تعتزم الولايات المتحدة إرسال بطاريتين من صواريخ باتريوت ونحو 400 عسكري إلى تركيا للدفاع عن أراضيها ضد هجوم صاروخي سوري محتمل، كما افاد مسؤولون في حلف شمال الأطلسي.


عبد الاله مجيد: ستُرسل البطاريتان الاميركيتان في اطار مجهود أوسع لتعزيز دفاعات تركيا يتضمن نشر اربع بطاريات أخرى من صواريخ باتريوت، بطاريتان من المانيا وبطاريتان من هولندا.ستكون البطاريات الست كلها تحت قيادة حلف الأطلسي وسيطرته، ومن المقرر أن تكون جاهزة للعمل بحلول نهاية كانون الثاني/يناير المقبل.

وتشعر تركيا التي تدعم المعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد بالقلق من انكشاف اراضيها لصواريخ النظام، ومنها صواريخ سكود التي يمكن أن تحمل رؤوسًا حربية كيمياوية. وتبدت هذه المخاوف بشكل ساطع في التقارير التي تحدثت عن وجود نشاط متزايد في بعض مواقع خزن الأسلحة الكيمياوية التي يمتلكها النظام السوري، رغم أن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا قال أخيرًا إن المعلومات الاستخباراتية تشير الى توقف هذا النشاط.

وتعاظمت مخاوف تركيا بالهجمات التي شنتها القوات الموالية للنظام مستخدمة صواريخ سكود ضد مواقع المعارضة المسلحة في شمال سوريا. وكانت الصواريخ التي أُطلقت على قوات المعارضة مسلحة برؤوس حربية تقليدية، ولكن استخدامها يبين أن نظام الأسد لن يتورّع عن استخدام الصواريخ لوقف تقدم قوات المعارضة.

واعلن وزراء خارجية حلف الأطلسي في الاسبوع الماضي موافقتهم على ارسال بطاريات باتريوت الى تركيا. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أن التفاصيل المتعلقة بعدد البطاريات التي تساهم بها كل دولة لم تُنجز إلا هذا الاسبوع. وفي اطار التحضير لنشر الصواريخ، قام خبراء الأطلسي باستطلاع عشرة مواقع يمكن الدفاع عنها ببطارية واحدة أو اكثر، غالبيتها في جنوب شرق تركيا.

لكن دول حلف الأطلسي لا تملك بطاريات كافية لتغطية جميع المواقع. وإزاء تصاعد حدة التوتر مع ايران وتحدي كوريا الشمالية للولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين باطلاق صاروخ بعيد المدى، امتنع المسؤولون الاميركيون عن ارسال العديد من البطاريات الى تركيا، لا سيما وأن الولايات المتحدة لا تعرف الى متى ستكون هذه الصواريخ مطلوبة.

إلا أن صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن دبلوماسيين أطلسيين أن الهدف هو إبداء قدر كافٍ من الالتزام بالدفاع عن تركيا لردع أي نيات يضمرها النظام السوري في مهاجمة تركيا. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية إن شحن البطاريتين الاميركيتين من صواريخ باتريوت ونشرهما يستغرق ثلاثة اسابيع.

وأوضح مسؤول اطلسي أنه بالامكان تسريع نشر البطاريات الالمانية والهولندية إذا اقتضت الحاجة. وسترسل كل دولة من هذه الدول نحو 400 عسكري مع بطاريتيها. تجدر الاشارة الى أن الولايات المتحدة والمانيا وهولندا هي الدول الأطلسية الوحيدة التي لديها منظومة باك ـ 3 باتريوت المتطورة.

سترتبط بطاريات باتريوت في تركيا بمنظومة الدفاع الجوي لحلف الأطلسي. وسيكون ردها تلقائيًا تقريبًا باطلاق صواريخ اعتراضية لتدمير الصواريخ المعادية بالارتطام بها في تكتيك يسميه العسكريون quot;ضربة قاتلةquot;.

وكان النظام السوري نفى يوم الخميس اطلاق صواريخ سكود هذا الاسبوع. ولكن الأمين العام لحلف الأطلسي اندريس فوغ راسموسن قال إن استخبارات الحلف تشير الى أن الصواريخ كانت صواريخ سكود. واعرب راسموسن عن اعتقاده بأن quot;النظام السوري يقترب من الانهيارquot;، وquot;انها الآن مسألة وقت لا أكثرquot;.

هذا ما أكده مسؤولون اميركيون قالوا إن سيطرة الأسد تتفكك بوتيرة متسارعة، ولكن احدث التقويمات التي اجرتها الاستخبارات الاميركية لا تجد ما يشير الى استعداد الأسد للتنحي، رغم التصدعات المتزايدة في نظامه.

وفي حين أن مسؤولين في ادارة اوباما اعلنوا منذ بداية النزاع المستمر منذ نحو عامين أن بوادر ضعف بدأت تظهر في نظام الأسد فإن التقديرات التي نقلتها شبكة سي ان ان عن مسؤولين اميركيين مطلعين على احدث المعلومات الاستخباراتية في هذا الشأن تقول إن مشاكل الأسد تفاقمت داخليًا على نحو متسارع مع استمرار المكاسب التي تحققها قوات المعارضة بالسيطرة على المزيد من الأراضي.

وقال مسؤول اميركي رفيع لديه اطلاع مباشر على هذه التقويمات إن النظام quot;في أضعف حالاتهquot;. وتعتقد الاستخبارات الاميركية أن تفكك النظام تسارع خلال الاسابيع الأخيرة. وقال المسؤول quot;إن هذا الاتجاه يتسارع أكثر من السابقquot;.

تأتي هذه التقويمات في وقت اعترف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن النظام السوري يفقد السيطرة ولا يمكن استبعاد انتصار قوات المعارضة. وإذا كان الأسد يحاول إبقاء طائراته خارج مدى صواريخ ارض ـ جو التي حصلت عليها قوات المعارضة فإن صواريخ سكود مكَّنته من اطلاق النار عن بعد والوصول الى مواقع المعارضة ، بحسب التقويم الاستخباراتي الاميركي.

ويرى مراقبون أن قوات النظام التي تواصل القتال ما زالت على ولائها للأسد، رغم المكاسب التي تحققها قوات المعارضة. ونقلت شبكة سي ان ان عن مسؤول اميركي ان هناك مؤشرات الى تباطؤ الانشقاقات على مستوى القادة العسكريين رغم أن المحللين لا يعرفون سبب هذا التباطؤ. وقال المسؤول المطلع هو ايضا على أحدث التقويمات الاستخباراتية الاميركية quot;إن النظام ما زال يسيطر على الجيش رغم الحقيقة الماثلة في أنه يدرك التحسن في قدرات المعارضةquot;.