وتحاول بريطانيا تعزيز مبيعاتها الدفاعية لمنطقة الخليج الغنية بالنفط والتي تعد من ابرز حلفائها، وذلك في ظل جو اقليمي يتسم بالتوتر مع ايران فضلا عن الاضطرابات الشديدة الناجمة عن الازمة السورية.

وأبدت السعودية بدورها اهتماما بالتقدم بطلبية quot;مهمةquot; جديدة تضاف الى صفقة الـ72 طائرة تايفون التي ابرمتها الرياض، فيما اعربت سلطنة عمان بدورها عن اهتمامها بشراء 12 مقاتلة، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء البريطاني. ويوروفايتر تايفون هي مشروع مشترك بين المجموعة الدفاعية البريطانية quot;بي ايه اي سيستمزquot; وشركات المانية وايطالية واسبانية.

وتأتي هذه الزيارة بعد شهر من الضربة الموجعة التي تلقاها قطاع الصناعة الدفاعية في بريطانيا الذي تبلغ قيمة صادراته 5,4 مليار جنيه استرليني سنويا ويوظف 54 الف شخص، مع انهيار مشروع الاتحاد بين quot;بي ايه اي سيستمزquot; والعملاق الاوروبي quot;اي ايه دي اسquot;.

كما تأتي الزيارة في خضم توتر بين ضفتي الخليج، خصوصا مع تفاقم الازمة في سوريا التي تعد طهران الداعم الرئيسي للنظام فيها، وقال بيان مكتب رئيس الوزراء ان الامارات والسعودية وبريطانيا quot;تتشاطر التزاما مشتركا ازاء الامن والاستقرار وازاء التغلب على المخاطر التي تواجهها في المنطقةquot;.

ويتهم النظام السوري السعودية وتركيا وقطر بتسليح المعارضة السورية. في المقابل، يتعاظم قلق السعودية إزاء دور إيران في المنطقة وإزاء برنامجها النووي. ويفترض أن يعود كاميرون إلى لندن الاربعاء من اجل اجراء محادثات مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركيل.

ويتجه كاميرون الى السعودية الثلاثاء ثم يتابع جولته في المنطقة، الا ان برنامج ما تبقى من هذه الجولة لم يعلن لأسباب امنية، في وقت رجّحت بعض التقارير أن تشمل الزيارة العراق ودولاً أخرى قد تتعدى هذه المنطقة الملتهبة إلى منطقة ملتهبة أخرى شرقاً، وإن لم يُعلن عن ذلك رسمياً، علماً أن كاميرون زار الامارات في 2010 والسعودية في كانون الثاني/يناير 2012.

واهتمت الصحافة البريطانية بزيارة كاميرون بشكل لافت، ولا سيما بتلك الخاصة بالسعودية، إذ وصفتها صحيفة quot;الغارديانquot; بالمهمة، مشيرة ما حدث مؤخراً في البرلمان البريطاني من انتقادات للسعودية سيكون حاضراً على جدول أعمال الزيارة، مشددة على أن المسؤولين في المملكة يشكّون بأن يكون البرلمان قد ضُلّل من المعارضة البحرينية المرتبطة بإيران.