بعد إحباط مخططهم الارهابي في الشهر الماضي، وتوقيف 11 شخصاً قيل إنهم القادة المسؤولون عن الخطط، خلص المسؤولون الأردنيون إلى أن تنظيم القاعدة في العراق هو الداعم لهذا المشروع الإرهابي.


.


القاهرة: خلص مسؤولون أردنيون إلى أن المخطط الإرهابي الذي أحبطوه مؤخراً وكان يستهدف نشر الفوضى في العاصمة بأسرها تم الترتيب له بدعم من جانب تنظيم القاعدة في العراق.

وأوضح أحد المسؤولين أن المخطط كان يهدف إلى تركيع عمّان، حيث كانت ستبدأ بتفجيرات انتحارية في مركزين للتسوق ثم تفجير سيارات وإضرام النار في مقاهي بمدافع رشاش.

وفي وسط كل هذه الفوضى التي ستحدث نتيجة لتلك الأفعال، كان من المفترض أن يقوم المهاجمون بصب تركيزهم على السفارة الأميركية، التي تعتبر بالنسبة إليهم هدفاً رئيساً وجائزةً لطالما سعى وراءها تنظيم القاعدة في العراق، الذي يؤكد المحققون أنه كان يقدم الدعم اللازم للخطة. وكان يخطط المهاجمون عبر استعانتهم بخبرات التنظيم والأسلحة المستمدة من الحرب المشتعلة في سوريا أن يقوموا بإطلاق وابل من قذائف هاون على مبنى السفارة وكذلك على المنازل القريبة من هناك.

وأوردت في هذا الصدد صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مسؤول من الحكومة الأردنية رفض الكشف عن هويته لأنه غير مخول له التحدث عن التحقيقات الجارية بخصوص أخطر مؤامرة إرهابية يتم الكشف عنها هنا على مدار ما يقرب من عقد قوله :quot; كانوا يريدون قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص .. مسلمين ومسيحيينquot;.

وقد نجحت السلطات الأردنية في إحباط المؤامرة الشهر الماضي، حيث ألقت القبض على 11 شخصاً قالت إنهم القادة. ورغم أن جميعهم أردنيون، إلا أن التحقيقات أكدت أن تنظيم القاعدة في العراق هو من لعب الدور الأكبر. وقد أظهرت أدلة جديدة تقاسمتها السلطات الأمنية في عمان، بما في ذلك رسائل بريد إلكتروني تم اعتراضها، أن الخلية الإرهابية حصلت على إرشادات من جانب تنظيم القاعدة في العراق.

وكان من بين التعليمات التي تلقوها وصفات خاصة بطريقة إعداد وتجهيز متفجرات قوية بهدف استخدامها في نسف محلات ومطاعم وسفارات، على حسب ما ذكره مسؤولون غربيون وشرق أوسطيون اطلعوا على مجرى التحقيقات الجارية.

وأشار مسؤولون استخباراتيون وخبراء متخصصون في شؤون الإرهاب إلى أن أنواع المتفجرات نفسها ظهرت أيضاً في سوريا، وهو ما يؤكد تنامي الدور الذي يقوم به تنظيم القاعدة في العراق في الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا منذ 20 شهراً.

ومضت الصحيفة تنقل عن بروس ريدل، خبير سابق بالسي آي إيه في شؤون مكافحة الإرهاب ويعمل الآن لدى معهد بروكينغز، قوله :quot; ما نشهده الآن هو إعادة انتعاش القاعدة في العراق، ليس فقط كحركة في تلك البلاد وإنما كحركة إقليميةquot;.

وتابع ريدل :quot; من قواعدها الموجودة في المحافظات السنية الواقعة غرب بغداد، يبدو أن القاعدة تحاول تجديد الشبكات القديمة في سوريا والأردن بمعدل ينذر بالخطرquot;.

وعبّر محللون عن قلقهم بالقدر نفسه من ظهور سوريا كساحة تدريب للمقاتلين الإسلاميين من خارج البلاد، بمن فيهم بعض المرتبطين بتنظيم القاعدة في العراق. وقال مسؤول استخباراتي غربي مطلع على التحقيقات الخاصة بمؤامرة عمّان إن معظم المشتبه فيهم سبق لهم أن حاربوا في سوريا قبل أن يعودوا إلى الأردن بمهارات جديدة وتحول في وجهات نظرهم بخصوص الأوضاع في موطنهم الأصلي.

وأضاف هذا المسؤول قائلاً :quot; وقد عادوا بالفعل إلى الأردن وهم ينظرون إلى بلادهم بالطريقة نفسها التي ينظرون من خلالها إلى نظام الرئيس بشار الأسد في سورياquot;.

وأعقبت واشنطن بوست من جانبها بقولها إن إعادة ظهور تنظيم القاعدة في العراق جاء في وقت بدأ يعبر فيه محللون ومسؤولون أميركيون عن تنامي مخاوفهم بشأن باقي أفرع تنظيم القاعدة، بما في ذلك القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التي تعمل في اليمن، والقاعدة في المغرب الإسلامي، التي تعمل في شمال أفريقيا.

وأوضحت الصحيفة أن تلك المؤامرة، التي كشف عنها المسؤولون الأردنيون يوم الـ 21 من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قد وُصِفت بأنها الأكثر طموحاً في البلاد منذ التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005، حين استهدف انتحاريون مرتبطون بالقاعدة في العراق ثلاثة فنادق في العاصمة عمّان، ما تسبب حينها بمقتل 60 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين. وكشف مسؤولون أردنيون النقاب عن أن تلك المؤامرة تم تدبيرها خلال فصلي الربيع والصيف الماضيين من جانب 11 أردنياً مرتبطين بالحركة السلفية، وهي فرع متزمت ومحافظ للغاية في الإسلام السني.

وقال مسؤول من الحكومة الأردنية مطلع على تفاصيل المؤامرة إن أفراد الخلية الإرهابية لم يكونوا يعرفون بعضهم البعض حتى توطدت علاقاتهم بعد أن تطوعوا للعمل كمقاتلين جهاديين في مواجهة القوات الحكومية في سوريا. وأضاف أنهم، وهم في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم، قد نجحوا في دخول سوريا عديد المرات، ونجحوا كذلك في الحصول على خبرات قتالية واسعة وتدريبات على الأسلحة.

وأفاد تقرير أردني داخلي يلخص المؤامرة بأن الخلية كانت تهدف إلى خلق حالة من الفوضى وبث مشاعر الذعر بين المواطنين وتمهيد الساحة لعمليات أخرى لاحقة