يتغيّب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن القمة الخليجية في المنامة في وقتما زال فيه يقضي فترة نقاهة بعد العملية الجراحية التي أجريت له مؤخرًا، كما يتغيّب أمير الكويت، ورئيس الإمارات وسلطان عمان ولكل أسبابه.

المنامة: يبدأ وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم الأحد، اجتماعهم التحضيري لفعاليات قمة المجلس الثالثة والثلاثين، التي تحتضنها المنامة هذا الأسبوع، وذلك في ظل استعدادات غير مسبوقة تقوم بها المملكة المضيفة، بغية إنجاح القمة، سياسيًا وشعبيًا، بعد تعافي البلاد من أسوأ أزمة سياسية مرت في تاريخها.
وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني إن الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تأتي في ظل أوضاع وظروف بالغة الحساسية والدقة، تتطلب من دول المجلس تدارس تداعياتها على مسيرة التعاون الخليجي حفاظًا على ما حققته من منجزات حضارية ومكتسبات عديدة لصالح أبناء دول المجلس.
ولن يشارك في أعمال القمة الحالية الزعماء الخليجيون كافة، إذ تأكدت مصادر quot;إيلافquot; من غياب رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة آل نهيان، وكذلك أمير الكويت الشيخ صباح الصباح، وسلطان عمان قابوس بن سعيد، إضافة إلى العاهل السعودي الملك عبد الله، فيما لم تتضح الرؤية حتى الآن من الدوحة.
ولعل الغائب الأبرز عن قمة البحرين، هو رئيس هذه الدورة الملك عبد الله، الذي يقضي فترة نقاهة حالياً، بعد عملية جراحية تكللت بالنجاح، بينما نصح رئيس الإمارات العربية المتحدة، من قبل أطبائه، بعدم السفر هذه الأيام بسبب ظروف صحية، وقد أعتاد الشيخ خليفة على حضور الجلسات الافتتاحية للقمم الخليجية، دون المشاركة فيها حتى النهاية.
ويمثل السعودية ولي عهدها، الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي سيسلم رئاسة القمة إلى العاهل البحريني، الذي ترأس بلاده أعمال القمة الحالية، التي تعقد يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين.
أما الغياب الكويتي، فقد كان الأوضح والأصرح والأسرع، حيث يتوقع أن ينيب أمير الكويت ولي عهده لرئاسة وفد بلاده، في تصرف أرجعه محللون إلى الأزمة الصامتة بين البلدين، بعد تلكؤ الكويت في دعم المنامة، خلال اضطرابات فبراير، ونفور المنامة من هذا التصرف الذي اعتبرته إخلالاً بالوحدة الخليجية، على حد تعبير مراقبين.
ولم تحدد الدوحة، حتى لحظة كتابة هذا الخبر، هوية رئيس وفدها، إذ لا تزال الشكوك تحوم حول إمكانية مشاركة أميرها الشيخ حمد آل ثاني، بعد أن حاولت بلاده تغيير موعد القمة، لكن طلبها قوبل بالرفض، لذلك تعتبر إنابة الأمير لإبنه، ولي عهده، أمراً واردًا في الحسبان.
ويحلو للمراقبين، وخصوصًا صحافيي القمم، وما بعدها، وما قبلها، وما بينها، عدم اعتبار غياب السلطان العماني غيابًا، بل أن حضوره يعتبر سابقة، إذ لطالما تجاهل السلطان قابوس أغلب القمم الخليجية، والعربية، والإسلامية، والدولية، منذ توليه زمام السلطة، بأسباب، ومن دون أسباب.
وتطغى على ملفات أعمال هذه القمة، التحديات السياسية التي تواجهها دول المجلس، وإعادة ترتيب البيت الداخلي، بينما لم يحسم أمر الاتحاد الخليجي حتى الآن، رغم حماس أغلب دول المجلس له.