تبعاً لكتاب جديد فإن زمن الشدة الاقتصادية ينال الجميع، إلا قصر الإليزيه وسيده ساركوزي، فقد اتضح أنه ينفق نحو 115 مليون يورو سنويًا على أمور تشمل الصحف وأطباق اللحوم والأسماك النيئة على طريقة quot;كارباتشوquot; الإيطالية والنبيذ الأحمر الخاص.
ساركوزي يلتهم شريحةمعجنات لتحسين صورته |
لندن: مع إشتداد الأزمة المالية في أوروبا، أوصى نيكولا ساركوزي شعبه بشدّ الأحزمة على البطون، ووعد بضرب مثال يحتذى في التقشّف، لكن القول شيء والعمل شيء آخر، كما أثبت الرئيس بنفسه.
فبالرغم من أن الأزمة صارت تهدد عمالقة اقتصاديين، مثل بلاده نفسها، اتضح أن ساركوزي يعيش في قصر الإليزيه quot;مثل أحد شيوخ النفطquot;، كما قال أحد المراقبين.
جاء هذا التعليق بعد صدور كتاب، ورد فيه أنه ينفق 12 ألف يورو على الطعام يومياً، ويضع 121 سيارة تحت تصرفه، لأن ميزانية الإليزيه، التي اقتطعها له، تفوق تلك المخصصة لقصر باكينغهام نفسه.
الكتاب، الذي عرضته الصحافة البريطانية نقلاً عن الفرنسية، بعنوان quot;L'argent de l'Etatquot; quot;أموال الدولةquot;، ومن تأليف النائب البرلماني الاشتراكي رينيه دوزيير، يعرض فيه ما يعتبره quot;حياة البذخ المفرط الذي يعيش فيه الرئيس الفرنسيquot;.
أخطر ما يخلص إليه هو أن ساركوزي quot;يتجاهل أبسط مبادئ الفصل بين المال العام والخاصquot;، وهذا رغم وعد قدمه سابقًا بكبح جماح الإنفاق العام، والتزام جانب الشفافية الكاملة في ظل الحكم الرشيد.
يقرّ المؤلف بأن ساركوزي ألغى quot;حفلة الحديقةquot; السنوية في الإليزيه، التي تكلف الخزانة العامة نحو 600 ألف يورو، لكنه يقول إن الرئيس - بخلاف هذا - لم يحرك ساكنًا في إتجاه الإدخار خلال هذا الزمن الصعب.
يضرب دوزيير مثالاً على هذا، في مقابلات معه عن كتابه، بأن ساركوزي أمر خلال الأسبوع الماضي فقط بإرسال فريق طبي على متن طائرة خاصة إلى أوكرانيا للعناية بابنه بيير الموجود هناك، والعودة به سالمًا إلى باريس، في عملية كلفت الدولة قرابة 27 ألف يورو.
ويكشف دوزيير أن أسطول ساركوزي من السيارات يبلغ ضعف العدد، الذي كان مخصصًا للرئيس جاك شيراك، ويوضح أن تكاليف التأمين على هذا الأسطول تزيد على 120 ألف يورو في العام، إضافة إلى نحو 350 ألف يورو لوقودها.
بالطبع فإن هذا كله يقع خارج إطار ميزانية مختلف وسائل quot;المواصلاتquot; المتوافرة للإليزيه وطاقم عامليه.
طائرة الرئيس الخاصة المُكنَّية quot;اير ساركو 1quot; |
تبعًا للمؤلف، فإن ساركوزي يخصص لنفسه طائرة quot;بوينغ 330quot; (كُنّيت laquo;اير ساركو 1raquo;) اشتريت له، وفقًا لمواصفاته ومتطلباته، بمبلغ 260 مليون يورو، وهو يستخدمها عادة مصطحبًا معه نحو 300 شخص (وتكاليفهم على الدولة) في رحلاته الخارجية، التي كسر عددها الرقم القياسي لأي رئيس فرنسي سابق.
يورد دوزيير ضمن أمثلته العديدة أن دافع الضرائب يغطي فواتير طائلة تصل إلى آلاف اليوروهات للصحف والمجلات فقط. أما أطايب الأكل والشرب فتشمل 200 يورو لكل قنينة من نبيذه الأحمر المفضل quot;كروز ndash; إيرميتاجquot; مع أطباق اللحم والسمك النيئ على طريقة quot;كارباتشوquot; الإيطالية.
أخيرًا يخلص الكاتب إلى أن إجماليإنفاق الرئيس الفرنسي على حياة الدعة في قصره لا تقلّ بأي حال عن 115 مليون يورو سنويًا، وهذا في وقت يواجه فيه الأوروبيون - بمن فيهم شعبه - ضيقًا معيشياً لم يألفوه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
التعليقات