دمشق: يعيش سكان دمشق وبعض مناطق ريفها، منذ أكثر من ثلاثة أيام، أزمة في الحصول على الخبز، يرجع سببها، حسب رأيهم، الى قيام القيادة السورية بأخذ كميات كبيرة من هذه المادة الى مناطق تعاني من نقص في بعض المواد الأساسية لوجود مسلحين أو ما يسمى quot;الجيش السوري الحرquot;.
ويتجمع المئات من السوريين أمام الأفران العامة والخاصة في دمشق العاصمة وريفها، للحصول على ربطة خبز، وهي مجموعة من الأرغفة تجمع في كيس من النايلونquot;، حسب مراسل أنباء وكالة ((شينخوا)) بدمشق.
وقال المواطن أحمد أبو خليف (47 عاما) من سكان ريف دمشق وهو يتحدث لـ ((شينخوا)) انه انتظر قرابة ساعتين أمام أحد الأفران في دمشق لكي يحصل على كمية محدودة من الخبز، مشيرا الى أن مادة الخبز ضرورة للمواطنين ولا يمكن الاستغناء عنها أو الاستعاضة عنها بمادة أخرى.
ويمضي أبو خليف قائلا quot; المواطن السوري اعتاد منذ بداية الأزمة التي تعيشها سوريا منذ منتصف مارس مثل هذه الأزماتquot;، مطالبا الحكومة السورية بضرورة توفير المادة quot;لأنها قوت المواطنينquot;.
من جهتها، اعتبرت المواطنة أم هادي (37 عاما) من سكان جرمانا التابعة لريف دمشق ،أن الأزمة بدأت منذ قيام الجيش السوري بحملة تطهير واسعة في الغوطة الشرقية، وقامت بأخذ كميات من الخبز الى تلك المناطق لتعويض الناقص الحاصل في الغوطة بسبب وجود المسلحين.
وأوضحت أم هادي quot; ذهبت الى الفرن منذ الصباح الباكر لتأمين احتياجات البيت من الخبز quot;، مشيرة الى أنها انتظرت لساعات طويلة حتى تمكنت من الحصول على مادة الخبز ، مبينة أن دور النساء أخف ازدحاما من دور الرجال.
بدوره، أكد يوسف الحسن صاحب سوبر ماركت بصحنايا بريف دمشق جنوبا ان موزعي الخبز لم يأتوا منذ ثلاثة أيام لتوزيع مادة الخبز على محال البقالة، مشيرا الى أن المواطنين يسألون كثيرا عن الخبز.
وقال الحسن لـ((شينخوا)) انه سمع من بعض المصادر ان بعض الأشخاص المرتبطين من المسلحين أو متعاطفين معهم قاموا بشراء كميات من الخبز ورميها في أنابيب الصرف الصحي لاحراج موقف الحكومة السورية أمام المواطن السوري.
وكانت إذاعة ((شام اف ام)) القريبة من الحكومة ذكرت أنه تم العثور على 10 آلاف ربطة خبز في أحد أنابيب الصرف الصحي بريف دمشق.
من جهته، أكد مسؤول حكومي أن هناك جهودا متواصلة لتأمين واستقرار جميع المواد التموينية والخدمات في منطقة الغوطة الشرقية بما فيها مدينتا دوما وحرستا.
ونقلت صحيفة (الوطن) القريبة من الحكومة عن محافظ ريف دمشق حسين مخلوف خلال لقائه مديري بعض المؤسسات والمديريات والشركات المعنية في المحافظة إنه تم توزيع أكثر من 10 آلاف ربطة خبز على بعض بلدات الغوطة الشرقية.
وبين مخلوف أن المحافظة مستمرة بتزويد محطات الوقود بمادة المازوت، موضحا أن الكميات المشحونة من المادة منذ أول أمس حتى تاريخه بلغت 120 ألف لتر لثلاث محطات وأن كمية المادة في مدينتي دوما وحرستا جيدة وكافية.
وأشار الى أنه تم أيضا توزيع 1240 أسطوانة غاز إضافية فوق المخصصات في محافظة الريف خلال اليومين الماضيين لتغطية النقص، معربا عن أمله في أن تسفر هذه الجهود المتواصلة إلى تأمين واستقرار جميع المواد التموينية والخدمات في منطقة الغوطة الشرقية بما فيها مدينتا دوما وحرستا.
وانتقد أحد المواطنين السوريين رفض الكشف عن اسمه لـ ((شينخوا)) آلية تعامل الحكومة السورية الحالية مع الأزمات.
وقال انه أتى الى فرن شمسين الخاص الواقع على اتوستراد درعا ـ الأردن الذي يبعد عن دمشق 12 كم مترا بهدف تأمين الخبز لأولاده ، مشيرا الى أن المئات من السوريين تجمعوا أمام فرن المزة الحكومي للحصول على الخبز، مبينا انه انتظر بعضا من الوقت، ومن قرر الذهاب الى فرن شمسين الخاص.
وعانى المواطن السوري مع بداية فصل الشتاء أزمة خانقة في مادة المازوت، وأخرى في الغاز المنزلي، اضافة لانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
وتتهم الحكومة السورية الجماعات المسلحة بخلق مثل هذه الأزمات التي تستهدف أنابيب النفط والغاز التي تغذي محطات التوليد، اضافة لاستهداف الصهاريج وعربات القطارات التي تنقل الوقود الى المحافظات، الى جانب العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على سوريا منذ أغسطس الماضي حتى الآن.
وتشهد سوريا منذ مارس من العام الماضي تظاهرات احتجاجية مناوئة للنظام ترافق معها سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين.
التعليقات