يختتم بابا الفاتيكان قصة ميلاد عيسى المسيح بمجلده الأخير في ثلاثية تعتبر بين الكتب الأكثر مبيعًا في العالم. وفي هذا الجزء يفنّد معتقدات شائعة مثل التفاف حيوانات أليفة حول مهده قائلاً إنها خيال شعبي ،لأنها لا ترد في أي من الأناجيل.


تظل قصة ميلاد النبي عيسى المسيح جزءاً أساسياً من الاحتفالات بهذه المناسبة ويُعاد، في الغرب على الأقل، تمثيل وقائعها بمختلف الأشكال خاصة لتوعية الصغار بها.

لكنّ بابا الفاتيكان، بنديكتوس السادس عشر، يقول في كتاب جديد نقلت فحواه الصحافة البريطانية، إن جزءًا رئيسيًا من القصة المتداولة مجرد اختلاق وليد الخيال الشعبي، ولا علاقة له بالوقائع التاريخية. ويشير تحديدًا الى أن ما يُشاع من أن حيوانات معينة كالخراف والبقر والحمير والجمال كانت laquo;شاهدةraquo; على الميلاد ما هو إلا خيال رومانسي.

ويقول البابا في هذا المجلد الأخير من ثلاثيته عن ولادة المسيح وطفولته إنه لم يأتِ في أي من الأناجيل ذكر لحيوانات كانت موجودة وقت الميلاد. وقال إن الحديث عن حيوانات منزلية في هذا الشأن ربما تأتت بوحي من تقاليد سبقت المسيحية نفسها بزمن طويل. ويضيف أن الأرجح أن هذه التقاليد نبعت مما ورد في laquo;سفر حبقوقraquo; (أحد اسفار التناخ والعهد القديم) الذي يقول البابا إن laquo;نبيًّا كتبه في القرن السابع قبل الميلاديraquo;.

على أن بابا الفاتيكان يطمئن الصغار الذين يجدون في وجود الحيوانات الأليفة حول مهد المسيح شيئًا محببًا الى نفوسهم. فيقول في كتابه laquo;يسوع الناصرة: حكايات الطفولةraquo; إن قصة الميلاد كما ترد في الحكايات الشعبية قوية بما يكفي للصمود حتى في وجه شكوكه هو إزاء صحتها التاريخية.

وفي موضع آخر يتناول بنديكتوس السادس عشر - الذي يصر على مواصلة دراساته الدينية حتى بعد توليه البابوية في 2005 - مسألة حمل مريم رغم كونها عذراء قائلاً إن ذلك يجب أن يؤخذ حرفياً كما ورد في الكتاب المقدس، وإن الإيمان بهذا يمثّل ركنًا أساسيًا من المسيحية. ولهذا فقد خصص له فصلاً بعنوان laquo;الولادة العذرية: وهم أم حقيقة تاريخية؟raquo; يقول فيه إن ميلاد المسيح لم يكن ثمرة معاشرة جنسية وإنما عبر الروح القدس. ويعتبر البابا مسألة الروح القدس كأساس للحمل هذه ركنًا أساسيًا ايضًا من الإيمان المسيحي.

ومما يفنده بنديكتوس أيضًا الاعتقاد السائد القائل إن الملائكة كانت تغني للرعاة تبشّرهم بمولد المسيح. فيقول إن الأناجيل لم تأتِ بذكر لغناء من قبل هذه المخلوقات السماوية، وإنما أوضحت laquo;قولهمraquo; وليس laquo;غناءهمraquo; تمجيد الرب بعبارة laquo;المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرةraquo;. لكنه يقر بأن التقاليد المسيحية تعتبر laquo;كلامraquo; الملائكة laquo;غناءraquo;.

يذكر أن الكتاب الجديد يتتبع حياة النبي عيسى حتى سن الثانية عشرة، وبدأ توزيعه الأربعاء وسيصدر حول العالم بتسع لغات بشكل مبدئي. وكسابقيْه في الثلاثية، يتوقع أن يصير بين الأكثر مبيعًا إذ بيع من كل من المجلد الأول والثاني مليون نسخة حتى الآن.