آخر تحديث الساعة 9:20 بتوقيت غرينيتش

بعد أن قاطعت الأحزاب المعارضة عملية انتخابات مجلس الأمة في الكويت، أعلنت مصادر رسمية صباح اليوم فوز الأقلية الشيعية بثلث المقاعد في مجلس الأمة.


lrm;الكويت: فاز مرشحو الاقلية الشيعية بنحو ثلث المقاعد في الانتخابات التشريعية الكويتية التي وصفتها المعارضة بأنها quot;غير دستورية، وفاقدة للشرعية الشعبية والسياسيةquot;.

وحصل الشيعة الذين يشكلون حوالي ثلاثين في المئة من سكان الكويت البالغ عددهم 1,2 مليون نسمة، على 17 من اصل خمسين مقعدًا في مجلس الامة، بحسب النتائج التي اعلنتها اللجنة الانتخابية الوطنية.

وحقق الشيعة هذه النتائج التي لا سابق لها في تاريخ الكويت اثر رفضهم دعوة المعارضة التي يهمين عليها السنة الى مقاطعة الانتخابات.

وقد تمثل الشيعة بتسعة نواب فقط في المجلس الذي انتخب عام 2009، وسبعة في المجلس المنتخب في شباط/فبراير الماضي.

وانتخبت ثلاث نساء في البرلمان الجديد بدلاً من اربع في المجلس المنتخب في 2009.

وتعكس حقيقة ضم المجلس الجديد حوالي ثلاثين من الوجوه الجديدة المقاطعة الواسعة من جانب النواب السابقين الذين يقودون المعارضة.

اما الاسلاميون السنة الذين قاطعوا الانتخابات في شكل كبير ففازوا بأربعة مقاعد مقابل 23 مقعدًا في المجلس السابق الذي انتخب في شباط/فبراير.

صناديق الانتخاب الكويتية تغلق ووزير الإعلام يؤكد نزاهتها

وكان شيوخ القبائل الرئيسية دعوا الى المقاطعة على غرار ما فعلته المعارضة الاسلامية والليبرالية والقومية، وذلك اعتراضًا على تعديل قانون الانتخابات الذي بات ينص على اختيار الناخب مرشحاً واحدًا بدلاً من اربعة كما كان يجري سابقًا.

ورأت المعارضة التي حصلت على 36 من اصل خمسين مقعداً في المجلس السابق الذي تم حله في حزيران/يونيو الماضي أن اختيار الناخب لمرشح واحد يشجع على شراء الاصوات ويسمح للسلطة بالاتيان بمجلس موالٍ لها.

واشاد المعارضون بالمقاطعة ووصفوا الانتخابات بأنها quot;غير دستوريةquot;.

وقال النائب السابق المعارض خالد السلطان في ختام اجتماع للمعارضة عقب انتهاء عمليات التصويت إن quot;نسبة المشاركة لم تتجاوز الـ26,7 في المئةquot;.

وفي المقابل، افادت وزارة الاعلام على موقعها الالكتروني أن نسبة المشاركة بلغت 38,8 في المئة.

ولم تصدر اللجنة الوطنية الانتخابية أي بيان حول ذلك.

واعتبرت المعارضة أن دعوتها الى المقاطعة نجحت اذ أن معظم الناخبين لزموا بيوتهم، ووصفت الاقتراع quot;بغير الدستوريquot;.

وقال احمد السعدون احد زعماء المعارضة إن quot;الانتخابات غير دستوريةquot;، في حين دعا نواب معارضون امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح الى الغاء تعديل قانون الانتخابات.

من جهتها، رأت اللجنة الشعبية للمقاطعة أن مجلس الامة الجديد quot;لا يمثل غالبية الشعب الكويتي كما أنه فاقد للشرعية الشعبية والسياسيةquot; مشيرة الى أن أي قانون يصدره سيكون غير شرعي.

بدوره، اعتبر المحلل السياسي احمد العجمي أن المجلس الجديد لن يستمر طويلاً محذرًا من تصاعد التوتر.

وقال في هذا السياق لوكالة فرانس برس quot;اعتقد أن الانتخابات مؤشر على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي (...) لأن المجلس الجديد لا يمثل بشكل صادق الشعب الكويتيquot;.

واضاف أن القبائل الرئيسة الثلاث العوازم ومطير والعجمان البالغ تعدادها 400 الف نسمة كانت الخاسر الاكبر مع نائب واحد في المجلس الجديد في حين كان لديها 17 في المجالس السابقة.

ولم تشهد الانتخابات، وهي الثانية في غضون عشرة اشهر والخامسة منذ منتصف 2006، أي حادث يذكر رغم التوتر السياسي الحاد بين المعارضة والحكومة بقيادة اسرة الصباح الحاكمة منذ اكثر من قرنين ونصف.

ووفقًا للقانون، يتعين على الحكومة الحالية تقديم استقالتها من اجل تشكيل اخرى قبل أن يعقد مجلس الامة الجديد جلسته الاولى بحلول اسبوعين.

ومنذ منتصف 2006، استقالت تسع حكومات وجرى حل البرلمان ست مرات، ما يعكس الازمات السياسية العميقة والمتتالية. وازاء هذا الواقع، تصاعدت المطالبات باصلاحات جذرية للنظام السياسي.