سقطت للمرة الاولى قذيفة على حي ابو رمانة الراقي في دمشق، في وقت تستمر المعارك في الاحياء الجنوبية من العاصمة، وذلك غداة تحديد موعد لاجتماع لمجموعة quot;اصدقاء الشعب السوريquot; في 12 كانون الاول/ديسمبر في المغرب يسبقه اجتماع آخر مماثل في نهاية هذا الشهر في طوكيو.


دمشق: اوقعت اعمال العنف في سوريا اكثر من اربعين الف قتيل معظمهم من المدنيين منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد قبل عشرين شهرًا، بحسب حصيلة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.

وقتل ما لا يقل عن 28 الفًا و26 مدنيًا منذ 15 اذار/مارس 2011 ، بحسب المرصد في عدد يشمل ايضًا المدنيين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.

ويبلغ عدد الجنود النظاميين الذين قتلوا عشرة آلاف و150 وعدد المنشقين 1379، حسب هذه المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من لندن مقرًا لها وتؤكد أنها تعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في المستشفيات المدنية والعسكرية في البلاد.

ويقول المرصد إن الارقام الني ينشرها تشمل الضحايا المدنيين والعسكريين ومقاتلي المعارضة.

وتابع quot;يجب اضافة 574 شخصًا قتلوا لم تعرف هوياتهمquot;، ما يرفع عدد القتلى خلال عشرين شهرًا الى اربعين الفًا و129.

لكن هذه الارقام لا تشمل آلاف المفقودين في المعتقلات ولا معظم القتلى من quot;الشبيحةquot; الموالين للنظام.

السيطرة على قاعدة عسكرية

وتمكن مقاتلون من المعارضة السورية الخميس من الاستيلاء على قاعدة عسكرية جديدة للقوات النظامية في شرق البلاد حيث يسيطرون على قطاع لا يستهان به، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وبعد حصار استمر لنحو ثلاثة اسابيع اقتحم مقاتلون من عدة كتائب كتيبة المدفعية قرب مدينة الميادين (ريف دير الزور) وسيطروا عليها.

واشار المرصد الى quot;أن عناصر القوات النظامية التي كانت متمركزة بالكتيبة انسحبت باتجاه مقر عسكري آخر يبعد نحو 80 كم عن الميادينquot;.

ووردت معلومات للمرصد عن مقتل ستة عناصر من القوات النظامية خلال انسحابهم.

وفي المقابل تعرضت عدة بلدات بريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية من بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس كما تجددت الاشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في منقطة الليرمون ومحيط فرع الجوية في حي جمعية الزهراء في المدينة نفسها.

وفي ريف دمشق، تعرضت كذلك بلدتي الزبداني وداريا والقاسمية والزمانية وجسرين والسبينة بريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى.

وفي العاصمة، تجدد القصف صباحًا على احياء مدينة دمشق الجنوبية فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة في حي دمر والمزة وسقطت عدة قذائف هاون على اوتوستراد المزة استهدفت مبنى تابعاً لمديرية النقل وقذيفة أخرى على مبنى سكني مما ادى الى احتراقه.

واحصى المرصد سقوط اكثر من 39 الف شخص خلال النزاع الذي بدا كاحتجاجات شعبية منتصف اذار/مارس قبل أن يتحول الى نزاع مسلح.

القصف يقترب من مقر الاسد

وللمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل عشرين شهرًا، سقطت قذيفة هاون في حي ابو رمانة الراقي في شمال شرق دمشق الذي يضم مقار السفارات والقريب من مكاتب المقر الرئاسي، ما تسبب بمقتل شخص واصابة آخرين بجروح، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولم يذكر المرصد مصدر القذيفة، الا أن مصدرًا امنيًا في العاصمة السورية اوضح أن مصدرها مجموعة مقاتلة معارضة للنظام.

وذكر شهود لوكالة فرانس برس أن القذيفة استهدفت حافلة تابعة لعيادة طبية متنقلة كانت مركونة قرب حديقة المدفع المواجهة لنقابة الاطباء في وسط حي ابو رمانة.

وتحطم الهيكل الخلفي من الحافلة وزجاجها، بالاضافة الى زجاج حافلة كانت مركونة خلفها تابعة للعيادة نفسها. كما اصيبت سيارات أخرى والرصيف باضرار.

وافاد احد سكان المنطقة أن quot;طوقًا امنيًا فرض على المنطقةquot; بعد اطلاق القذيفة.

وذكر شاهد آخر أن quot;سيارة مسرعة مرت في المكان واطلقت النار عشوائيًاquot; بعد انفجار القذيفة، مضيفًا quot;لحسن الحظ، كانت الطريق التي كانت تعج بالمارة قبل اشهر قليلة، مقفرةquot;.

