القاهرة: ادى محمد مرسي اول اسلامي ومدني يتولى رئاسة مصر واول رئيس منتخب منذ الاطاحة بحسني مبارك بداية 2011، السبت امام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا في مقر المحكمة جنوب القاهرة، اليمين الدستورية لتولي مهامه رسميا رئيسا للبلاد.

وقال مرسي quot;اقسم بالله العظيم ان احافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وان احترم الدستور والقانون، وان ارعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وان احافظ على استقلال الوطن وسلامة اراضيهquot;.

واكد مرسي القيادي السابق في جماعة الاخوان المسلمين، بعد اداء القسم احترامه للمحكمة الدستورية والقضاء المصري. وقال quot;احرص على ان تبقى هذه المؤسسة مستقلة قوية فاعلة لا تشوبها شائبة ولا يؤثر عليها مؤثرquot;، مضيفا quot;احترم المحكمة الدستورية واحكامها والقضاء المصري وقراراته ومؤسساتهquot;.

وكانت الساحة السياسية المصرية شهدت جدلا بين المجلس العسكري الحاكم والاخوان المسلمين بشأن آلية اداء اليمين، حيث اعلن الاخوان رفضهم الاعلان الدستوري المكمل الذي نص على اداء اليمين امام المحكمة الدستورية بدلاً من مجلس الشعب، الذي تم حله منتصف حزيران/يونيو اثر حكم المحكمة الدستورية بعدم دستورية القانون الانتخابي للانتخابات التشريعية.

وتابع الرئيس المصري quot;ننطلق اليوم الى غد افضل، الى مصر الجديدة، الى الجمهورية الثانيةquot;، مكررًا سعيه الى اقامة quot;دولة مدنية وطنية دستورية حديثةquot;.

وتبدأ مع تولي مرسي السلطة مرحلة تعايش يعتقد المراقبون انها ستكون صعبة بينه وبين المجلس العسكري الذي يحتفظ بصلاحيات واسعة بينها التشريع.

وكان رئيس المحكمة الدستورية فاروق سلطان دعا مرسي قبيل ذلك الى اداء القسم quot;اعمالا لنص الفقرة الثالثة من المادة 30 من الاعلان الدستوري (المكمل) الصادر في 17 حزيران 2012quot;.

واكد سلطان في مستهل الحفل quot;تستقبل المحكمة الدستورية حصن الامة المنيع في مواجهة البغي والظلم واستلاب الحقوق، اليوم اول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية بارادة شعبية ديموقراطية شعبية اثمرتها انتخابات حرة نزيهةquot;.

ويخلف مرسي في منصب الرئاسة حسني مبارك الذي اطاحت به انتفاضة شعبية في شباط/فبراير 2011 والمحكوم عليه بالسجن المؤبد لمسؤوليته في مقتل مئات المتظاهرين اثناء الانتفاضة.

ومرسي هو اول اسلامي يتولى رئاسة اكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، واول مدني يصبح رئيسا لمصر بعد اربعة رؤساء من مؤسسة الجيش. وكان المجلس العسكري تعهد بتسليم السلطة في 30 حزيران/يونيو الى الرئيس الجديد المنتخب. وكانت الية اداء القسم موضع جدل وعرض قوة بين المجلس العسكري والاخوان المسلمين اكبر القوى السياسية في البلاد.

وانتهى الاخذ والرد بان قبل الرئيس اداء اليمين امام المحكمة الدستورية، غير انه ادى اليمين رمزيًا الجمعة في ميدان التحرير وسط هتاف آلاف المحتشدين quot;يسقط حكم العسكرquot;. واعتبرت بعض القوى quot;الثوريةquot; ان قبول مرسي اداء القسم امام المحكمة الدستورية quot;اعتراف ضمني بالاعلان الدستوري المكملquot;.

ودعت منظمة العفو الدولية مرسي الجمعة الى quot;اتخاذ تدابير حاسمة خلال الايام المئة الأولى من حكمه لوضع مصر بثبات على طريق سيادة القانون واحترام حقوق الانسانquot;. وكان مرسي فاز على احمد شفيق، اخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، خلال الانتخابات الرئاسية الاولى بعد سقوط مبارك.

وبدا مرسي في الايام الاخيرة مشاوراته بهدف تشكيل quot;حكومة ائتلافيةquot; من شانها ان تشكل دليل انفتاح سياسي وتوسع قاعدته السياسية في مواجهة المجلس العسكري. والمح مرسي الى احتمال ان يكون رئيس الوزراء الجديد شخصية quot;مستقلةquot;. ويلقي الرئيس المصري الجديد خطابا الى الشعب من جامعة القاهرة حيث ينظم بعد ظهر اليوم احتفال كبير لمناسبة توليه الرئاسة.

