مر الاعصار ساندي مخلفًا أضرارًا جسيمة في الممتلكات، وشعورًا بالاحباط لدى المواطنين الاميركيين من تباطؤ الأعمال الحكومية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في مناطق منكوبة، خصوصًا أن 130 ألف نيويوركي محرومون نعمة الكهرباءـ إنارة وتدفئة.


القاهرة: بالرغم من الإشادات التي أغدقها المسؤولون الأميركيون والمختصين في إدارة الكوارث على الوكالة الفيدرالية الأميركية لإدارة الطوارىء، على خلفية طريقة تعاطيها السريعة مع إعصار ساندي بفضل دروس إعصار كاترينا القاسية، إلا أنها تواجه الآن تحديًا آخر ذا صلة بحقيقة حدود صلاحياتها ، في ما يتعلق بمواجهة الدمار الذي خلفه الاعصار.
في هذا الصدد، لفتت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن آلاف الأشخاص في نيويورك ونيوجيرسي ما زالوا يعيشون في منازل مدمرة، من دون كهرباء أو تدفئة أو مياه ساخنة، ولا يكترثون بكل ما يقال عن عقبات بيروقراطية، سواء من جانب المرافق المحلية المكروهة على نطاق واسع، أو من جانب الحكومة الفيدرالية، التي يطالبونها ببذل المزيد من الجهود.

الروتين القاتل نفسه

نتيجة لاستمرار حالة الإحباط لدى كثيرين جراء بطء التعافي ما بعد إعصار ساندي، بدأت مشاعر السخط لدى المواطنين تتفاقم، بسبب استمرار إتباع الإجراءات الروتينية في مثل هذا الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد.
وأوردت واشنطن بوست في هذا الصدد شكوى مواطن أميركي يدعى جيم ستراميزي من الروتين الحكومي. يقول: quot;ستجد إجابات مختلفة من شخص لآخر عند مراجعة الهيئات المختصة، وأشعر بأنني عدت إلى نقطة الصفرquot;.
وعن تلك المشكلات التي ما زالت تؤرق كاهل المواطنين، بالرغم من استمرار جهود الإغاثة من جانب الوكالة الفيدرالية، أوضح مايك بايرن، وهو مسؤول سابق في الإطفاء ويقوم بتنسيق جهود الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارىء في نيويورك، أن طاقمه يعمل ليل نهار، quot;يفتش المنازل ويساعد الناس على الحصول على وجبات ومياه وبنزين لمولدات الكهرباء، لكن هناك حدود لكل شيءquot;.

فاعلة وسريعة

استعدادًا لزيارة الرئيس باراك أوباما لنيويورك اليوم الخميس، تكشفت الجهود المبذولة من الجهات الفيدرالية للتعامل مع الإعصار الذي تسبب في قتل أكثر من 100 شخص في 10 ولايات وقطع الكهرباء عن حوالى 8.5 ملايين شخص.
وأوردت الصحيفة عن أوباما قوله: quot;لم تكن طريقة التعامل على أكمل وجه، لكنها كانت فاعلة وقوية وسريعةquot;. وأعقبت الصحيفة بقولها إن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، التي تقود الجهود الحكومية، تدير أكثر من 60 مركزًا خاص بالتعافي من الكوارث في الولايات المتضررة، وسبق لها أن أرسلت أكثر من 7000 شخص إلى هناك.
ومضت الصحيفة تنقل عن بروس لوكوود، نائب رئيس الجمعية الدولية لمدراء الطوارئ، قوله: quot;إنهم يقومون بعمل شاق، خصوصًا إن قارنت ذلك بطريقة تعاطيهم مع إعصار كاترينا، فقد أظهرت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ مهارات خاصة في تجهيز الإمدادات في مرحلة ما قبل الإعصار، وكذلك إعداد أطقم الإغاثة لمواجهة الأمرquot;.

لا كهرباء

يتزايد حجم المشكلات التي تواجهها الحكومة الفيدرالية يومًا بعد يوم. وعندما أقدمت الوكالة على مد يد العون لإعادة الكهرباء، وهو السبب الأبرز وراء توتر السكان، واجهت مشكلات عدة. وما يزال نحو 130 ألف شخص في نيويورك ونيوجيرسي محرومين من الطاقة الكهربائية.
وبينما قال مسؤولون في نيويورك ومسؤولو الوكالة الفيدرالية قبل أيام إن الحكومة الفيدرالية ستتحمل تكاليف إصلاح الأعطال الكهربائية، فقد واجهت الجهود المبذولة على هذا الصعيد مجموعة مشاكل في مقدمتها نقص المشتغلين بالكهرباء، ونقص المعدات.
يقول بايرن إن مفتشيه لم يكتشفوا هذا الجانب في مشكلة الكهرباء إلا أخيرًا، في حين قالت المتطوعة دورين غارسون: quot;مع كل الاحترام للحكومة الفيدرالية، اعتدنا أن نرعى أنفسنا بأنفسنا. وأنا لا أدري ما الذي تقدمه الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارىء من خدمات مفيدةquot;.
وقال مواطن آخر يدعى مايكل ميكالي: quot;قالت الوكالة إنها ستضغط على شركة التأمين لكي تدفع لنا. وقالت شركة التأمين إنها ستضغط على الوكالة. فمن أين ستأتينا المساعدات؟quot;