وقال quot;لا يمكن تصور الخوف الذي تملكني عند سماع صوت الانفجار، كما سيطرت حالة من الارتباك في المنطقة التي لم يكن احد من سكانها يتوقع حصول ذلك هناquot;.

وقال ثالث رافضًا الكشف عن هويته كذلك quot;اصبح الانسان ينطق بالشهادة قبل الخروج من منزله لأنه لا يعرف إن كان سيعود اليه سالمًاquot;.

واضاف quot;هناك حواجز في كل مكان تحسبًا لاي انفجار، الا أن هذه الحواجز لا تمنع القذيفة من السقوط والدليل امامناquot;.

وكانت قذيفتان اصابتا الثلاثاء مبنى وزارة الاعلام في غرب دمشق من دون أن توقعا ضحايا، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

وتجدد القصف صباح امس على احياء دمشق الجنوبية ومصدره القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد. وتشهد هذه الاحياء منذ اسابيع معارك بين مجموعات معارضة والقوات النظامية التي تحاول ترسيخ سيطرتها على كل العاصمة وضواحيها.

كما تعرضت مدينة داريا في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية quot;التي تحاول السيطرة عليها منذ ايامquot;، بحسب المرصد الذي اشار الى مشاركة الطيران الحربي في القصف والى قصف على مدينة الزبداني في ريف دمشق.

واشارت لجان التنسيق المحلية في بيان الى أن quot;غمامة سوداء تغطي مدينة الزبداني بالكامل نتيجة قصف من حواجزquot; تابعة لقوات النظام.

وافاد المرصد عن غارات جوية في مناطق عدة بينها مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة ادلب (شمال غرب) الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين ومحيطها.

وتطرق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مجددًا امس الى عدم وجود توازن بين قدرة المقاتلين المعارضين القتالية وسلاح النظام.

وقال في حديث اذاعي الاربعاء إن الرئيس السوري بشار الاسد قادر على quot;مواصلة قصف المناطق المحررة بطائراته ويملك منها 550quot;، مشيرًا الى أن المعارضة السورية تطالب quot;باسلحة دفاعية ويمكننا تفهم ذلكquot;.

واضاف quot;المسألة مطروحة لكنها لم تحل بعدquot;.

وكان فابيوس اعلن الثلاثاء أن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بحثوا الاثنين في بروكسل مسألة تسليح المعارضة لكن من دون حسمها، وقرروا دعوة قادة الائتلاف الوطني السوري المعارض الى اجتماعهم المقبل في منتصف كانون الاول/ديسمبر.

واشار فابيوس الى quot;تحول كبيرquot; في موقف شركاء فرنسا الاوروبيين حيال الائتلاف الذي شكل في الدوحة في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر ويضم ممثلين عن غالبية اطياف المعارضة.

وبعد باريس وتركيا ودول الخليج، اعترفت بريطانيا الثلاثاء بالائتلاف الوطني كـquot;ممثل شرعي وحيد للشعب السوريquot;.

في الرباط، اعلنت وزارة الخارجية المغربية أن اجتماعًا لاصدقاء الشعب السوري سيعقد في الثاني عشر من كانون الاول/ديسمبر المقبل في مراكش (جنوب) وسيركز خصوصًا على quot;وسائل تأمين الانتقال السياسيquot; في سوريا.

ويسبق هذا الاجتماع لقاء للمجموعة نفسها يفترض أن يعقد في طوكيو في 30 تشرين الثاني/نوفمبر وتأمل اليابان في أن تشارك فيه نحو ستين دولة، بهدف quot;زيادة عدد الدول التي تفرض عقوبات على النظام السوري وزيادة فاعلية هذه العقوباتquot;.

وعقد اجتماع آخرلاصدقاء الشعب السوري في تموز/يوليو في باريس.

وصرح رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا في دبي الاربعاء أن المعارضة تحتاج الى مبلغ ستين مليار دولار في الاشهر الستة الاولى بعد سقوط النظام في دمشق لمنع انهيار الاقتصاد.

وقال صبرا خلال افتتاح مؤتمر حول الاستثمار المستقبلي في سوريا إن هذا المبلغ سيكون مخصصاً quot;لمعالجة القضايا الاكثر ضرورة وحساسية مثل تأمين مساكن للناس وتأهيل دور العبادة والمدارس وغيرهاquot;، مشيراً الى quot;تهدم 2,5 مليون منزل بحسب احصاءات الامم المتحدةquot; في اعمال العنف في سوريا.

وقتل اكثر من 39 الف شخص في سوريا خلال عشرين شهرًا من النزاع، بحسب المرصد السوري الذي يقول إنه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين في كل انحاء البلاد، وعلى مصادر طبية.