الرئيس المصري الجديد يشيد بدور المجلس العسكري
واشاد الرئيس المصري الجديد محمد مرسي السبت في اول خطاب له بعد توليه مهامه، بالمجلس العسكري الذي تولى السلطة في مصر اثر الاطاحة بحسني مبارك بداية 2011، وبوفائه بوعده quot;بألا يكون بديلاً من الارادة الشعبيةquot;.

وقال مرسي في حفل بمناسبة توليه مهامه اقيم في جامعة القاهرة بحضور المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري quot;لقد وفى المجلس الاعلى للقوات المسلحة بوعده وعهده، الذي قطعه على نفسه بألا يكون بديلاً من الارادة الشعبيةquot;.

طنطاوي: القوات المسلحة ستقف مع الرئيس الجديد

أكد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة خلال عرض عسكري رمزي اقيم للرئيس محمد مرسي بمناسبة توليه رسميا مهام منصبه وقوف القوات المسلحة الى جانب رئيس مصر الجديد.

وقال طنطاوي في كلمة اثناء العرض الذي اطلقت فيه المدفعية 21 طلقة تحية للرئيس الجديد، ان القوات المسلحة quot;ستقف مع الرئيس الجديد المنتخب من الشعبquot; مشددا على ان المجلس العسكري اكد دائما انه quot;ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعبquot;.

من جهته اكد مرسي في كلمة له بالمناسبة ان هذا اليوم quot;فارق في تاريخ مصرquot; حيث نشهد quot;كيف تنتقل السلطة من القوات المسلحة المصرية طبقا لارادة الشعب المصري الى سلطة مدنية منتخبةquot;.

واضاف quot;اتقبل نقل السلطة من المشير حسين طنطاوي واخوانه في المجلس الاعلى (..) اتقبل هذه المسؤولية لاصبح مسؤولا عنهم كما انني مسؤول عن شعب مصر جميعاquot;.

مرسي يؤكد الوقوف مع الشعب السوري

واكد مرسي وقوف مصر مع الشعب السوري والشعب الفلسطيني مؤكدا انها لن تقبل اي انتهاك للامن القومي العربي.
وقال مرسي امام حشد كبير في احتفالية اقيمت له بجامعة القاهرة quot;اننا نقف مع الشعب السوريquot; مشددا quot;يجب ان يتوقف نزيف الدماء في سورياquot;.

كما اعلن احترام مصر لتعهداتها الدولية ووقوفها مع الشعب الفلسطيني ودعمها للمصالحة الفلسطينية.
وقال في خطابه quot;نؤكد على احترام التزاماتنا الدولية ونرعى المعاهدات والاتفاقياتquot; في اشارة الى معاهدة السلام مع اسرائيل quot;واعلن ان مصر (..) تقف مع الشعب الفلسطيني حتى يحقق كافة حقوقه المشروعة (..) ومع اتمام المصالحة الفلسطينيةquot;.

وشدد اول رئيس مدني لجمهورية مصر العربية، ان بلاده لن تقبل اي انتهاك للامن القومي العربي.

وقال في هذا الصدد quot;ان مصر لن تقبل اي انتهاك للامن القومي العربي (..) وستقف في وجه الاخطار التي تهددهاquot;.
واضاف ان نظام حسني مبارك quot;فرط في امن مصر القومي ما ادى الى تقزيم دورها الاقليمي والدوليquot; متعهدا بالعمل على ان تستعيد مصر دورها quot;القويquot; في الدوائر العربية والاسلامية والافريقية والدولية.

الرؤساء الخمسة لجمهورية مصر العربية: اربعة عسكريين ومدني اسلامي

تولى محمد مرسي، القيادي السابق في جماعة الاخوان المسلمين، رسميا السبت مهام منصبه كخامس رئيس لجمهورية مصر العربية منذ الغاء النظام الملكي في 1952. وقد سبقه الى هذا المنصب اربعة رؤساء قدم جميعهم من المؤسسة العسكرية.

- محمد نجيب (من حزيران/يونيو 1952 الى تشرين الثاني/نوفمبر 1954)

دخل اللواء اركان حرب محمد نجيب تاريخ مصر باعتباره اول رئيس للجمهورية في مصر بعد ثورة 32 يوليو (تموز) عام 1952 التي الغت النظام الملكي وعزلت الملك فاروق.

كان نجيب يحظى بشعبية كبيرة باعتباره احد قادة quot;الضباط الاحرارquot; خصوصا لدوره في اول الحروب العربية الاسرائيلية في 1948 غير انه لم يستمر في الحكم الا فترة قصيرة حيث قرر مجلس قيادة الثورة عزله ووضعه قيد الاقامة الجبرية بعد اقترابه من جماعة الاخوان المسلمين. وقد توفي في 1984.

