كعادته في كل عام، يقوم موقع مجلة تايم الأميركية باختيار رجل العام من بين خمسين شخصية هي الأكثر تأثيرًا. في هذا العام، دخل الرئيس المصري محمد مرسي قائمة المرشحين، على الرغم مما يحصل اليوم في مصر، مع تأكيد المجلة أن اللقب ليس تشريفًا.


بعدما أقدم الرئيس المصري محمد مرسي على محاولته الأولى لتوسيع سلطاته ثم تراجع عنها، جدد المحاولة مرة أخرى، فتظاهر المصريون في ميدان التحرير احتجاجًا. لكن بعض المصريين توجهوا نحو الموقع الالكتروني لمجلة تايم، حيث كانت المجلة تجري استطلاعها لاختيار رجل العام على غلافها.
بررت مجلة تايم اختيار مرسي بين المرشحين الخمسين على لقب رجل العام لأنه في موقع متقدم لتشكيل مستقبل المنطقة، مع تسليط الضوء على دوره في التوصل إلى تهدئة بين حماس واسرائيل. قالت: quot;عندما كانت الصواريخ تنفجر في غزة واسرائيل، قام مرسي بدور حاسم، بل يقول البعض بدور تاريخي، في التوسط لوقف إطلاق النار بين حماس وحكومة بنيامين نتنياهوquot;.
صوت أكثر من 158851 شخصًا لصالح اختيار مرسي رجل العام ابتداء من بعد عصر يوم الثلاثاء، لكن المفارقة تكمن في تصدر مرسي أيضاً قائمة المتنافسين في مسابقة quot;من يجب ألا يكون رجل العامquot;.

مزحة سمجة
وكما هو متوقع، أثار تصدر مرسي قائمة المرشحين على لقب رجل العام ردود أفعال سلبية قوية بين مستخدمي موقع توتير للتواصل الاجتماعي. ولعل هذا هو السبب في حصول مرسي على 132270 صوتًا بوصفه لا يصلح قطعًا للقب رجل العام. وقال بعض المغردين على توتير إن قرار مجلة تايم إدراج مرسي بين المرشحين على لقب رجل العام quot;مزحة سمجةquot;، فيما دعا آخرون إلى فتح موقع مجلة تايم والتصويت بـquot;كلاquot; مدوية ضد اختياره رجل العام.
وتتضمن قائمة مجلة تايم اسماء مرشحين أكثر إثارة للجدل من مرسي، إذ يحل في المركز الثاني بعد مرسي حاكم كوريا الشمالية كيم جون اون بـ 107704 اصوات، والرئيس السوري بشار الأسد في المركز الرابع بعد الناشطة الباكستانية الشابة من اجل حق البنات في التعليم ملالا يوسف زاي التي حاولت طالبان باكستان قتلها باطلاق النار عليها. ويحتل المركز الخامس بعد الأسد مغني الراب الكوري الجنوبي ذو الشعبية الواسعة quot;بي أس وايquot;.

ليس تشريفًا
لم تستغرب صحيفة واشنطن بوست أن يختار المشاركون في استطلاع مجلة تايم السنوي حكامًا أو شخصيات خلافية للقب رجل العام، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كان في مقدمة المرشحين لهذا اللقب في العام 2011، وقبله جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس في العام 2010 عندما حلّ اردوغان ثانيًا.
وأوضحت مجلة تايم أن اللقب ليس تشريفًا أو جائزة أو مكافأة، لا سيما أن ستالين وهتلر كانا بين الفائزين باللقب في استطلاعات سابقة، بل هو دلالة بكل بساطة على الشخص الذي كان له حضور بالغ الأثر في الأحداث. وما تصويت القرّاء إلا أحد المعايير التي يستخدمها محررو المجلة في قرارهم النهائي، وبالتالي فإن هذه المراكز والمراتب قد لا تعني الكثير.
وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن مساهمة القرّاء في اختيار شخصية العام قد تتحول استفتاء على الانترنت لقياس شعبية الشخصيات المرشّحة.

عواقب وخيمة
كان اردوغان فاز في العام الماضي بأكثر من 122 ألف صوت، لكنه على غرار مرسي هذا العام فاز بغالبية الأصوات التي تعارض اختياره رجل العام على غلاف المجلة، بعد الحملة الواسعة ضده في تركيا نفسها.
ويرى مراقبون أن اردوغان صاحب شعبية واسعة، لكنه سبب للاستقطاب أيضًا. فصحيح أنه قاد حزب العدالة والتنمية إلى فوز ثالث في الانتخابات بأغلبية ساحقة العام الماضي، لكنه تعرض لاتهامات أيضًا بتقييد حرية الاعلام، وتطبيق انظمة جديدة لمراقبة الانترنت.
وطيلة أمد المسابقة التي اجرتها مجلة تايم في العام الماضي، كان مستخدمو الانترنت الاتراك يتداولون رسالة الكترونية مجهولة الهوية تحذر القرّاء من العواقب الوخيمة إذا فاز اردوغان في استطلاع المجلة. وقال صاحب الرسالة: quot;آمل أن تتمكنوا من تخيل العواقب المترتبة على فوز شخص يطمح بأن يكون سلطانًا في استطلاع كهذا، وبالمشاركة في التصويت أدعوكم إلى عدم السماح بنشوء مثل هذه البيئةquot;.
ويبدو في حالة اردوغان أن المؤيدين والمناوئين على السواء شاركوا بأعداد كبيرة في الاستطلاع.

تشكيك مطلوب
الجدير بالملاحظة أن ناشطين كانوا يصادرون عملية التصويت. فتصدر اسانج قائمة المرشحين في العام 2010 نتج، من بين اسباب عدة، من الحملة التي شنتها منظمة أنونيموس المختصة بالقرصنة الالكترونية تأييدًا له.
وفي العام 2009 اخترق موقع 4chan الالكتروني عملية الاستطلاع وصوت لصالح مؤسسه الذي تصدر قائمة المرشحين، فيما تلاعب الموقع بالاحرف الأولى للمرشحين الآخرين بحيث تكون اسماؤهم ذات اشارات جنسية.
وعندما نُبهت مجلة تايم إلى عملية التزوير، قال جوش تيرانغيل مدير تحرير موقع تايم: quot;أُذكِّر كل من يشكك بالنتائج أن هذا استطلاع على الانترنت، وان التشكيك بالنتائج هو بيت القصيد على نحو ماquot;.