طوت المعارضة السورية صفحة خلافاتها الداخلية ووقعت رسميًا اتفاق توحيد الصفوف تحت لواء quot;الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريةquot;، فيما تم انتخاب أحمد الخطيبلرئاسة الائتلاف.
الدوحة:وقعت المعارضة السورية ليل الاحد الاثنين في الدوحة رسميًا الاتفاق النهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو quot;الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريةquot; فاتحة الباب على مصراعيه امام حصولها على اعتراف ودعم دوليين.
ووقع الاتفاق الذي أتى ثمرة مفاوضات شائكة استمرت منذ الخميس في الدوحة، جورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري الذي كان يعد الكيان المعارض السوري الرئيسي، واحمد معاذ الخطيب الذي انتخب رئيسًا للائتلاف الجديد قبيل التوقيع على الاتفاق، عن باقي اطياف المعارضة.
وبموجب الاتفاق، تتوحد المعارضة تحت لواء quot;الائتلافquot; الذي تنبثق عنه حكومة موقتة وتنضوي تحت لوائه المجالس العسكرية المعارضة على الاراضي السورية، والذي سيشرف ايضًا على صندوق انقاذ لمد المساعدات الى الداخل.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في كلمة خلال حفل التوقيع إن quot;زمن التبرير بأن المعارضة منقسمة قد ذهب وولىquot;، في اشارة الى المخاوف التي يعبر عنها المجتمع الدولي ازاء عدم وحدة المعارضة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ال ثاني الذي رعت بلاده الاتفاق quot;سنسعى للاعتراف الكامل بهذا الجسم الجديد، وهذا حق لكم عليناquot;.
وقال إن الدول العربية والغربية quot;كلهم سيعلنون مباركتهم بأن يكون هذا الجسم هو الجسم الوحيد والشرعيquot;، ودعا رئيس الائتلاف الى مرافقته غدًا الاثنين الى الدوحة لابلاغ الجامعة العربية رسميًا بقيام الائتلاف.
وطالب الشيخ حمد المعارضين بالوحدة، وقال quot;انتم مطالبون من قبل الشهداء بأن تكون مواقفكم مترفعة عن أي خلافات ... اتفاقكم قوة لكم ولناquot;.
وقد انتخب quot;الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضةquot; الخطيب الذي يوصف بأنه داعية معتدلرئيسًا له، في وقت سابق من اليوم ويكون الخطيب بذلك اول رئيس للائتلاف الذي بات الهيئة الموحدة للمعارضة السورية التي ستنبثق عنها حكومة موقتة، والتي يفترض أن تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس بشار الاسد.
وفاز الخطيب برئاسة الائتلاف من دون أي منافسة بحسب النتائج الرسمية للاقتراع، وحصل على غالبية ساحقة من اصوات اعضاء الائتلاف (54 صوتا).
والخطيب من مواليد 1960، وهو كان في السابق امامًا وخطيبًا للجامع الاموي في دمشق.
وقد تعرض الخطيب المعروف باعتداله وانفتاحه بحسب المقربين منه، للاعتقال مرتين على الاقل منذ اندلاع الازمة السورية في اذار/مارس 2011 بسبب دعمه للمعارضة، ثم غادر الاراضي السورية.
وتم انتخاب المعارض البارز رياض سيف نائبًا اول للرئيس، فيما انتخبت سهير الاتاسي نائبًا ثانيًا، ومصطفى الصباغ امينًا عاماً للائتلاف.
وكان رياض سيف في اساس المبادرة المدعومة من واشنطن التي تم على اساسها تشكيل الائتلاف الجديد.
وقال المعارض المخضرم هيثم المالح في ختام عملية الفرز إن منصب النائب الثالث لرئيس الائتلاف quot;سيبقى شاغرًا حتى البت في موضوع المجلس الوطني الكرديquot;.
وفي هذا السياق، اكد رياض سيف لوكالة فرانس برس أن منصب النائب الثالث للرئيس مخصص للاكراد، وقد طلب الاعضاء الاكراد في الائتلاف تأجيل انتخاب النائب الثالث.
وكانت مجموعات المعارضة السورية توصلت الاحد الى اتفاق لانشاء quot;الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورةquot; الذي سيكون هيئة موحدة للمعارضة، وذلك بعد ايام من المفاوضات الشائكة.
واعتبر رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب في تصريح لوكالة فرانس برس أن الاتفاق يعد quot;خطوة متقدمة باتجاه اسقاط النظامquot;.
وتتألف قيادة الائتلاف من حوالي 60 عضوًا، فيما ينص الاتفاق على أن تنبثق عن الائتلاف حكومة موقتة وهيئة قضائية لملاحقة النظام السوري امام العدالة الدولية.
