بسبب موقفها السياسي المُعارض وإصرارها على التصويت للدستور بـquot;لاquot;، طلّق أحد المصريين زوجته اليوم في طوابير المرحلة الثانية من الاستفتاء، رافضًا quot;العلمانية والفجور اللذين تروّج لهماquot;، في حين شهدَ مقرٌ آخر للاقتراع إعلان خطوبة.


القاهرة:مواقف مفرحة وأخرى محزنة.. شهدتها اللجان الانتخابية في الجولة الثانية والأخيرة من الاستفتاء على مشروع الدستور المصري التي انطلقت صباح اليوم السبت.

ففي لجنة مدرسة أسطال التابعة لمركز سمالوط شمال مدينة المنيا (جنوب مصر) قام أحد الناخبين بتطليق زوجته أمام اللجنة.

وأفاد مراسل وكالة الأناضول للأنباء أن شابًا يُدعى أنور رمضان (36 سنة) تشاجر مع زوجته أمام اللجنة الانتخابية بسبب قيامها بالتصويت بـ quot;لاquot; للدستور، وعدم طاعة زوجها الذي قام بالتصويت بـquot;نعمquot;، وقال لها: quot;أنتِ علمانية وعايزة (تريدين) الفجور ينتشر في البلدquot;.

وعندما أصرّت الزوجة على موقفها، والتصويت بـquot;لاquot;، قام الزوج بتطليقها أمام الناس، محاولاً التعدّي عليها، لكن قوة التأمين الموجود تدخلت لفضّ الاشتباك. وبعيدًا عن هذا الموقف المحزن شهدت لجنة أخرى مشهدًا مفرحًا.

وأفاد مراسل الأناضول أن محمد عليوة (مهندس) أعلن خطوبته على إحدى الفتيات صباح اليوم أمام مقر إحدى لجان التصويت في مركز شبين القناطر في محافظة القليوبية (في دلتا النيل).

وأقام عليوة حفل خطوبة أمام اللجنة الانتخابية، حضره حشد من أصحابه وأفراد عائلته، وسط زغاريد الأهل.

quot;نعمquot; أوسيم وquot;لاquot; بلطيم.. مرآة لمعركة استفتاء مصر
هذا ويعوّل الإسلاميون المؤيدون لمشروع الدستور المصري كثيرًا على ريف محافظة الجيزة، جنوب القاهرة، في ترجيح كفة التصويت لمصلحة quot;نعمquot; في الاستفتاء الجاري على المشروع، في حين يعوّل المعارضون على محافظة كفر الشيخ، شمالاً، وخاصة مدينة بلطيم مسقط رأس المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي.

وتستغل الحركات الإسلامية نفوذها في ريف الجيزة ومراكزها لإنجاز هدفها؛ حيث ينشط أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مركز أوسيم ومنشأة القناطر، فيما يستغل حزب النور والحركة السلفية انتشارهما الواسع في الوراق وكرداسة، وتنتشر الجماعة الإسلامية في الكوم الأحمر وبرطس.

أمام معظم لجان الاقتراع في تلك المراكز تختفي بشكل كامل مظاهر دعم التصويت بـquot;لاquot; لمشروع الدستور، بحسب ما رصده مراسل الأناضول أمام اللجان.

رضوان عبد اللاه، مسؤول ملف الطاقة في حزب quot;الحرية والعدالةquot;، الذي أسسته جماعة الإخوان في العام الماضي، قال لمراسل وكالة الأناضول للأنباء إن هذه المناطق تشكل ثقلاً كبيرًا للتيار الإسلامي، وعلى سبيل المثال مركز أوسيم يسمّى منذ بداية السبعينات وحتى اليوم بالدائرة الحمراء نظرًا إلى تواجد التيار بكثافة.

وأشار إلى أن الشيخ صلاح أبو إسماعيل، والد القيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، كان نائبًا عن أوسيم، وكان يتمتع بشعبية كبيرة تركت أثرًا حتى الآن، وكذلك يؤثر تواجد قيادات الإخوان، كعصام العريان وعلي بطيخ وعلي الجملquot;. واعتبر عبد اللاه النشاط الخدمي الذي يقوم به التيار الإسلامي في هذه المناطق سببًا آخر لهذه الشعبية.

ولقلة أعداد النشطاء الرافضين للدستور، فإنهم يركزون تواجدهم أمام عدد محدود من اللجان، التي تشهد كثافة أكبر في التصويت، وخاصة اللجان النسائية.

وكان من اللافت أن أعضاء في حزب مصر القوية كانوا يدعون إلى التصويت بـquot;نعمquot; رغم الموقف الرسمي للحزب الداعي إلى التصويت بـquot;لاquot;؛ حيث أكد بدر فهمي، عضو الحزب أن الغالبية العظمى من الأعضاء في أوسيم ستصوّت بـquot;نعمquot;، بحسب قوله.

في المقابل تسير اتجاهات التصويت في مدينة بلطيم والقرى التابعة لها في محافظة كفر الشيخ، شمال دلتا مصر، نحو التصويت بـquot;لاquot; لمشروع الدستور، بحسب ما رصده مراسل quot;الأناضولquot; من أمام اللجان.

يعود ذلك إلى أن المدينة هي مسقط رأس المرشح الرئاسي السابق وقائد تحالف quot;التيار الشعبيquot;، حمدين صباحي، وصاحب النشاط الاجتماعي والسياسي القديم بين أبنائها، في مقابل غياب لتأثير التيار الإسلامي؛ خاصة وأن الخلافات والأزمات بين العائلات يقوم على حلها جمعية أهلية باسم quot;بيت العائلةquot;، من أبرز أعضائها صباحي.

وفي لقاءات مع عدد من الناخبين، اتفقت آراؤهم من ناحية أخرى على عدم ثقتهم في الرئيس المصري محمد مرسي، الذي يرون أنه quot;لم يقدم شيئًا مذكورًا لمحافظتهم التي تعاني أزمات حياتيةquot;.

وتسري عملية التصويت في المدينة بسلاسة، ولم تقع أية تجاوزات حتى عصر اليوم من الجانبين، سواء الرافض أو المؤيد للدستور، بحسب الناشط، محمد السادات.