توترت العلاقات بين حركةquot;الشباب الإسلاميةquot; المتشددة في الصومال وعضوها الأجنبي مغني الراب عمر شفيق حسامي، إذ اتهمت الحركة الفنان الملقب بـ quot;أبو منصور الأميركيquot; ببثّ الخلافات بين صفوف المجاهدين، بعدما ترك أميركا لينضم إلى عناصرها.


نيروبي: نأى متمردو حركة الشباب الإسلامية المتشددة في الصومال بأنفسهم عن مغني راب أميركي انضم إلى صفوفهم، وحرّض بأغانيه على القتال، وأدرجته الولايات المتحدة أخيرًا على قائمة أخطر quot;الإرهابيينquot; المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالية.

يُدعى هذا المغني عمر شفيق حسامي، وهو معروف أيضًا باسم أبو منصور الأميركي. وكان يعتبر حتى وقت قصير سابق واحدًا من أبرز المقاتلين الأجانب في صفوف حركة الشباب الإسلامية المتشددة المقرّبة من تنظيم القاعدة، والتي تقاتل القوات الحكومية الصومالية وحلفاءها من قوات الاتحاد الأفريقي.

لكنّ تطورًا لافتًا أصاب علاقة مغني الراب هذا مع مقاتلي حركة الشباب، إذ اتهموه في الأسبوع الماضي بأنه مسؤول عن quot;بثّ الخلافاتquot; بين صفوف المقاتلين. جاءت هذه الاتهامات عقب نشر شريط مسجل، يقول فيه الشاب الأميركي إنه تعرّض للتهديد من الحركة.

وقالت حركة المجاهدين في رسالة نشرت على موقع تويتر: quot;أبو منصور الأميركي لا يمثل رؤية المجاهدين في الصومال، ولا بأي شكل من الأشكالquot;.

وأضافت في تعليق على كلام المغني الأميركي quot;هذه الاتهامات سطحية، وهي بسبب خلافات شخصية في إطار السعي إلى المجد الشخصيquot;.

يذكر أن أبو منصور الأميركي ولد قبل 28 عامًا في ولاية ألاباما الأميركية في جنوب الولايات المتحدة، وترعرع لدى أمه، التي تعتنق المذهب المعمداني المسيحي، وهي من أصل إيرلندي، ووالده مسلم من أصل سوري.

في العام 2006 قرر أبو منصور الأميركي الانتقال إلى الصومال، للمشاركة في quot;الجهادquot; ضد الحكومة المدعومة من الغرب والاتحاد الأفريقي. وساند حركة الشباب المجاهدين، ودعا الأجانب إلى الانضمام إليها، والقتال تحت رايتها، وذلك من خلال أغاني الراب، وهو ما لا يستسيغه هؤلاء المقاتلون، الذين يتبنون رؤية صارمة للإسلام.

وكان هذا الشاب يعتبر واحدًا من أهم القادة الأجانب في حركة الشباب المجاهدين، لكن البيان الصادر من الحركة في الأسبوع الماضي أراد التقليل من حجمه ودوره.

وقالت الحركة في رسالتها على تويتر quot;بخلاف الصورة الشائعة عنه في وسائل الإعلام الأجنبية، والتي تصوّره على أنه مخطط استراتيجي كبير، وجامع للأموال لحساب المقاتلين، فإن أبو منصور الأميركي لا يتمتع بأي منصب رسمي في صفوف الحركة يتيح له ممارسة أية سلطةquot;.

شهدت الأشهر الأخيرة تراجعًا مدوّيًا في حضور حركة الشباب المقاتلين وسيطرتها على الأرض في الصومال، ابتداء من فقدانها السيطرة على العاصمة مقديشو، وبعد ذلك السيطرة على مناطق واسعة في وسط البلاد وجنوبها.

وتشهد الصومال حربًا أهلية منذ عشرين عامًا، وانتشارًا للمجموعات المسلحة والعصابات الإجرامية وظهور أمراء حرب يتقاسمون السيطرة على البلاد، وتحاول الحكومة تثبيت خطواتها في الخروج من الحرب الأهلية بمساندة إقليمية ودولية.