رسم بياني يظهر نتائج استفتاء إيلاف حول حادث بورسعيد |
فيما تتواصل الإشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة في محيط وزارة الداخلية في القاهرة، على خلفية مقتل 74 شخصاً وإصابة نحو ألف آخرين عقب مباراة كرة قدم في استاد بورسعيد، حمّل قرّاء إيلاف الشرطة مسؤولية العنف وسقوط القتلى والجرحى، بسبب الفراغ الأمني المتعمد.
القاهرة: ولمّا كان حادث استاد بورسعيد مفجعاً، وتجاوباً من إيلاف معه إضطرت إلى رفع الإستفتاء الماضي يوم الأربعاء 1 شباط (فبراير) الجاري، وطرحت سؤالاً جديداً حول الحادث كان هذا نصه: حادث بورسعيد يعود إلى: الفراغ الأمني المتعمد أم غياب الروح الرياضية؟quot;.
ووفقاً لنتائج الإستفتاء الذي شارك فيه 3552 قارئاً، فإن الأغلبية اتهمت الشرطة بالتقصير المتعمد، ومثلت تلك الأغلبية 2221 قارئاً، أي ما يعادل 62.53%، فيما رأت الأقلية أن غياب الروح الرياضية يقف وراء الحادث، وشكل هؤلاء 1331 قارئاً، أي ما يعادل 37.47% من إجمالي المشاركين في الإستفتاء.
إقالة القيادات الأمنية ومنعها من السفر
في مصر، لا يختلف شخصان على وجود تقصير متعمد من جانب قوات الأمن في الحادث، بدءا من رأس الحكومة الدكتور كمال الجنزوري، مروراً بمجلس الشعب، والمجلس الإستشاري، وانتهاء بالشعب المصري كله، ما دعا رئيس الوزراء إلى إقالة مدير أمن محافظة بورسعيد ونائبه ورئيس المباحث الجنائية من مناصبهم، إضافة إلى قبول استقالة المحافظ.
إضافة إلى إقالة إتحاد كرة القدم. وأصدر النائب العام قراراً بمنعهم من السفر، على خلفية التحقيقات في الحادث، فيما رفع المجلس الإستشاري المعاون للمجلس العسكري في إدارة شؤون البلاد، توصية يطالبه فيها بإعادة هيكلة وزارة الداخلية، وإبعاد الضباط والقيادات الأمنية المتهمة بقتل المتظاهرين أثناء الثورة عن مناصبهم، إلى حين صدور أحكام قضائية نهائية في تلك القضايا. فيما يعتصم الآلاف من الشباب في ميدان التحرير، إحتجاجاً على تلك الأحداث التي وصفت تارة بـquot;المذبحةquot;، وتارة بـquot;المجزرةquot;، ويواصل العشرات من الشباب الآخرين الإشتباكات مع قوات الشرطة في محيط وزارة الداخلية، وسقط اليوم قتيل جديد، ليرتفع عدد القتلى منذ بدء الإشتباكات في 2 فبراير الجاري إلى 13 قتيلاً.
أسلحة بالمدرجات
قال شاهد عيان لـquot;إيلافquot; إن التقصير الأمني كان واضحاً قبل بدء المباراة بين فريقي المصري البورسعيدي والنادي الأهلي، مشيراً إلى أن المشجعين لم يخضعوا للتفتيش على الإطلاق، وأضاف الشاهد ويدعى الشحات سليمان، ويعمل مدير مطعم في بورسعيد، إنه شاهد الكثير من المشجعين دخلوا إلى المدرجات ومعهم شماريخ وألعاب نارية، بل وأسلحة بيضاء، موضحاً أنه يجب أن يتم منعهم من جانب الشرطة، رغم علمها بأن مباريات هذين الفريقين دائماً ما تشهد أعمال عنف، ولفت إلى أنه عندما تعرض الفريق الأهلي للهجوم، لم تتدخل الشرطة إلا لحماية اللاعبين فقط، وتركت المشجعين لآخرين يفتكون بهم وبالأسلحة البيضاء والعصي، حتى سقط 74 قتيلاً ومئات المصابين خلال أقل من ساعتين.
قتل مع سبق الإصرار
ووصف محمود عفيفي المتحدث باسم حركة 6 أبريل ما حدث بأنه quot;مذبحةquot;، متهماً الشرطة بالتورط فيها بشكل مباشر، وأضاف لـquot;إيلافquot; أنه لا يخفى على أحد أن غالبية القيادات في وزارة الداخلية حالياً من الموالين للنظام السابق، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، مشيراً إلى أن قطاعاً عريضاً منهم ناقم على ثورة 25 يناير، ويتخذها والشعب المصري عدواً له، لأنها طالبت بمحاكمة الضباط قاتلي المتظاهرين، بعد أن كانوا يعذبون ويقتلون من دون عقاب. وطالب عفيفي بضرورة تقديم كل من تورط في الحادث من الشرطة بشكل مباشر أو غير مباشر للمحاكمة بتهمة القتل المتعمد مع سبق الإصرار والترصد أو الإشتراك في الجريمة عن طريق التواطؤ.
أداء مخزٍ
وحسب وجهة نظر حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، فإن أداء الشرطة كان مخزياً، وقال لـquot;إيلافquot; إن جميع شهود العيان أكدوا أن قوات الأمن لم تقم بواجبها حيال تأمين المباراة، فسمحت بدخول أسلحة بيضاء للمدرجات رغم مخالفة ذلك للقانون، إضافة إلى قيامها بفتح البوابات في اتجاه جماهير النادي الأهلي، وفي الوقت نفسه إغلاق بوابات الخروج باستثناء باب صغير لا يسمح للجماهير بالخروج السريع. وشدد على ضرورة محاسبة جميع المتورطين في الحادث، وإعادة النظر في المنظومة الأمنية في مصر، وتطهير وزارة الداخلية من أذناب النظام السابق.
الثأر من الشعب
حقوقياً اتهم تقرير لشبكة المدافعين عن حقوق الإنسان الحكومة بالفشل في إدارة الملف الأمني، لإهمالها لقضية جوهرية وأساسية وهي إعادة هيكلة وبناء وتطهير وزارة الداخلية .
وأضاف التقرير الذي تقلت quot;إيلافquot; نسخة منه، أن الحكومة لم تضع خطة عاجلة لتغيير فلسفة وعقيدة الشرطة وتطوير أنماط وقواعد سلوكها مع المواطنين، مشيراً إلى وجود رغبة قوية لدى قطاع من ضباط الشرطة المنتمين إلى النظام السابق لمبارك والعادلي في الثأر من الشعب، بعد أن قام بثورة هي بالأساس كانت موجهة ضد الشرطة، وانطلقت شرارتها في الإحتفال بعيد الشرطة في 25 يناير.
واعتبرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان مؤامرة على استقرار البلاد، ويجب التحقيق مع كافة قيادات وزارة الداخلية، وإقصاء أي قيادة تثبت تورطه في مثل هذه الأحداث. وقالت في تقرير لها عن الأحداث إن quot;هناك تقصيرا هائلا في الاستعداد الكافي لتأمين المباراة وزوار المدينة، لافتًا إلى أن كلا من محافظ بورسعيد ومدير الأمن غابا عن متابعة المباراة بالمخالفة للعادات السائدة في أحداث رياضية أقل أهمية، وما زاد الأمور تعقيدا عدم تدخل قوات الأمن لحماية الجماهير من الجانبين وقيامها باستخدام كافة السبل الممكنة لفض الاشتباكات بين الجانبين منعا لوقوع سفك دماء المصريينquot;.
التعليقات