كما سيقوم الائتلاف بالعمل على توحيد المجالس العسكرية تحت مظلته.
ويفترض أن يشرف الائتلاف ايضًا على quot;صندوق انقاذيquot; لمد المساعدات الى الداخل السوري، وعلى انشاء لجنة قضائية لملاحقة النظام السوري دوليًا.
وكانت قوى المعارضة بدأت الخميس محادثات شائكة لتوحيد صفوفها، واصطدمت هذه المحادثات خصوصًا بتحفظات المجلس الوطني السوري الشديدة الذي كان يرفض تجاوزه أو تصفيته بعد أن كان يعد الكيان المعارض السوري الرئيسي.
ومارست اطراف دولية حضرت اجتماعات المعارضة ضغوطًا حثيثة على فصائل المعارضة، خصوصًا على المجلس الوطني السوري للقبول بالاتفاق وتوحيد الصفوف.
واضافة الى قطر، حضر وزراء خارجية تركيا والامارات اضافة الى مسؤولين اميركيين وغربيين اللقاءات في الدوحة.
وسارع المجتمع الدولي في البداية للاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً وليس وحيدًا للسوريين، الا أن المجلس تعرض في ما بعد لانتقادات لاذعة خصوصًا من واشنطن بسبب عدم تمثيله لمختلف شرائح المعارضة.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون إنه لم يعد بالامكان أن يعتبر المجلس الوطني ممثلاً وحيدًا للمعارضة، وطالبت في الوقت نفسهبقطع الطريق امام المتطرفين في سوريا.
لندن تشيد بقرار المعارضة السورية توحيد صفوفها
من جهتها اشادت بريطانيا الاحد بقرار فصائل المعارضة السورية تشكيل ائتلاف قوي معتبرة أن تشكيله خطوة حاسمة لانشاء هيكلية قادرة على تأمين مرحلة انتقالية سياسية في سوريا.
وتحدث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان عن quot;خطوة مهمة في تشكيل معارضة واسعة وتمثيلية تعكس كل تنوع الشعب السوريquot;.
واضاف هيغ quot;نطلب من الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية الالتزام مع كل فصائل المجتمع السوري في الاعداد لمرحلة انتقالية سياسية سوريا بحاجة ماسة اليهاquot;.
ودعا الوزير البريطاني quot;الائتلاف الوطنيquot; الى تشكيل ادارة تكون قادرة على العمل مع الاسرة الدولية quot;بشكل نستطيع معه تقديم المزيد من المساعدات غير الحربيةquot; لمعارضي نظام بشار الاسد.
وسيتوجه هيغ الثلاثاء الى القاهرة للمشاركة في اجتماع بين الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية سيبحث خلاله خصوصاً الدعم الذي سيقدم للمعارضة السورية. وستستضيف بريطانيا الجمعة لقاء للمانحين وممثلين عن quot;الائتلاف الوطنيquot;.
فرنسا ترحب أيضاً
كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد أن فرنسا تقدم quot;دعمًا كاملاً للائتلاف السوريquot; وقال فابيوس إن quot;هذا الاتفاق يشكل خطوة مهمة في عملية توحيد المعارضة السورية التي لا بد منهاquot; مضيفا ان quot;فرنسا تقدم دعمًا كاملاً لهذه العملية كي يتمكن هذا الائتلاف من تشكيل بديل يحظى بصدقية لنظام بشار الاسدquot;.
واكد أن quot;فرنسا التي تعترف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه ضد اعتداءات النظام الاجرامي في دمشق، تأمل أن يتمكن هذا الائتلاف من اثبات نفسه بحصوله على الدعم الاوسع الممكن من قبل السوريين، كما من قبل الاسرة الدوليةquot;.
واوضح فابيوس أن فرنسا ستعمل من اجل اعتراف دولي بـquot;الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل شرعي لتطلعات الشعب السوريquot; طبقًا للتعهد الذي قطعه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اب/اغسطس الماضي.
ووقعت المعارضة السورية ليل الاحد الاثنين في الدوحة رسميًا الاتفاق النهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو quot; فاتحة الباب على مصراعيه امام حصولها على اعتراف ودعم دوليين.
وانتخب الداعية المعتدل احمد معاذ الخطيب رئيسًا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
واعرب فابيوس عن quot;ارتياحه لكون المجلس الوطني السوري الذي يترأسه جورج صبرة الذي اهنّئه على انتخابه، قد انضم الى الائتلاف. امل أن يتمكن من أن يلعب فيه كامل دورهquot;.
واوضح أن quot;فرنسا ستقدم بالتعاون الوثيق مع هذا الائتلاف الجديد مساعدة كبيرة الى الشعب السوري خصوصاً في اطار الدعم الذي تقدمه منذ عدة اشهر الى الثوارquot; السوريين.
التعليقات