- جمال عبد الناصر (تشرين الثاني/نوفمبر 1954 الى ايلول/سبتمبر 1970)

تولى عبد الناصر الحكم بعد عزل محمد نجيب وحتى وفاته في 1970 وهو ابرز قادة ثورة 23 يوليو. يعد عبد الناصر من اهم الشخصيات السياسية العربية المعاصرة وquot;زعيم القومية العربيةquot; وايضا احد قادة حركة عدم الانحياز التي اسسها مع الرئيسين اليوغوسلافي جوزف بروز تيتو والهندي جواهر لال نهرو.

تزامنت فترة حكمه مع حركات التحرر في البلاد العربية والعالم الثالث في خمسينات وستينات القرن الماضي وكان له دور كبير في دعم ثورة الجزائر والحركات الفلسطينية واليمن وبعض الثورات في افريقيا وآسيا واميركا اللاتينية.

شهد عصره داخليا تاميم قناة السويس وquot;العدوان الثلاثيquot; الذي شنته اسرائيل وفرنسا وبريطانيا على مصر والذي رسخ زعامته العربية وشهرته العالمية اضافة الى مشاريع عملاقة ومثيرة للجدل احيانا مثل مشروع سد اسوان العالي.

كما شهد عهده لفترة قصيرة وحدة بين مصر وسوريا (الجمهورية العربية المتحدة - بين 1958 و1961) قبل الانفصال. وقد اهتزت صورة زعامته اثر هزيمة 1967 امام اسرائيل غير ان نهجه المعروف بquot;الناصريquot; لا يزال له مؤيدون في العالم العربي.

وبعد وفاته في 28 ايلول/سبتمبر 1970 نظمت له جنازة مهيبة.

- محمد انور السادات (ايلول/سبتمبر 1970 الى 6 تشرين الاول/اكتوبر 1981)

بدا عهد انور السادات، النائب السابق لعبد الناصر، الحقيقي في حكم مصر في ايار/مايو 1971 بما عرف بquot;ثورة التصحيحquot; وquot;القضاء على مراكز القوىquot; المعارضة له داخل النظام. وشهد عهده بالخصوص تحولا في اتجاه مصر من التحالف مع المعسكري الاشتراكي الى التحالف مع الغرب وخصوصا الولايات المتحدة.

حفل عهد السادات بالعديد من التطورات التاريخية مثل الحرب العربية الاسرائيلية في تشرين الاول/اكتوبر 1973 التي احرز فيها العرب نصرا كبيرا خصوصا مع تمكن الجيش المصري من اقتحام خط برليف الاسرائيلي وعبور قناة السويس.

بعد هذه الحرب زار السادات القدس في 1977 ووقع معاهدة سلام مع اسرائيل في 1979 استعادت مصر بموجبها شبه جزيرة سيناء.

ومن المفارقات ان السادات اغتيل بيد اسلاميين في 6 تشرين الاول/اكتوبر 1981 اثناء عرض عسكري بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة لنصر 1973.

كما شهد عهد السادات عودة الحياة الحزبية الى مصر في منتصف سبعينات القرن الماضي.

- حسني مبارك (تشرين الاول/اكتوبر 1981 الى شباط/فبراير 2011)

اجبر حسني مبارك النائب السابق للسادات وقائد سلاح الجو ورابع رؤساء جمهورية مصر العربية على التنحي عن السلطة في 11 شباط/فبراير 2011، بعد 30 عاما من الحكم المطلق وذلك اثر انتفاضة شعبية غير مسبوقة ضد نظامه.

كان يتولى رئاسة الجمهورية وقيادة القوات المسلحة ورئاسة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.

كانت فترة حكمه هي الاطول في تاريخ مصر منذ حكم محمد علي باشا.

شجع مبارك (84 عاما) توجه السلام مع اسرائيل عربيا وفلسطينيا وشهدت فترة حكمه نوعا من الانتعاش الاقتصادي وايضا صعود نجم نجله جمال الذي كان الكثيرون في مصر يرون انه سيكون خليفة والده.

ومبارك هو اول رئيس عربي سابق يحاكم امام محكمة مدنية في بلاده. وقد حكم عليه بالسجن المؤبد ونقل قبل اسابيع من مستشفى سجنه الى مستشفى عسكري بالقاهرة حيث يعالج.

- محمد مرسي

اول اسلامي واول مدني يتولى رئاسة مصر واول رئيس منتخب منذ الاطاحة بحسني مبارك.

يبلغ مرسي من العمر 60 عاما وهو اب لخمسة ابناء ومهندس متخرج من مصر وحاصل على دكتوراه من جامعة اميركية. عرف السجن خلال فترة مبارك الذي خلفه في منصبه.

ومرسي قيادي في جماعة الاخوان المسلمين التي رشحته للرئاسة. وبعد فوزه بالرئاسة اعلن استقالته من رئاسة حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة والذي تم تاسيسه في 2011 بعد الاطاحة بمبارك.