من جديد رفضت المعارضة المصرية متمثلة في جبهة الإنقاذ الوطني الدعوة الجديدة التي وجّهها الرئيس محمد مرسي إلى حضور الجلسة الخامسة للحوار الوطني، والتي تناقش قانون الانتخابات البرلمانية والمواد التي يدور حولها الخلاف في الدستور من أجل عرضها على مجلس النواب لبحث تعديلها.


أحمد حسن من القاهرة: أرجعت جبهة الإنقاذ الرفض إلى عدم تحقيق الرئاسة الشروط الأربعة المسبقة لبناء حوار بناء وهادف، كما وصفت أحزاب المعارضة الدعوة إلى الحوار الوطني، التي تخرج يوميًا من قبل الإخوان والرئاسة، بـquot;حوار الطرشانquot;؛ لأن الرئيس محمد مرسي يدعو إلى الحوار، في الوقت الذي يقوم بتنفيذ ما يريد، ويصبّ في مصلحة جماعة الإخوان المسلمين.

فترى الدكتورة كريمة الحفناوي عضو جبهة الإنقاذ أن الرئيس يريد من دعوته إلى الحوار التبرئة أمام الرأي العام من حالة الانتقادات الموجّهة إليه يوميًا من قبل المعارضة، فهو غير خالص النية في السير قدمًا نحو علاج الأزمات التي تمر بها البلاد، وفتح حوار بناء وهادف مع المعارضة.

وتضيف: ففي الوقت الذي يدعو فيه إلى الحوار.. نجده يهلل بنزاهة الاستفتاء وموافقة الغالبية عليه، وكونه أفضل دستور في العالم، فإذا كان يؤمن بذلك، فكيف يتم الحوار معه حول مواد الدستور التي يدور حولها الخلاف؟. فهو يدعو إلى الحوار، وفي الوقت نفسه هو واثق جيدًا من عدم تلبية دعوته، ويكاد يكون سيناريو تعامل الرئيس المخلوع مبارك نفسه وقيادات الحزب الوطني المنحلّ في دعوتهم إلى الحوار مع أحزاب المعارضة يتكرر، في حين أنه لم يكن يؤمن من الأساس بوجود معارضة له.

وقالت لـquot;إيلافquot;: إن الشخصيات والأحزاب التي تلبّي دعوات الرئيس إلى الحوار لا تمثل المعارضة والشارع، بل هي محسوبة على الإخوان، وتم رد الجميل لهم بتعيين بعضهم في الوزارات والمحافظين والشورى، والشعب المصري يدرك جيدًا هذه الحقيقة، وأن الأمر يدور في إطار لغة المصالح بين الرئيس ومن يطلقون على أنفسهم المعارضة.

في حين يؤكد الدكتور وحيد عبد المجيد المنسق السياسي لجبهة الإنقاذ لـquot;إيلافquot; أن الجبهة رفضت دعوة الرئيس إلى الحوار للمرة الخامسة، حيث إن الرئاسة لم تسع إلى تحقيق الشروط الأربعة لوضع أرضية لحوار بناء، فالجبهة قد طالبت منذ الدعوة الأولى للرئيس إلى الحوار بأن تكون هناك أجندة محددة للموضوعات المطروحة للحوار، وأن تحديد تلك الأجندة لا يكون من طرف واحد، ولكن باتفاق أطراف الحوار، الذين لا بد من أن يكونوا معروفين للرأي العام، ويمثلون المعارضة.

وتابع: كذلك طالبنا أن يكون مصدر ثقة بشأن تنفيذ ما سوف يخرج عن هذا الحوار... تلك كانت شروطنا، ولكن الرئيس لم ينفذ أي من هذه الشروط، والجبهة ترى أن تلك الدعاوى مجرد quot;جلسة مصطبةquot; نتحاكى فيها فقط.

وقال: إن جبهة الإنقاذ تضم جميع أحزاب المعارضة الحقيقية، ومن يحضرون جلسات الحوار لا يمثلون المعارضة في شيء؛ ولذلك لن يحدث تقدم في الملفات التي يدور حولها الخلاف في الداخل، طالما أن جبهة الإنقاذ لا تحضر تلك الجلسات، ولا بد أن يؤمن الرئيس محمد مرسي ومن حوله بذلك.

أما محمود عفيفي المتحدث الرسمي لحركة 6 إبريل فأشار لـquot;إيلافquot; إلى أن الرئيس وجماعته يدركان جيدًا أن جميع الأحزاب الليبرالية والمعارضة وحركة 6 إبريل سوف يرفضون الحوار القائم على تنفيذ مصالح الرئيس والجماعة، فمن المؤكد أن الدعوة إلى الحوار الخامس يهدف الرئيس من ورائها خروج قانون الانتخابات البرلمانية بما يصبّ في مصلحة تحقيق الغالبية في مجلس النواب مع quot;تفويتquot; بعض المقاعد لمن حضروا تلك الاجتماعات استمرارًا لرد الجميل منذ تولي الرئيس السلطة.

واعتبر أن الرئيس يتبع أسلوب النظام السابق نفسه عندما كان يريد تمرير بعض القوانين أو القرارات التي تصبّ في مصلحته، فكان يدعو إلى الحوار مع الأحزاب التابعة له، في حين أن الأمر كله مجرد quot;تمثيليةquot; وخداع للشعب؛ لإظهار أنفسهم أبرياء، وأنهم يرحّبون بالحوار مع المعارضة، وأن اتهامهم بتعنّت قراراتهم غير صحيح، والهدف من وراء ذلك المزيد من المماطلة في الوقت؛ لتنفيذ مخطط وأجندة مرسومة من جانبهم، لابد من تنفيذها؛ لفرض سيطرة الإخوان والرئيس على السلطة والشعب.

وأشار حسام مؤنس المتحدث باسم التيار الشعبي إلى أن قيادات التيار لم تناقش الدعوة بشكل جدي، باعتبارها دعوة غير رسمية تخرج دائمًا من وسائل الإعلام وعبر خطابات الرئيس.

وأضاف لـquot;إيلافquot;: إن زعيم التيار الشعبي حمدين صباحي رفض مِن قبل دعوة مؤسسة الرئاسة إلى الحوار؛ لخلوها من أرضية للحوار، في ظل صدور قرارات من الرئيس من دون أي اهتمام لرفض المعارضة، مثل: تحديد موعد الاستفتاء على دستور لم يتم التوافق عليه من قبل كل تيارات المجتمع، وأن جبهة الإنقاذ ترفض الحوار من طرف واحد ولا يتم الاستجابة لتلك الدعوات خلال الفترة المقبلة دون الاستجابة لمطالب المعارضة.

وقال محمد أنور السادات أحد المشاركين في جلسات الحوار الوطني الخامس لـquot;إيلافquot;: إن الحوار هو المخرج الحقيقي للأزمات التي تمر بها البلاد، وهذا أسلوب ديمقراطي وحضاري من قبل الرئيس مرسي، لو كانت النية صادقة في ذلك، فالحوار يكون من أجل التوصل إلى حل لحالة الاستقطاب الحاد التي يعانيها الشارع المصري.

ولفت إلى أن quot;الجميع يقدم ما يراه مناسبًا في الموضوعات المعروضة على أجندة الحوار، وخاصة بشأن قانون الانتخابات والمواد التي تدور حولها الخلافات في الدستور، وهناك استجابة من جانب الرئيس في ذلك، وعلينا أن ننتظر النتائج، وعندئذ يكون الحكم.